وَزُرُوعٍ وَمَقَامٍ كَرِيمٍ
وَّزُرُوۡعٍ وَّمَقَامٍ كَرِيۡمٍۙ
تفسير ميسر:
كم ترك فرعون وقومه بعد مهلكهم وإغراق الله إياهم من بساتين وجنات ناضرة، وعيون من الماء جارية، وزروع ومنازل جميلة، وعيشة كانوا فيها متنعمين مترفين.
"ومقام كريم" وهي المساكن الأنيقة والأماكن الحسنة. وقال مجاهد وسعيد بن جبير "ومقام كريم" المنابر وقال ابن لهيعة عن وهب بن عبدالله المعافري عن عبدالله بن عمرو رضي الله تعالى عنهما قال نيل مصر سيد الأنهار سخر الله تعالى له كل نهر بين المشرق والمغرب وذلله له فإذا أراد الله عز وجل أن يجري نيل مصر أمر كل نهر أن يمده فأمدته الأنهار بمائها وفجر الله تبارك وتعالى له الأرض عيونا فإذا انتهى جريه إلى ما أراد الله جل وعلا أوحى الله تعالى إلى كل ماء أن يرجع إلى عنصره وقال في قول الله تعالى "فأخرجناهم من جنات وعيون وزروع ومقام كريم ونعمة كانوا فيها فاكيهن" قال كانت الجنان بحافتي نهر النيل من أوله إلى آخره في الشقين جميعا ما بين أسوان إلى رشيد وكان له تسع خليج; خليج الأسكندريه وخليج دمياط وخليج سردوس وخليج منف وخليج الفيوم وخليج المنتهى متصلة لا ينقطع منها شيء عن شيء وزرع ما بين الجبلين كله من أول مصر إلى آخر ما يبلغه الماء وكانت جميع أرض مصر تروى من ستة عشر ذراعا لما قدروا ودبروا من قناطرها وجسورها وخلجها.