قُلْ إِن كُنتُمْ تُحِبُّونَ اللَّهَ فَاتَّبِعُونِى يُحْبِبْكُمُ اللَّهُ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ ۗ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَّحِيمٌ
قُلۡ اِنۡ كُنۡتُمۡ تُحِبُّوۡنَ اللّٰهَ فَاتَّبِعُوۡنِىۡ يُحۡبِبۡكُمُ اللّٰهُ وَيَغۡفِرۡ لَـكُمۡ ذُنُوۡبَكُمۡؕ وَاللّٰهُ غَفُوۡرٌ رَّحِيۡمٌ
تفسير ميسر:
قل -أيها الرسول-; إن كنتم تحبون الله حقا فاتبعوني وآمنوا بي ظاهرًا وباطنًا، يحببكم الله، ويمحُ ذنوبكم، فإنه غفور لذنوب عباده المؤمنين، رحيم بهم. وهذه الآية الكريمة حاكمة على كل من ادعى محبة الله -تعالى- وليس متبعًا لنبيه محمد صلى الله عيه وسلم حق الاتباع، مطيعًا له في أمره ونهيه، فإنه كاذب في دعواه حتى يتابع الرسول صلى الله عليه وسلم حق الاتباع.
هذه الآية الكريمة حاكمة على كل من ادعى محبة الله وليس هو على الطريقة المحمدية فإنه كاذب في دعواه في نفس الأمر حتى يتبع الشرع المحمدي والدين النبوي في جميع أقواله وأفعاله كما ثبت في الصحيح عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال "من عمل عملا ليس عليه أمرنا فهو رد" ولهذا قال "إن كنتم تحبون الله فاتبعوني يحببكم الله" أي يحصل لكم فوق ما طلبتم من محبتكم إياه وهو محبته إياكم وهو أعظم من الأول كما قال بعض العلماء الحكماء; ليس الشأن أن تحب إنما الشأن أن تحب. وقال الحسن البصري وغيره من السلف; زعم قوم أنهم يحبون الله فابتلاهم الله بهذه الآية فقال "قل إن كنتم تحبون الله فاتبعوني يحببكم الله" وقد قال ابن أبي حاتم; حدثنا أبي حدثنا علي بن محمد الطنافسي حدثنا عبدالله بن موسى بن عبدالأعلى بن أعين عن يحيى بن أبي كثير عن عروة عن عائشة رضي الله عنها قالت; قال رسول الله صلى الله عليه وسلم "وهل الدين إلا الحب في الله والبغض في الله"؟ قال الله تعالى; "قل إن كنتم تحبون الله فاتبعوني" وقال أبو زرعة; عبدالأعلى هذا منكر الحديث. ثم قال تعالى "ويغفر لكم ذنوبكم والله غفور رحيم" أي باتباعكم الرسول صلى الله عليه وسلم يحصل لكـم هذا من بركة سفارته.