الرسم العثمانيوَالْعَصْرِ
الـرسـم الإمـلائـيوَالۡعَصۡرِۙ
تفسير ميسر:
أقسم الله بالدهر على أن بني آدم لفي هلكة ونقصان. ولا يجوز للعبد أن يقسم إلا بالله، فإن القسم بغير الله شرك.
سورة العصر; ذكروا أن عمرو بن العاص وفد على مسيلمة الكذاب وذلك بعدما بعث رسول الله صلى الله عليه وسلم وقبل أن يسلم عمرو فقال له مسيلمة ماذا أنزل غلى صاحبكم في هذه المدة؟ فقال لقد أنزل عليه سورة وجيزة بليغة فقال وما هي؟ فقال "والعصر إن الإنسان لفي خسر إلا الذين آمنوا وعملوا الصالحات وتواصوا بالحق وتواصوا بالصبر" ففكر مسيلمة هنيهة ثم قال وفد أنزل علي مثلها فقال له عمرو وما هو؟ فقال; يا وبر يا وبر إنما أنت أذنان وصدر وسائرك حفر نقر ثم قال كيف ترى يا عمرو فقال له عمرو؟ والله إنك لتعلم أنى أعلم أنك تكذب. وقد رأيت أبا بكر الخرائطي أسند في كتابه المعروف "بمساوئ الأخلاق" في الجزء الثانى منه شيئا من هذا أو قريبا منه. والوبر دويبة تشبه الهر أعظم شيء فيه أذناه وصدره وباقيه دميم فأراد مسيلمة أن يركب ن هذا الهذيان ما يعارض به القرآن. فلم يرج ذلك على عابد الأوثان في دلك الزمان. وذكر الطبرانى من طريق حماد بن سلمة عن ثابت عن عبيد الله بن حصن قال كان الرجلان من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا التقيا لم يفترقا إلا على أن يقرأ أحدهما على الآخر سوره العصر إلى آخرها ثم يسلم أحدهما على الآخر; وقال الشافعي رحمه الله; لو تدبر الناس هذه السورة لوسعتهم. العصر; الزمان الذي يقع فيه حركات بني آدم من خير وشر وقال مالك عن زيد بن أسلم هو العصر والمشهور الأول.
تفسير سورة والعصروهي مكية . وقال قتادة مدنيةوروي عن ابن عباس . وهي ثلاث آياتبسم الله الرحمن الرحيموالعصرفيه مسألتان ;الأولى ; قوله تعالى ; والعصر أي الدهر ; قاله ابن عباس وغيره . فالعصر مثل الدهر ; ومنه قول الشاعر ;سبيل الهوى وعر وبحر الهوى غمر ويوم الهوى شهر وشهر الهوى دهرأي عصر .أقسم الله به - عز وجل - ; لما فيه من التنبيه بتصرف الأحوال وتبدلها ، وما فيها من الدلالة على الصانع . وقيل ; العصر ; الليل والنهار . قال حميد بن ثور ;ولن يلبث العصران ; يوم وليلة إذا طلبا أن يدركا ما تيمماوالعصران أيضا ; الغداة والعشي . قال ;وأمطله العصرين حتى يملني ويرضى بنصف الدين والأنف راغميقول ; إذا جاءني أول النهار وعدته آخره . وقيل ; إنه العشي ، وهو ما بين زوال الشمس وغروبها ; قاله الحسن وقتادة . ومنه قول الشاعر ;تروح بنا يا عمرو قد قصر العصر وفي الروحة الأولى الغنيمة والأجر[ ص; 161 ] وعن قتادة أيضا ; هو آخر ساعة من ساعات النهار . وقيل ; هو قسم بصلاة العصر ، وهي الوسطى ; لأنها أفضل الصلوات ; قاله مقاتل . يقال ; أذن للعصر ، أي لصلاة العصر . وصليت العصر ; أي صلاة العصر . وفي الخبر الصحيح الصلاة الوسطى صلاة العصر . وقد مضى في سورة ( البقرة ) بيانه . وقيل ; هو قسم بعصر النبي - صلى الله عليه وسلم - ; لفضله بتجديد النبوة فيه . وقيل ; معناه ورب العصر .الثانية ; قال مالك ; من حلف ألا يكلم رجلا عصرا ; لم يكلمه سنة . قال ابن العربي ; إنما حمل مالك يمين الحالف ألا يكلم امرأ عصرا على السنة ; لأنه أكثر ما قيل فيه ، وذلك على أصله في تغليظ المعنى في الأيمان . وقال الشافعي ; يبر بساعة ; إلا أن تكون له نية ، وبه أقول ; إلا أن يكون الحالف عربيا ، فيقال له ; ما أردت ؟ فإذا فسره بما يحتمله قبل منه ، إلا أن يكون الأقل ، ويجيء على مذهب مالك أن يحمل على ما يفسر . والله أعلم .
القول في تأويل قوله جل جلاله وتقدست أسماؤه; وَالْعَصْرِ (1)اختلف أهل التأويل في تأويل قوله; ( وَالْعَصْرِ ) فقال بعضهم; هو قسم أقسم ربنا تعالى ذكره بالدهر، فقال; العصر; هو الدهر.* ذكر من قال ذلك;حدثني عليّ، قال; ثنا أبو صالح، قال; ثني معاوية، عن عليّ، عن ابن عباس، في قوله; ( وَالْعَصْرِ ) قال; العصر; ساعة من ساعات النهار.حدثنا ابن عبد الأعلى، قال; ثنا ابن ثور، عن معمر، عن الحسن ( وَالْعَصْرِ ) قال; هو العشيّ.والصواب من القول في ذلك; أن يقال; إن ربنا أقسم بالعصر ( وَالْعَصْرِ ) اسم للدهر، وهو العشيّ والليل والنهار، ولم يخصص مما شمله هذا الاسم معنى دون معنى، فكلّ ما لزِمه هذا الاسم، فداخل فيما أقسم به جلّ ثناؤه.
أقسم تعالى بالعصر، الذي هو الليل والنهار، محل أفعال العباد وأعمالهم
(والعصر) متعلّق بفعل محذوف تقديره أقسم
(اللام) لام القسم عوض من المزحلقة
(إلّا) للاستثناء
(الذين) موصول في محلّ نصب على الاستثناء
(بالحقّ) متعلّق بـ (تواصوا) ،
(بالصبر) متعلّق بـ (تواصوا) الثاني جملة: «
(أقسم) بالعصر ... » لا محلّ لها ابتدائيّة.
وجملة: «إنّ الإنسان لفي خسر ... » لا محلّ لها جواب القسم.
وجملة: «آمنوا ... » لا محلّ لها صلة الموصولـ (الذين) .
وجملة: «عملوا ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة الصلة.
وجملة: «تواصوا
(الأولى) » لا محلّ لها معطوفة على جملة الصلة.
وجملة: «تواصوا
(الثانية) » لا محلّ لها معطوفة على جملة الصلة.
- القرآن الكريم - العصر١٠٣ :١
Al-'Asr103:1