الرسم العثمانيأَن دَعَوْا لِلرَّحْمٰنِ وَلَدًا
الـرسـم الإمـلائـياَنۡ دَعَوۡا لِـلرَّحۡمٰنِ وَلَدًا
تفسير ميسر:
تكاد السموات يتشقَّقْنَ مِن فظاعة ذلكم القول، وتتصدع الأرض، وتسقط الجبال سقوطًا شديدًا غضبًا لله لِنِسْبَتِهم له الولد. تعالى الله عن ذلك علوًا كبيرًا.
أن دعوا للرحمن ولدا" وقال ابن أبي حاتم أيضا حدثنا المنذر بن شاذان حدثنا هوذة حدثنا عوف عن غالب بن عجرد حدثني رجل من أصل الشام في مسجد منى قال بلغني أن الله لما خلق الأرض وخلق ما فيها من الشجر لم يكن في الأرض شجرة يأتيهـا بنو آدم إلا أصابوا منها منفعة - أو قال - كان لهم فيها منفعة ولم تزل الأرض والشجر بذلك حتى تكلم فجرة بني آدم بتلك الكلمة العظيمة قولهم اتخذ الرحمن ولدا فلما تكلموا بها اقشعرت الأرض وشاك الشجر. وقال كعب الأحبار غضبت الملائكة واستعرت جهنم حين قالوا ما قالوا وقال الإمام أحمد حدثنا أبو معاوية عن الأعمش عن سعيد بن جبير عن أبي عبدالرحمن السلمي عن أبي موسى رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم " لا أحد أصبر على أذى سمعه من الله أن يشرك به ويجعل له ولد وهو يعافيهم ويدفع عنهم ويرزقهم " أخرجاه في الصحيحين وفي لفظ " أنهم يجعلون له ولدا وهو يرزقهم ويعافيهم ".
قال ابن العربي وصدق فإنه قول عظيم سبق به القضاء والقدر ولولا أن الباري تبارك وتعالى لا يضعه كفر الكافر ولا يرفعه إيمان المؤمن ولا يزيد هذا في ملكه ، [ ص; 80 ] كما لا ينقص ذلك من ملكه لما جرى شيء من هذا على الألسنة ولكنه القدوس الحكيم الحليم فلم يبال بعد ذلك بما يقول المبطلون .
يقول تعالى ذكره; وتكاد الجبال أن تخرّ انقضاضا، لأن دعوا للرحمن ولدا. ف " أن " في موضع نصب في قول بعض أهل العربية، لاتصالها بالفعل، وفي قول غيره في موضع خفض بضمير الخافض ، وقد بينا الصواب من القول في ذلك في غير موضع من كتابنا هذا بما أغنى عن إعادته في هذا الموضع.وقال (أَنْ دَعَوْا لِلرَّحْمَنِ وَلَدًا) يعني بقوله; (أَنْ دَعَوْا) ; أن جعلوا له ولدا، كما قال الشاعر;ألا رُبَّ مَـنْ تَدْعُـو نَصِيحا وَإنْ تَغِبتَجـدْهُ بغَيْـبٍ غـيرَ مُنْتَصِـحِ الصَّدْرِ (8)وقال ابن أحمر;أهْـوَى لَهَـا مِشْـقَصًا حَشْرًا فَشَبْرَقَهاوكـنتُ أدْعُـو قَذَاهـا الإثمـدَ القَـرِدَا (9)-----------------------------الهوامش ;(8) انظر شرح هذا الشاهد مع شرح تاليه .(9) ( 1 ) البيت في ( اللسان ; دعا ) . ونسبه إلى ابن أحمر الباهلي . قال ; ودعوته بزيد ، ودعوته إياه سميته به ، تعدى الفعل بعد إسقاط الحرف ؛ قال ابن أحمر الباهلي ; " أهوى لها . . . " البيت . أي اسميه ، وأراد ; أهوى لها بمشقص ، فحذف الحرف وأوصل وقوله عز وجل ( أن دعوا للرحمن ولدا ) ; أي جعلوا ، وأنشد بيت ابن أحمر أيضا وقال ; أي كنت أجعل وأسمي ؛ ومثله قول الشاعر ; " ألا رب من تدعو تصيحا . . . البيت " . والمشقص من النصال ; ما كان طويلا غير عريض ، فإذا كان عريضا فهو المعبلة ( اللسان ; شقص ) . وسهم محشور وحشر ; مستوى قذذ الريش ، وكل لطيف دقيق حشر . وشبرقها ; مزقها ، يقال ; ثوب مشبرق ; مقطع ممزق . وفي كتاب ( المعاني الكبير لابن قتيبة طبع حيدر أباد ص 988 ) ; يقول ; كنت من إشفاتي عليها أسمي ما يصلحها قذى ، فكيف ما يؤذيها . وقوله " أدعو " أي أسمي ؛ تقول ; ما تدعون هذا فيكم ؟ أي ما تسمونه ؟ والحشر ; السهم الخفيف الريش الذي قد شد قصبه ورصافه . والإثمد ; الكحل الأسود والقرد ; هو الذي ينقطع في العين ؛ وقيل ; القرد ; الذي لصق بعضه ببعض . والمعنى ; كنتم أسمي الإثمد قذى ، من حذري عليها .
تفسير الآيتين 91 و 92 :ـ{ أَنْ دَعَوْا لِلرَّحْمَنِ } أي: من أجل هذه الدعوى القبيحة تكاد هذه المخلوقات، أن يكون منها ما ذكر. والحال أنه: { مَا يَنْبَغِي } أي: لا يليق ولا يكون { لِلرَّحْمَنِ أَنْ يَتَّخِذَ وَلَدًا } وذلك لأن اتخاذه الولد، يدل على نقصه واحتياجه، وهو الغني الحميد. والولد أيضا، من جنس والده، والله تعالى لا شبيه له ولا مثل ولا سمي.
ورد إعراب هذه الآية في آية سابقة
- القرآن الكريم - مريم١٩ :٩١
Maryam19:91