الرسم العثمانيوَأُمِّهِۦ وَأَبِيهِ
الـرسـم الإمـلائـيوَاُمِّهٖ وَاَبِيۡهِ
تفسير ميسر:
فإذا جاءت صيحة يوم القيامة التي تصمُّ مِن هولها الأسماع، يوم يفرُّ المرء لهول ذلك اليوم من أخيه، وأمه وأبيه، وزوجه وبنيه. لكل واحد منهم يومئذٍ أمر يشغله ويمنعه من الانشغال بغيره.
قال وإن الرجل لقي ابنه فيتعلق به فيقول يا بني أي والد كنت لك؟ فيثني بخير فيقول له يا بني إني احتجت إلي مثقال ذرة من حسناتك لعلي أنجو بها مما ترى فيقول ولده; يا أبت ما أيسر ما طلبت ولكنى أتخوف مثل الذي تتخوف فلا أستطيع أن أعطيك شيئا يقول الله تعالى "يوم يفر المرء من أخيه وأمه وأبيه وصاحبته وبنيه" وفي الحديث الصحيح في أمر الشفاعة أنه إذا طلب إلى كل من أولي العزم أن يشفع عند الله في الخلائق يقول نفسي نفسي لا أسألك اليوم إلا نفسي حتى إن عيسى ابن مريم يقول لا أسأله اليوم إلا نفسي لا أسأله مريم التي ولدتني ولهذا قال تعالى "يوم يفر المرء من أخيه وأمه وأبيه وصاحبته وبنيه".
وأمه وأبيهقيل ; إنما يفر حذرا من مطالبتهم إياه , لما بينهم من التبعات . وقيل ; لئلا يروا ما هو فيه من الشدة . وقيل ; لعلمه أنهم لا ينفعونه ولا يغنون عنه شيئا ; كما قال ; " يوم لا يغني مولى عن مولى شيئا " [ الدخان ; 41 ] . وقال عبد الله بن طاهر الأبهري ; يفر منهم لما تبين له من عجزهم وقلة حيلتهم , إلى من يملك كشف تلك الكروب والهموم عنه , ولو ظهر له ذلك في الدنيا لما اعتمد شيئا سوى ربه تعالى . وذكر الضحاك عن ابن عباس قال ; يفر قابيل من أخيه هابيل , ويفر النبي صلى الله عليه وسلم من أمه , وإبراهيم عليه السلام من أبيه , ونوح عليه السلام من ابنه , ولوط من امرأته , وآدم من سوأة بنيه . وقال الحسن ; أول من يفر يوم القيامة من أبيه ; إبراهيم , وأول من يفر من ابنه نوح ; وأول من يفر من امرأته لوط . قال ; فيرون أن هذه الآية نزلت فيهم وهذا فرار التبرؤ .
{ يَفِرُّ الْمَرْءُ } من أعز الناس إليه، وأشفقهم لديه، { مِنْ أَخِيهِ وَأُمِّهِ وَأَبِيهِ وَصَاحِبَتِهِ } أي: زوجته { وَبَنِيهِ }
ورد إعراب هذه الآية في آية سابقة
- القرآن الكريم - عبس٨٠ :٣٥
'Abasa80:35