الرسم العثمانيوَالَّذِينَ ءَامَنُوا وَعَمِلُوا الصّٰلِحٰتِ لَا نُكَلِّفُ نَفْسًا إِلَّا وُسْعَهَآ أُولٰٓئِكَ أَصْحٰبُ الْجَنَّةِ ۖ هُمْ فِيهَا خٰلِدُونَ
الـرسـم الإمـلائـيوَالَّذِيۡنَ اٰمَنُوۡا وَعَمِلُوا الصّٰلِحٰتِ لَا نُـكَلِّفُ نَفۡسًا اِلَّا وُسۡعَهَاۤ اُولٰۤٮِٕكَ اَصۡحٰبُ الۡجَـنَّةِۚ هُمۡ فِيۡهَا خٰلِدُوۡنَ
تفسير ميسر:
والذين آمنوا بالله وعملوا الأعمال الصالحة في حدود طاقاتهم -لا يكلف الله نفسًا من الأعمال إلا ما تطيق- أولئك أهل الجنة، هم فيها ماكثون أبدًا لا يخرجون منها.
لما ذكر تعالى حال الأشقياء عطف بذكر حال السعداء فقال "والذين آمنوا وعملوا الصالحات" أي آمنت قلوبهم وعملوا الصالحات بجوارحهم ضد "أولئك الذين كفروا بآيات الله واستكبروا عنها" نبه تعالى على أن الإيمان والعمل به سهل لأنه تعالى قال "لا نكلف نفسا إلا وسعها أولئك أصحاب الجنة هم فيها خالدون ونزعنا ما في صدورهم من غل" أي من حسد وبغض كما جاء في صحيح البخاري من حديث قتادة عن أبي المتوكل الناجي عن أبي سعيد الخدري قال; قال رسول الله صلى الله عليه وسلم "إذا خلص المؤمنون من النار حبسوا على قنطرة بين الجنة والنار فاقتص لهم مظالم كانت بينهم في الدنيا حتى إذا هذبوا ونقوا أذن لهم في دخول الجنة فوالذي نفسي بيده إن أحدهم بمنزله في الجنة أدل منه بمسكنه كان في الدنيا".
قوله تعالى والذين آمنوا وعملوا الصالحات لا نكلف نفسا إلا وسعها أولئك أصحاب الجنة هم فيها خالدون [ ص; 187 ] قوله تعالى لا نكلف نفسا إلا وسعها كلام معترض ، أي والذين آمنوا وعملوا الصالحات أولئك أصحاب الجنة هم فيها خالدون ، ومعنى لا نكلف نفسا إلا وسعها أي أنه لم يكلف أحدا من نفقات الزوجات إلا ما وجد وتمكن منه ، دون ما لا تناله يده ، ولم يرد إثبات الاستطاعة قبل الفعل ; قاله ابن الطيب . نظيره لا يكلف الله نفسا إلا ما آتاها .
القول في تأويل قوله ; وَالَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لا نُكَلِّفُ نَفْسًا إِلا وُسْعَهَا أُولَئِكَ أَصْحَابُ الْجَنَّةِ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ (42)قال أبو جعفر; يقول جل ثناؤه; والذين صدّقوا الله ورسوله، وأقرُّوا بما جاءهم به من وحي الله وتنـزيله وشرائع دينه, وعملوا ما أمرهم الله به فأطاعوه، وتجنبوا ما نهاهم عنه (37) =(لا نكلف نفسًا إلا وسعها)، يقول; لا نكلف نفسًا من الأعمال إلا ما يسعها فلا تحرج فيه (38) =(أولئك)، يقول; هؤلاء الذين آمنوا وعملوا الصالحات =(أصحاب الجنة)، يقول; هم أهل الجنة الذين هم أهلها، دون غيرهم ممن كفر بالله, وعمل بسيئاتهم (39) =(هم فيها خالدون)، يقول (40) هم في الجنة ماكثون, دائمٌ فيها مكثهم، (41) لا يخرجون منها، ولا يُسلبون نعيمها. (42)---------------------الهوامش ;(37) انظر تفسير (( الصالحات )) فيما سلف من فهارس اللغة ( صلح ) .(38) انظر تفسير (( التكليف )) و (( الوسع )) فيما سلف ص ; 225 ، تعليق ; 1 ، والمراجع هناك .(39) انظر تفسير (( أصحاب الجنة )) فيما سلف من فهارس اللغة ( صحب ) .(40) في المطبوعة والمخطوطة ; (( فيها خالدون )) ، بغير (( هم )) ، وأثبت نص التلاوة .(41) انظر تفسير (( الخلود )) فيما سلف من فهارس اللغة ( خلد ) .(42) في المطبوعة والمخطوطة ; (( ولا يسلبون نعيمهم )) ، والسياق يقتضي ما أثبت .
لما ذكر الله تعالى عقاب العاصين الظالمين، ذكر ثواب المطيعين فقال: { وَالَّذِينَ آمَنُوا ْ} بقلوبهم { وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ ْ} بجوارحهم، فجمعوا بين الإيمان والعمل، بين الأعمال الظاهرة والأعمال الباطنة، بين فعل الواجبات وترك المحرمات، ولما كان قوله: { وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ ْ} لفظا عاما يشمل جميع الصالحات الواجبة والمستحبة، وقد يكون بعضها غير مقدور للعبد، قال تعالى: { لَا نُكَلِّفُ نَفْسًا إِلَّا وُسْعَهَا ْ} أي: بمقدار ما تسعه طاقتها، ولا يعسر على قدرتها، فعليها في هذه الحال أن تتقي اللّه بحسب استطاعتها، وإذا عجزت عن بعض الواجبات التي يقدر عليها غيرها سقطت عنها كما قال تعالى: { لَا يُكَلِّفُ اللَّهُ نَفْسًا إِلَّا وُسْعَهَا ْ} { لَا يُكَلِّفُ اللَّهُ نَفْسًا إِلَّا مَا آتَاهَا ْ} { مَا جَعَلَ عَلَيْكُمْ فِي الدِّينِ مِنْ حَرَجٍ ْ} { فَاتَّقُوا اللَّهَ مَا اسْتَطَعْتُمْ ْ} فلا واجب مع العجز، ولا محرم مع الضرورة. { أُولَئِكَ ْ} أي: المتصفون بالإيمان والعمل الصالح { أَصْحَابُ الْجَنَّةِ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ ْ} أي: لا يحولون عنها ولا يبغون بها بدلا، لأنهم يرون فيها من أنواع اللذات وأصناف المشتهيات ما تقف عنده الغايات، ولا يطلب أعلى منه.
(الواو) استئنافية
(الذين) موصول مبتدأ
(آمنوا) مثل كذّبوا ،
(الواو) عاطفة
(عملوا) مثل كذبوا ،
(الصالحات) مفعول به منصوب وعلامة النصب الكسرة
(لا) حرف نفي(نكلف) مضارع مرفوع، والفاعل ضمير مستتر تقديره نحن للتعظيم
(نفسا) مفعول به منصوبـ (إلا) حرف للحصر
(وسع) مفعول به ثان منصوب، و (ها)ضمير مضاف إليه
(أولاء) اسم إشارة مبني في محلّ رفع مبتدأ و (الكاف) حرف خطابـ (أصحاب) خبر مرفوع
(الجنة) مضاف إليه مجرور
(هم) ضمير منفصل مبني في محلّ رفع مبتدأ
(في) حرف جر و (ها) ضمير في محلّ جر متعلّق بخالدون
(خالدون) خبر مرفوع وعلامة الرفع الواو.
جملة «الذين آمنوا ... » لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة «آمنوا ... » لا محلّ لها صلة الموصولـ (الذين) .
وجملة «عملوا ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة الصلة.
وجملة «لا نكلف....» لا محلّ لها اعتراضية .
وجملة «أولئك أصحاب....» في محلّ رفع خبر المبتدأ
(الذين) .
وجملة «هم فيها خالدون» في محلّ نصب حال من أصحاب والعامل فيه الإشارة.
- القرآن الكريم - الأعراف٧ :٤٢
Al-A'raf7:42