الرسم العثمانيكَذَّبَتْ قَوْمُ لُوطٍ الْمُرْسَلِينَ
الـرسـم الإمـلائـيكَذَّبَتۡ قَوۡمُ لُوۡطٍ اۨلۡمُرۡسَلِيۡنَ
تفسير ميسر:
كَذَّبت قوم لوط برسالته، فكانوا بهذا مكذبين لسائر رسل الله؛ لأن ما جاؤوا به من التوحيد وأصول الشرائع واحد.
يقول تعالى مخبرا عن عبده ورسوله لوط عليه السلام وهو لوط بن هاران بن آزار وهو ابن أخي إبراهيم الخليل عليه السلام وكان الله تعالى قد بعثه إلى أمة عظيمة في حياة إبراهيم عليهما السلام وكانوا يسكنون سذوم وأعمالها التي أهلكها الله بها وجعل مكانها بحيرة منتنة خبيثة وهي مشهورة ببلاد الغور بناحية متاخمة لجبال البيت المقدس بينها وبين بلاد الكرك والشوبك فدعاهم إلى الله عز وجل أن يعبدوه وحده لا شريك له وأن يطيعوا رسولهم الذي بعثه الله إليهم ونهاهم عن معصية الله وارتكاب ما كانوا قد ابتدعوه في العالم مما لم يسبقهم أحد من الخلائق إلى فعله من إتيان الذكور دون الإناث.
يقول تعالى ذكره; ( كَذَّبَتْ قَوْمُ لُوطٍ ) من أرسله الله إليهم من الرسل حين.
قال لهم وقالوا كما قال من قبلهم, تشابهت قلوبهم في الكفر, فتشابهت أقوالهم، وكانوا - مع شركهم - يأتون فاحشة لم يسبقهم إليها أحد من العالمين، يختارون نكاح الذكران, المستقذر الخبيث, ويرغبون عما خلق لهم من أزواجهم لإسرافهم وعدوانهم فلم يزل ينهاهم حتى قَالُوا له لَئِنْ لَمْ تَنْتَهِ يَا لُوطُ لَتَكُونَنَّ مِنَ الْمُخْرَجِينَ أي: من البلد، فلما رأى استمرارهم عليه قَالَ إِنِّي لِعَمَلِكُمْ مِنَ الْقَالِينَ أي: المبغضين له الناهين عنه، المحذرين.
(كذّبت قوم لوط ... على ربّ العالمين) مرّ إعراب نظيرها مفردات وجملا ...(165)
(الهمزة) للاستفهام الإنكاريّ التقريعيّ
(من العالمين) متعلّق بحال من الذكران ...وجملة: «تأتون ... » لا محلّ لها استئناف بيانيّ.
(166)
(الواو) عاطفة
(ما) اسم موصول في محلّ نصب مفعول به
(لكم) متعلّق بـ (خلق) ،
(من أزواجكم) متعلّق بحال من العائد المقدّر ،
(بل) للإضراب الانتقاليّ
(قوم) خبر مرفوع
(عادون) نعت لقوم مرفوع ...وجملة: «تذرون ... » لا محلّ لها معطوفة على الاستئنافيّة تأتون.
وجملة: «خلق لكم ربّكم ... » لا محلّ لها صلة الموصولـ (ما) .
وجملة: «أنتم قوم ... » لا محلّ لها استئنافيّة ...
- القرآن الكريم - الشعراء٢٦ :١٦٠
Asy-Syu'ara'26:160