الرسم العثمانيأَوَلَمْ يَعْلَمُوٓا أَنَّ اللَّهَ يَبْسُطُ الرِّزْقَ لِمَن يَشَآءُ وَيَقْدِرُ ۚ إِنَّ فِى ذٰلِكَ لَءَايٰتٍ لِّقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ
الـرسـم الإمـلائـياَوَلَمۡ يَعۡلَمُوۡۤا اَنَّ اللّٰهَ يَبۡسُطُ الرِّزۡقَ لِمَنۡ يَّشَآءُ وَيَقۡدِرُؕ اِنَّ فِىۡ ذٰلِكَ لَاٰيٰتٍ لِّقَوۡمٍ يُّؤۡمِنُوۡنَ
تفسير ميسر:
أولم يعلم هؤلاء أن رزق الله للإنسان لا يدل على حسن حال صاحبه، فإن الله لبالغ حكمته يوسِّع الرزق لمن يشاء مِن عباده، صالحًا كان أو طالحًا، ويضيِّقه على مَن يشاء منهم؟ إن في ذلك التوسيع والتضييق في الرزق لَدلالات واضحات لقوم يُصدِّقون أمر الله ويعملون به.
وقوله تبارك وتعالى "أو لم يعلموا أن الله يبسط الرزق لمن يشاء ويقدر" أي يوسعه على قوم ويضيقه على آخرين "إن في ذلك لآيات لقوم يؤمنون" أي لعبرا وحججا.
قوله تعالى ; أولم يعلموا أن الله يبسط الرزق لمن يشاء ويقدر إن في ذلك لآيات لقوم يؤمنون خص المؤمن بالذكر ; لأنه هو الذي يتدبر الآيات وينتفع بها . ويعلم أن سعة الرزق قد يكون مكرا واستدراجا ، وتقتيره رفعة وإعظاما .
القول في تأويل قوله تعالى ; أَوَلَمْ يَعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ يَبْسُطُ الرِّزْقَ لِمَنْ يَشَاءُ وَيَقْدِرُ إِنَّ فِي ذَلِكَ لآيَاتٍ لِقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ (52)يقول تعالى ذكره; أولم يعلم يا محمد هؤلاء الذين كشفنا عنهم ضرهم, فقالوا; إنما أوتيناه على علم منا, أن الشدة والرخاء والسعة والضيق والبلاء بيد الله, دون كل من سواه , يبسط الرزق لمن يشاء, فيوسعه عليه, ويقدر ذلك على من يشاء من عباده, فيضيقه, وأن ذلك من حجج الله على عباده, ليعتبروا به ويتذكروا, ويعلموا أن الرغبة إليه والرهبة دون الآلهة والأنداد.( إِنَّ فِي ذَلِكَ لآيَاتٍ ) يقول; إن في بسط الله الرزق لمن يشاء, وتقتيره على من أراد لآيات, يعني; دلالات وعلامات ( لِقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ ) يعني; يصدقون بالحقّ, فيقرّون به إذا تبينوه وعلموا حقيقته أن الذي يفعل ذلك هو الله دون كل ما سواه.
ولما ذكر أنهم اغتروا بالمال، وزعموا - بجهلهم - أنه يدل على حسن حال صاحبه، أخبرهم تعالى، أن رزقه، لا يدل على ذلك، وأنه { يَبْسُطُ الرِّزْقَ لِمَنْ يَشَاءُ } من عباده، سواء كان صالحا أو طالحا { وَيَقْدِرُ } الرزق، أي: يضيقه على من يشاء، صالحا أو طالحا، فرزقه مشترك بين البرية،.والإيمان والعمل الصالح يخص به خير البرية. { إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَاتٍ لِقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ } أي: بسط الرزق وقبضه، لعلمهم أن مرجع ذلك، عائد إلى الحكمة والرحمة، وأنه أعلم بحال عبيده، فقد يضيق عليهم الرزق لطفا بهم، لأنه لو بسطه لبغوا في الأرض، فيكون تعالى مراعيا في ذلك صلاح دينهم الذي هو مادة سعادتهم وفلاحهم، واللّه أعلم.
(الهمزة) للاستفهام
(الواو) عاطفة
(لمن) متعلّق بـ (يبسط) ،
(في ذلك) متعلّق بخبر إنّ
(اللام) للتوكيد
(لقوم) متعلّق بنعت لآيات ...والمصدر المؤوّلـ (أنّ الله يبسط..) في محلّ نصب سدّ مسدّ مفعوليّ يعملوا.جملة: «يعلموا ... » لا محلّ لها معطوفة على استئناف مقدّر أي:
أغفلوا ولم يعلموا ...وجملة: «يبسط ... » في محلّ رفع خبر أنّ.
وجملة: «يشاء ... » لا محلّ لها صلة الموصولـ (من) .
وجملة: «يقدر....» لا محلّ لها معطوفة على جملة يشاء.
وجملة: «إنّ في ذلك لآيات ... » لا محلّ لها استئناف بيانيّ.
وجملة: «يؤمنون ... » في محلّ جرّ نعت لقوم.
- القرآن الكريم - الزمر٣٩ :٥٢
Az-Zumar39:52