سورة الدخان .مكية باتفاق ، إلا قوله تعالى ; إنا كاشفو العذاب قليلا وهي سبع وخمسون آية . وقيل ; تسع . وفي مسند الدارمي عن أبي رافع قال ; ( من قرأ الدخان في ليلة الجمعة أصبح مغفورا له وزوج من الحور العين ) رفعه الثعلبي من حديث أبي هريرة أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال ; من قرأ الدخان في ليلة الجمعة أصبح مغفورا له . وفي لفظ آخر عن أبي هريرة أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال ; من قرأ الدخان في ليلة أصبح يستغفر له سبعون ألف ملك . وعن أبي أمامة قال ; سمعت النبي - صلى الله عليه وسلم - يقول ; من قرأ حم الدخان ليلة الجمعة أو يوم الجمعة بنى الله له بيتا في الجنة ." حم " اختلف في معناه ; فقال عكرمة ; قال النبي صلى الله عليه وسلم ; ( " حم " اسم من أسماء الله تعالى وهي مفاتيح خزائن ربك ) قال ابن عباس ; " حم " اسم الله الأعظم .وعنه ; " الر " و " حم " و " ن " حروف الرحمن مقطعة .وعنه أيضا ; اسم من أسماء الله تعالى أقسم به .وقال قتادة ; إنه اسم من أسماء القرآن .مجاهد ; فواتح السور .وقال عطاء الخراساني ; الحاء افتتاح اسمه حميد وحنان وحليم وحكيم , والميم افتتاح اسمه ملك ومجيد ومنان ومتكبر ومصور ; يدل عليه ما روى أنس أن أعرابيا سأل النبي صلى الله عليه وسلم ; ما " حم " فإنا لا نعرفها في لساننا ؟ فقال النبي صلى الله عليه وسلم ; ( بدء أسماء وفواتح سور ) وقال الضحاك والكسائي ; معناه قضي ما هو كائن .كأنه أراد الإشارة إلى تهجي " حم " ; لأنها تصير حم بضم الحاء وتشديد الميم ; أي قضي ووقع .وقال كعب بن مالك ; فلما تلاقيناهم ودارت بنا الرحى وليس لأمر حمه الله مدفع وعنه أيضا ; إن المعنى حم أمر الله أي قرب ; كما قال الشاعر ; قد حم يومي فسر قوم قوم بهم غفلة ونوم ومنه سميت الحمى ; لأنها تقرب من المنية .والمعنى المراد قرب نصره لأوليائه , وانتقامه من أعدائه كيوم بدر .وقيل ; حروف هجاء ; قال الجرمي ; ولهذا تقرأ ساكنة الحروف فخرجت مخرج التهجي وإذا سميت سورة بشيء من هذه الحروف أعربت ; فتقول ; قرأت " حم " فتنصب ; قال ; يذكرني حاميم والرمح شاجر فهلا تلا حاميم قبل التقدم وقرأ عيسى بن عمر الثقفي ; " حم " بفتح الميم على معنى اقرأ حم أو لالتقاء الساكنين .ابن أبي إسحاق وأبو السمال بكسرها .والإمالة والكسر للالتقاء الساكنين , أو على وجه القسم .وقرأ أبو جعفر بقطع الحاء من الميم .الباقون بالوصل .وكذلك في " حم .عسق " .وقرأ أبو عمرو وأبو بكر وحمزة والكسائي وخلف وابن ذكوان بالإمالة في الحاء .وروي عن أبي عمرو بين اللفظين وهي قراءة نافع وأبي جعفر وشيبة .الباقون بالفتح مشبعا .