الرسم العثمانيوَالْفَجْرِ
الـرسـم الإمـلائـيوَالۡفَجۡرِۙ
تفسير ميسر:
أقسم الله سبحانه بوقت الفجر، والليالي العشر الأوَل من ذي الحجة وما شرفت به، وبكل شفع وفرد، وبالليل إذا يَسْري بظلامه، أليس في الأقسام المذكورة مَقْنَع لذي عقل؟
سورة الفجر; قال النسائي أنا عبدالوهاب بن الحكم أخبرني يحيى بن سعيد عن سليمان عن محارب بن دثار وأبي صالح عن جابر قال صلى معاذ صلاة فجاء رجل فصلى معه فطول فصلى في ناحية المسجد ثم انصرف فبلغ ذلك معاذا فقال منافق فذكر ذلك لرسول الله صلى الله عليه وسلم فسأل الفتى فقال يا رسول الله جئت أصلي معه فطول علي فانصرفت وصليت في ناحية المسجد فعلفت ناقتي فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم "أفتان يا معاذ ؟ أين أنت من سبح اسم ربك الأعلى والشمس وضحاها والفجر والليل إذا يغشى ". أما الفجر فمعروف وهو الصبح قاله علي وابن عباس وعكرمة ومجاهد والسدي وعن مسروق ومحمد بن كعب المراد به فجر يوم النحر خاصة وهو خاتمه الليالي العشر وقيل المراد بذلك الصلاة التي تفعل عنده كما قاله عكرمة وقيل المراد به جميع النهار وهو رواية عن ابن عباس.
سورة الفجرمكية . وهي ثلاثون آيةبسم الله الرحمن الرحيموالفجر وليال عشرقوله تعالى ; والفجر أقسم بالفجر . وليال عشر والشفع والوتر والليل إذا يسر أقسام خمسة . واختلف في الفجر ، فقال قوم ; الفجر هنا ; انفجار الظلمة عن النهار من كل يوم قاله علي وابن الزبير وابن عباس - رضي الله عنهم - . وعن ابن عباس أيضا أنه النهار كله ، وعبر عنه بالفجر ; لأنه أوله . وقال ابن محيصن عن عطية عن ابن عباس ; يعني الفجر يوم المحرم . ومثله قال قتادة . قال ; هو فجر أول يوم من المحرم ، منه تنفجر السنة . وعنه أيضا ; صلاة الصبح . وروى ابن جريج عن عطاء عن ابن عباس قال ; والفجر ; يريد صبيحة يوم النحر ; لأن الله تعالى - جل ثناؤه - جعل لكل يوم ليلة قبله إلا يوم النحر لم يجعل له ليلة قبله ولا ليلة بعده ; لأن يوم عرفة له ليلتان ; ليلة قبله وليلة بعده ، فمن أدرك الموقف ليلة بعد عرفة ، فقد أدرك الحج إلى طلوع الفجر ، فجر يوم النحر . وهذا قول مجاهد . وقال عكرمة ; والفجر قال ; انشقاق الفجر من يوم جمع . وعن محمد بن كعب القرظي ; والفجر آخر أيام العشر ، إذا دفعت من جمع .وقال الضحاك ; فجر ذي الحجة ; لأن الله تعالى قرن الأيام به
القول في تأويل قوله تعالى ; وَالْفَجْرِ (1)هذا قسم، أقسم ربنا جلّ ثناؤه بالفجر، وهو فجر الصبح.واختلف أهل التأويل في الذي عُنِي بذلك، فقال بعضهم; عُنِي به النهار.* ذكر من قال ذلك;حدثنا ابن حميد، قال; ثنا مهران، عن سفيان، عن الأغرّ المِنقريّ، عن خليفة بن الحصين، عن أبي نصر، عن ابن عباس، قوله; ( وَالْفَجْرِ ) قال; النهار.وقال آخرون; عُنِيَ به صلاة الصبح.* ذكر من قال ذلك;حدثني محمد بن سعد، قال; ثني أبي، قال; ثني عمي، قال; ثني أبي، عن أبيه، عن ابن عباس، قوله; ( وَالْفَجْرِ ) يعني; صلاة الفجر.وقال آخرون; هو فجر الصبح.* ذكر من قال ذلك;حدثني يعقوب، قال; ثنا ابن عُلَية، قال; أخبرنا عاصم الأحول، عن عكرِمة، في قوله; ( وَالْفَجْرِ ) قول; الفجر; فجر الصبح.حدثني يونس، قال; أخبرنا ابن وهب، قال; أخبرني عمر بن قيس، عن محمد بن المرتفع، عن عبد الله بن الزبير أنه قال; ( وَالْفَجْرِ ) قال; الفجر; قسم أقسم الله به.
الظاهر أن المقسم به، هو المقسم عليه، وذلك جائز مستعمل، إذا كان أمرًا ظاهرًا مهمًا، وهو كذلك في هذا الموضع.فأقسم تعالى بالفجر، الذي هو آخر الليل ومقدمة النهار، لما في إدبار الليل وإقبال النهار، من الآيات الدالة على كمال قدرة الله تعالى، وأنه وحده المدبر لجميع الأمور، الذي لا تنبغي العبادة إلا له، ويقع في الفجر صلاة فاضلة معظمة، يحسن أن يقسم الله بها، ولهذا أقسم بعده بالليالي العشر، وهي على الصحيح: ليالي عشر رمضان، أو [عشر] ذي الحجة، فإنها ليال مشتملة على أيام فاضلة، ويقع فيها من العبادات والقربات ما لا يقع في غيرها.
(والفجر) متعلّق بفعل محذوف تقديره أقسم
(إذا) ظرف في محلّ نصب، مجرّد من الشرط، متعلّق بفعل القسم المحذوف
(يسر) مضارع مرفوع وعلامة الرفع الضمّة المقدّرة على الياء المحذوفة لمناسبة الفاصلة..
جملة: «
(أقسم) بالفجر ... » لا محلّ لها ابتدائيّة.
وجملة: «يسري ... » في محلّ جرّ مضاف إليه ... وجواب القسم محذوف تقديره لنجازينّ كلّ امرئ بما عمل .
- القرآن الكريم - الفجر٨٩ :١
Al-Fajr89:1