الرسم العثمانيالرَّحْمٰنُ
الـرسـم الإمـلائـياَلرَّحۡمٰنُۙ
تفسير ميسر:
الرحمن علَّم الإنسان القرآن؛ بتيسير تلاوته وحفظه وفهم معانيه.
سورة الرحمن; قال الإمام أحمد حدثنا عفان حدثنا حماد عن عاصم عن زر أن رجلا قال كيف تعرف هذا الحرف من ماء غير آسن أو أسن؟ فقال كل القرآن قد قرأت قال إني لأقرأ المفصل في ركعة واحدة فقال أهذا كهذا الشعر لا أبالك؟ قد علمت قرائن النبي صلى الله عليه وسلم التي كان يقرن قرينتين قرينتين من أول المفصل وكان أول مفصل ابن مسعود "الرحمن" وقال أبو عيسى الترمذي; حدثنا عبدالرحمن بن واقد وأبو مسلم السعدي حدثنا الوليد بن مسلم عن زهير بن محمد عن محمد بن المنكدر عن جابر قال خرج رسول الله صلى الله عليه وسلم على أصحابه فقرأ عليهم سورة الرحمن من أولها إلى آخرها فسكتوا فقال "لقد قرأتها على الجن ليلة الجن فكانوا أحسن مردودا منكم كنت كلما أتيت على قوله "فبأي آلاء ربكما تكذبان" قالوا لا بشيء من نعمك ربنا نكذب فلك الحمد" ثم قال هذا حديث غريب لا نعرفه إلا من حديث الوليد بن مسلم عن زهير بن محمد ثم حكى عن الإمام أحمد أنه كان لا يعرفه ينكر رواية أهل الشام عن زهير بن محمد هذا ورواه الحافظ أبو بكر البزار عن عمرو بن مالك عن الوليد بن مسلم وعن عبدالله بن أحمد بن شبوبه عن هشام بن عمارة كلاهما عن الوليد بن مسلم به ثم قال لا نعرفه يروى إلا من هذا الوجه وقال أبو جعفر بن جرير حدثنا محمد بن عباد بن موسى وعمرو بن مالك البصري قالا حدثنا يحيى بن سليم عن إسماعيل بن أمية عن نافع عن ابن عمر أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قرأ سورة الرحمن أو قرئت عنده فقال "مالي أسمع الجن أحسن جوابا لربها منكم؟ " قالوا وما ذاك يا رسول الله؟ قال "ما أتيت على قول الله تعالى "فبأي آلاء ربكما تكذبان؟" إلا قالت الجن لا بشيء من نعم ربنا نكذب" ورواه الحافظ البزار عن عمرو بن مالك به ثم قال لا نعلمه يروى عن النبي صلى الله عليه وسلم إلا من هذا الوجه بهذا الإسناد. يخبر تعالى عن فضله ورحمته بخلقه أنه أنزل على عباده القرآن ويسر حفظه وفهمه على من رحمه فقال تعالى "الرحمن علم القرآن خلق الإنسان علمه البيان" قال الحسن يعني النطق وقال الضحاك وقتادة وغيرهما يعني الخير والشر وقول الحسن ههنا أحسن وأقوى لأن السياق في تعليمه تعالى القرآن وهو أداء تلاوته وإنما يكون ذلك بتيسير النطق على الخلق وتسهيل خروج الحروف من مواضعها من الحلق واللسان والشفتين على اختلاف مخارجها وأنواعها.
سورة الرحمن مكية كلها في قول الحسن وعروة بن الزبير وعكرمة وعطاء وجابر . وقال ابن عباس ; إلا آية منها هي قوله تعالى ; يسأله من في السماوات والأرض الآية . وهي ست وسبعون آية .وقال ابن مسعود ومقاتل ; هي مدنية كلها . والقول الأول أصح لما روى عروة بن الزبير قال ; أول من جهر بالقرآن بمكة بعد النبي صلى الله عليه وسلم ابن مسعود ; وذلك أن الصحابة قالوا ; ما سمعت قريش هذا القرآن يجهر به قط ، فمن رجل يسمعهموه ؟ فقال ابن مسعود ; أنا ، فقالوا ; إنا نخشى عليك ، وإنما نريد رجلا له عشيرة يمنعونه ، فأبى ثم قام عند المقام فقال ; ( بسم الله الرحمن الرحيم ) الرحمن علم القرآن ثم تمادى رافعا بها صوته وقريش في أنديتها ، فتأملوا وقالوا ; ما يقول ابن أم عبد ؟ قالوا ; هو يقول الذي يزعم محمد أنه أنزل عليه ، ثم ضربوه حتى أثروا في وجهه . وصح أن النبي صلى الله عليه وسلم قام يصلي الصبح بنخلة ، فقرأ سورة ( الرحمن ) ومر النفر من الجن فآمنوا به . وفي الترمذي عن جابر قال ; خرج رسول الله صلى الله عليه وسلم على أصحابه [ ص; 139 ] فقرأ عليهم سورة ( الرحمن ) من أولها إلى آخرها فسكتوا ، فقال ; لقد قرأتها على الجن ليلة الجن فكانوا أحسن مردودا منكم كنت كلما أتيت على قوله ; فبأي آلاء ربكما تكذبان قالوا ; لا بشيء من نعمك ربنا نكذب فلك الحمد قال ; هذا حديث غريب . وفي هذا دليل على أنها مكية والله أعلم .وروي أن قيس بن عاصم المنقري قال للنبي صلى الله عليه وسلم ; اتل علي مما أنزل عليك ، فقرأ عليه سورة ( الرحمن ) فقال ; أعدها ، فأعادها ثلاثا ، فقال ; والله إن له لطلاوة ، وإن عليه لحلاوة ، وأسفله لمغدق ، وأعلاه مثمر ، وما يقول هذا بشر ، وأنا أشهد أن لا إله إلا الله وأنك رسول الله . وروي عن علي رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال ; لكل شيء عروس وعروس القرآن سورة الرحمن .بسم الله الرحمن الرحيم الرحمنقوله تعالى ; الرحمن علم القرآن قال سعيد بن جبير وعامر الشعبي ; ( الرحمن ) فاتحة ثلاث سور إذا جمعن كن اسما من أسماء الله تعالى ( الر ) ، و ( حم ) و ( ن ) فيكون [ ص; 140 ] مجموع هذه ( الرحمن ) .
القول في تأويل قوله تعالى ; الرَّحْمَنُ (1)يقول تعالى ذكره; الرحمن أيها الناس برحمته إياكم علمكم القرآن. فأنعم بذلك عليكم، إذ بصَّركم به ما فيه رضا ربكم، وعرّفكم ما فيه سخطه، لتطيعوه باتباعكم ما يرضيه عنكم، وعملكم بما أمركم به، وبتجنبكم ما يُسخطه عليكم، فتستوجبوا بذلك جزيل ثوابه، وتنجوا من أليم عقابه.
هذه السورة الكريمة الجليلة، افتتحها باسمه \"الرَّحْمَنُ\" الدال على سعة رحمته، وعموم إحسانه، وجزيل بره، وواسع فضله، ثم ذكر ما يدل على رحمته وأثرها الذي أوصله الله إلى عباده من النعم الدينية والدنيوية [والآخروية وبعد كل جنس ونوع من نعمه، ينبه الثقلين لشكره، ويقول: { فَبِأَيِّ آلَاءِ رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ } ].
(القرآن) مفعول به ثان، والمفعول الأول محذوف تقديره من شاء ...جملة: «الرحمن علّم القرآن ... » لا محلّ لها ابتدائيّة وجملة: «علّم ... » في محل رفع خبر المبتدأ
(الرحمن) وجملة: «خلق ... » في محلّ رفع خبر ثان وجملة: «علّمه البيان ... » في محلّ رفع خبر ثالث
- القرآن الكريم - الرحمن٥٥ :١
Ar-Rahman55:1