الـرسـم الإمـلائـيوَالطُّوۡرِۙ
تفسير ميسر:
أقسم الله بالطور، وهو الجبل الذي كلَّم الله سبحانه وتعالى موسى عليه، وبكتاب مكتوب، وهو القرآن في صحف منشورة، وبالبيت المعمور في السماء بالملائكة الكرام الذين يطوفون به دائمًا، وبالسقف المرفوع وهو السماء الدنيا، وبالبحر المسجور المملوء بالمياه.
سورة الطور; قال مالك عن الزهري عن محمد بن جبير بن مطعم عن أبيه سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقرأ فى المغرب بالطور فما سمعت أحدا أحسن صوتا أو قراءة منه أخرجاه من طريق مالك وقال البخاري حدثنا عبدالله بن يوسف أخبرنا مالك عن محمد بن عبدالرحمن بن نوفل عن عروة عن زينب بنت أبي سلمة عن أم سلمة قالت شكوت إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم أني أشتكي فقال "طوفي من وراء الناس وأنت راكبة" فطفت ورسول الله صلى الله عليه وسلم يصلي إلى جنب البيت يقرأ بالطور وكتاب مسطور. يقسم تعالى بمخلوقاته الدالة على قدرته العظيمة أن عذابه واقع بأعدائه وأنه لا دافع له عنهم فالطور هو الجبل الذي يكون فيه أشجار مثل الذي كلم الله عليه موسى وأرسل منه عيسى وما لم يكن فيه شجر لا يسمى طورا إنما يقال له جبل.
سورة " والطور "مكية كلها في قول الجميع ، وهي تسع وأربعون آيةروى الأئمة عن جبير بن مطعم قال ; سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقرأ بالطور في المغرب . متفق عليه .بسم الله الرحمن الرحيموالطورقوله تعالى ; والطور الطور ; اسم الجبل الذي كلم الله عليه موسى ; أقسم الله به تشريفا له وتكريما وتذكيرا لما فيه من الآيات ، وهو أحد جبال الجنة . وروى إسماعيل بن إسحاق قال ; حدثنا إسماعيل بن أبي أويس ، قال ; حدثنا كثير بن عبد الله بن عمرو بن عوف عن أبيه عن جده أنه قال ; قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ; أربعة أجبل من جبال الجنة وأربعة أنهار من أنهار الجنة وأربعة ملاحم من ملاحم الجنة ، قيل ; فما الأجبل ؟ قال ; جبل أحد يحبنا ونحبه ، والطور جبل من جبال الجنة ، ولبنان جبل من جبال الجنة ، والجودي جبل من جبال الجنة وذكر [ ص; 56 ] الحديث ، وقد استوفيناه في كتاب " التذكرة " . قال مجاهد ; الطور هو بالسريانية الجبل والمراد به طورسينا . وقاله السدي . وقال مقاتل بن حيان ; هما طوران يقال لأحدهما ; طور سينا والآخر طور زيتا ; لأنهما ينبتان التين والزيتون . وقيل ; هو جبل بمدين واسمه زبير . قال الجوهري ; والزبير الجبل الذي كلم الله عليه موسى عليه السلام .قلت ; ومدين بالأرض المقدسة وهي قرية شعيب عليه السلام . وقيل ; إن الطور كل جبل أنبت ، وما لا ينبت فليس بطور ; قاله ابن عباس . وقد مضى في " البقرة " مستوفى .
القول في تأويل قوله تعالى ; وَالطُّورِ (1)يعني تعالى ذكره بقوله; (والطور) ; والجبل الذي يُدعى الطور.وقد بيَّنت معنى الطور بشواهده، وذكرنا اختلاف المختلفين فيه فيما مضى بما أغْنى عن إعادته في هذا الموضعوقد حدثني محمد بن عمرو، قال; ثنا أبو عاصم, قال; ثنا عيسى; وحدثني الحارث, قال; ثنا الحسن, قال; ثنا ورقاء جميعا, عن ابن أبي نجيح, عن مجاهد, في قول الله تبارك وتعالى; (والطور) قال الجبل بالسُّريانية.
يقسم تعالى بهذه الأمور العظيمة، المشتملة على الحكم الجليلة، على البعث والجزاء للمتقين والمكذبين، فأقسم بالطور الذي هو الجبل الذي كلم الله عليه نبيه موسى بن عمران عليه الصلاة والسلام، وأوحى إليه ما أوحى من الأحكام، وفي ذلك من المنة عليه وعلى أمته، ما هو من آيات الله العظيمة،ونعمه التي لا يقدر العباد لها على عد ولا ثمن.
(الواو) واو القسم
(الطور) مقسم به مجرور بالواو، متعلّق بفعل محذوف تقديره أقسم
(الواو) عاطفة في المواضع الخمسة
(في رقّ) متعلّق بنعت لـ (كتاب) ،
(اللام) لام القسم، وهي عوض من المزحلقة
(ما) نافية
(له) متعلّق بخبر مقدم
(دافع) مجرور لفظا مرفوع محلّا مبتدأ مؤخّر
(يوم) ظرف زمان منصوب متعلّق بـ (دافع) - أو بـ (واقع) -
(مورا) مفعول مطلق منصوب، وكذلك
(سيرا) .جملة: «
(أقسم) بالطور ... » لا محلّ لها ابتدائيّة وجملة: «إنّ عذاب ربّك لواقع ... » لا محلّ لها جواب القسم وجملة: «ما له من دافع ... » في محلّ رفع خبر ثان»
وجملة: «تمور السماء ... » في محلّ جرّ مضاف إليه وجملة: «تسير الجبال ... » في محلّ جر معطوفة على جملة تمور السماء
- القرآن الكريم - الطور٥٢ :١
At-Tur52:1