وَقَدْ خَلَقَكُمْ أَطْوَارًا
وَقَدۡ خَلَقَكُمۡ اَطۡوَارًا
تفسير ميسر:
إن تتوبوا وتستغفروا يُنْزِلِ الله عليكم المطر غزيرًا متتابعًا، ويكثرْ أموالكم وأولادكم، ويجعلْ لكم حدائق تَنْعَمون بثمارها وجمالها، ويجعل لكم الأنهار التي تسقون منها زرعكم ومواشيكم. مالكم -أيها القوم- لا تخافون عظمة الله وسلطانه، وقد خلقكم في أطوار متدرجة; نطفة ثم علقة ثم مضغة ثم عظامًا ولحمًا؟ ألم تنظروا كيف خلق الله سبع سموات متطابقة بعضها فوق بعض، وجعل القمر في هذه السموات نورًا، وجعل الشمس مصباحًا مضيئًا يستضيء به أهل الأرض؟
أي جعل لكم في أنفسكم آية تدل على توحيده. قال ابن عباس; "أطوارا" يعني نطفة ثم علقة ثم مضغة; أي طورا بعد طور إلى تمام الخلق, كما ذكر فى سورة "المؤمنون". والطور في اللغة; المرة; أي من فعل هذا وقدر عليه فهو أحق أن تعظموه. وقيل; "أطوارا" صبيانا, ثم شبابا, ثم شيوخا وضعفاء, ثم أقوياء. وقيل; أطوارا أي أنواعا; صحيحا وسقيما, وبصيرا وضريرا, وغنيا وفقيرا. وقيل; إن "أطوارا" أختلافهم في الأخلاق والأفعال.