الرسم العثمانيوَأَمَّا بِنِعْمَةِ رَبِّكَ فَحَدِّثْ
الـرسـم الإمـلائـيوَاَمَّا بِنِعۡمَةِ رَبِّكَ فَحَدِّثۡ
تفسير ميسر:
فأما اليتيم فلا تُسِئْ معاملته، وأما السائل فلا تزجره، بل أطعمه، واقض حاجته، وأما بنعمة ربك التي أسبغها عليك فتحدث بها.
"وأما بنعمة ربك فحدث" أي وكما كنت عائلا فقيرا فأغناك الله فحدث بنعمة الله عليك كما جاء في الدعاء المأثور النبوي "واجعلنا شاكرين لنعمتك مثنين بها عليك قابليها وأتمها علينا" قال ابن جرير حدثنا يعقوب حدثنا ابن علية حدثنا سعيد بن إياس الجريري عن أبي نضرة قال كان المسلمون يرون أن من شكر النعم أن يحدث بها. وقال عبدالله بن الإمام أحمد حدثنا منصور بن أبي مزاح حدثنا الجراح بن فليح عن أبي عبدالرحمن عن الشعبي عن النعمان بن بشير قال; قال رسول الله صلى الله عليه وسلم على المنبر "من لم يشكر القليل لم يشكر الكثير ومن لم يشكر الناس لم يشكر الله والتحدث بنعمة الله شكر وتركها كفر والجماعة رحمة والفرقة عذاب" وإسناده ضعيف وفي الصحيحين عن أنس أن المهاجرين قالوا يا رسول الله صلى الله عليه وسلم ذهب الأنصار بالأجر كله ال لا ما دعوتم الله لهم وأثنيتم عليهم". وقال أبو داود حدثنا مسلم بن إبراهيم حدثنا البيع بن مسلم عن محمد بن زياد عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال "لا يشكر الله من لا يشكر الناس" ورواه الترمذي عن أحمد بن محمد عن ابن المبارك عن الربيع بن مسلم وقال صحيح. وقال أبو داود حدثنا عبدالله بن الجراح حدثنا جرير عن الأعمش عن أبي سفيان عن جابر عن النبي صلى الله عليه وسلم قال "من أبلى بلاء فذكره فقد شكره ومن كتمه فقد كفره" تفرد به أبو داود. وقال أبو داود حدثنا مسدد حدثنا بشر حدثنا عمارة بن غزية حدثى رجل من قومي عن جابر بن عبدالله قال; قال رسول الله صلى الله عليه وسلم "من أعطي عطاء فوجد فليجز به فإن لم يجد فليثن به فمن أثنى به فقد شكره ومن كتمه فقد كفره" قال أبو داود; ورواه يحيى بن أيوب عن عمارة بن غزية عن شرحبيل عن جبر كرهوه فلم يسموه تفرد به أبو داود وقال مجاهد يعني النبوة التي أعطاك ربك وفي رواية عنه القرآن وقال ليث عن رجل عن الحسن بن علي "وأما بنعمة ربك فحدث" قال ما عملت من خير فحدث إخوانك وقال محمد بن إسحاق ما جاءك من الله من نعمة وكرامة من النبوة فحدث بها واذكرها وادع إليها قال فجعل رسول الله صلى الله عليه وسلم يذكر ما أنعم الله به عليه من النبوة سرا إلى من يطمئن إليه من أهله وافترضت عليه الصلاة فصلى. آخر تفسير سورة الضحى ولله الحمد والمنة.
قوله تعالى ; وأما بنعمة ربك فحدث أي انشر ما أنعم الله عليك بالشكر والثناء . والتحدث بنعم الله ، والاعتراف بها شكر . وروى ابن أبي نجيح عن مجاهد وأما بنعمة ربك قال بالقرآن . وعنه قال ; بالنبوة أي بلغ ما أرسلت به . والخطاب للنبي - صلى الله عليه وسلم - والحكم عام له ولغيره . وعن الحسن بن علي - رضي الله عنهما - قال ; إذا أصبت خيرا ، أو عملت خيرا ، فحدث به الثقة من إخوانك . وعن عمرو بن ميمون قال ; إذا لقي الرجل من إخوانه من يثق به ، يقول له ; رزق الله من الصلاة البارحة وكذا وكذا . وكان أبو فراس عبد الله بن غالب إذا أصبح يقول ; لقد رزقني الله البارحة كذا ، قرأت كذا ، وصليت كذا ، وذكرت الله كذا ، وفعلت كذا . فقلنا له ; يا أبا فراس ، إن مثلك لا يقول هذا قال يقول الله تعالى ; وأما بنعمة ربك فحدث وتقولون أنتم ; لا تحدث بنعمة الله ونحوه عن أيوب السختياني وأبي رجاء العطاردي - رضي الله عنهم - . وقال بكر بن عبد الله المزني قال النبي - صلى الله عليه وسلم - ; " من أعطي خيرا فلم ير عليه ، سمي بغيض الله ، معاديا لنعم الله " .وروى الشعبي عن النعمان بن بشير قال ; قال النبي - صلى الله عليه وسلم - ; من لم يشكو القليل ، لم يشكر الكثير ، ومن لم يشكر الناس ، لم يشكر الله ، والتحدث بالنعم شكر ، وتركه كفر ، والجماعة رحمة ، والفرقة عذاب . وروى النسائي عن مالك بن نضلة الجشمي قال ; كنت عند رسول الله - صلى الله عليه وسلم - جالسا ، فرآني رث الثياب فقال ; " ألك مال ؟ " قلت ; نعم ، يا رسول الله ، من كل المال . قال ; " إذا آتاك الله مالا فلير أثره عليك " . وروى أبو سعيد الخدري عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أنه قال ; إن الله جميل يحب الجمال ، ويحب أن يرى أثر نعمته على عبده .فصل ; يكبر القارئ في رواية البزي عن ابن كثير - وقد رواه مجاهد عن ابن عباس ، [ ص; 91 ] عن أبي بن كعب ، عن النبي - صلى الله عليه وسلم - ; إذا بلغ آخر والضحى كبر بين كل سورة تكبيرة ، إلى أن يختم القرآن ، ولا يصل آخر السورة بتكبيره بل يفصل بينهما بسكتة . وكأن المعنى في ذلك أن الوحي تأخر عن النبي - صلى الله عليه وسلم - أياما ، فقال ناس من المشركين ; قد ودعه صاحبه وقلاه فنزلت هذه السورة فقال ; " الله أكبر " . قال مجاهد ; قرأت على ابن عباس ، فأمرني به ، وأخبرني به عن أبي عن النبي - صلى الله عليه وسلم - ولا يكبر في قراءة الباقين ; لأنها ذريعة إلى الزيادة في القرآن .قلت ; القرآن ثبت نقلا متواترا سوره وآياته وحروفه لا زيادة فيه ولا نقصان فالتكبير على هذا ليس بقرآن . فإذا كان بسم الله الرحمن الرحيم المكتوب في المصحف بخط المصحف ليس بقرآن ، فكيف بالتكبير الذي هو ليس بمكتوب . أما أنه ثبت سنة بنقل الآحاد ، فاستحبه ابن كثير ، لا أنه أوجبه فخطأ من تركه . ذكر الحاكم أبو عبد الله محمد بن عبد الله الحافظ في كتاب ( المستدرك ) له على البخاري ومسلم ; حدثنا أبو يحيى محمد بن عبد الله بن محمد بن عبد الله بن يزيد ، المقرئ الإمام بمكة ، في المسجد الحرام ، قال ; حدثنا أبو عبد الله محمد بن علي بن زيد الصائغ ، قال ; حدثنا أحمد بن محمد بن القاسم بن أبي بزة ; سمعت عكرمة بن سليمان يقول ; قرأت على إسماعيل بن عبد الله بن قسطنطين ، فلما بلغت والضحى قال لي كبر عند خاتمة كل سورة حتى تختم ، فإني قرأت على عبد الله بن كثير فلما بلغت والضحى قال ; كبر حتى تختم . وأخبره عبد الله بن كثير أنه قرأ على مجاهد ، وأخبره مجاهد أن ابن عباس أمره بذلك ، وأخبره ابن عباس أن أبي بن كعب أمره بذلك ، وأخبره أبي بن كعب أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أمره بذلك . هذا حديث صحيح ولم يخرجاه .
( وَأَمَّا بِنِعْمَةِ رَبِّكَ فَحَدِّثْ ) ; يقول; فاذكره.وبنحو الذي قلنا في ذلك قال أهل التأويل.* ذكر من قال ذلك;حدثني يعقوب بن إبراهيم، قال; ثنا هشيم، عن أبي بشر، عن مجاهد، في قوله; ( وَأَمَّا بِنِعْمَةِ رَبِّكَ فَحَدِّثْ ) قال; بالنبوّة.حدثني يعقوب، قال; ثنا ابن عُلَية، قال; ثنا سعيد بن إياس الجريريّ، عن أبى نضرة، قال; كان المسلمون يرون أن من شُكْرِ النعم أن يحدّثَ بها.آخر تفسير سورة الضحى، ولله الحمد والشكر
{ وَأَمَّا بِنِعْمَةِ رَبِّكَ } [وهذا يشمل] النعم الدينية والدنيوية { فَحَدِّثْ } أي: أثن على الله بها، وخصصها بالذكر إن كان هناك مصلحة. وإلا فحدث بنعم الله على الإطلاق، فإن التحدث بنعمة الله، داع لشكرها، وموجب لتحبيب القلوب إلى من أنعم بها، فإن القلوب مجبولة على محبة المحسن.
ورد إعراب هذه الآية في آية سابقة
- القرآن الكريم - الضحى٩٣ :١١
Ad-Duha93:11