الرسم العثمانيقَالَ رَبِّ اشْرَحْ لِى صَدْرِى
الـرسـم الإمـلائـيقَالَ رَبِّ اشۡرَحۡ لِىۡ صَدۡرِىْ
تفسير ميسر:
قال موسى; رب وسِّع لي صدري، وسَهِّل لي أمري، وأطلق لساني بفصيح المنطق؛ ليفهموا كلامي. واجعل لي معينا من أهلي، هارون أخي. قَوِّني به وشدَّ به ظهري، وأشركه معي في النبوة وتبليغ الرسالة؛ كي ننزهك بالتسبيح كثيرًا، ونذكرك كثيرا فنحمدك. إنك كنت بنا بصيرًا، لا يخفى عليك شيء من أفعالنا.
"قال رب اشرح لي صدري ويسر لي أمري" هذا سؤال من موسى عليه السلام لربه عز وجل أن يشرح له صدره فيما بعثه به فإنه قد أمره بأمر عظيم وخطب جسيم; بعثه إلى أعظم ملك على وجه الأرض إذ ذاك وأجبرهم وأشدهم كفرا وأكثرهم جنودا وأعمرهم ملكا وأطغاهم وأبلغهم تمردا بلغ من أمره أن ادعى أنه لا يعرف الله ولا يعلم لرعاياه إلها غيره وهذا وقد مكث موسى في داره مدة وليدا عندهم في حجر فرعون على فراشه ثم قتل منهم نفسا فخافهم أن يقتلوه فهرب منهم هذه المدة بكمالها ثم بعد هذا بعثه ربه عز وجل إليهم نذيرا يدعوهم إلى الله عز وجل أن يعبدوه وحده لا شريك له.
طلب الإعانة لتبليغ الرسالة .ويقال إن الله أعلمه بأنه ربط على قلب فرعون وأنه لا يؤمن ; فقال موسى ; يا رب فكيف تأمرني أن آتيه وقد ربطت على قلبه ; فأتاه ملك من خزان الريح فقال يا موسى انطلق إلى ما أمرك الله به .فقال موسى عند ذلك ; " رب اشرح لي صدري " أي وسعه ونوره بالإيمان والنبوة .
( قَالَ رَبِّ اشْرَحْ لِي صَدْرِي ) يقول; ربّ اشرح لي صدري، لأعي عنك ما تودعه من وحيك، وأجترئ به على خطاب فرعون
تفسير الآيتين 24 و25 :ـلما أوحى الله إلى موسى، ونبأه، وأراه الآيات الباهرات، أرسله إلى فرعون، ملك مصر، فقال: { اذْهَبْ إِلَى فِرْعَوْنَ إِنَّهُ طَغَى } أي: تمرد وزاد على الحد في الكفر والفساد والعلو في الأرض، والقهر للضعفاء، حتى إنه ادعى الربوبية والألوهية -قبحه الله- أي: وطغيانه سبب لهلاكه، ولكن من رحمة الله وحكمته وعدله، أنه لا يعذب أحدا، إلا بعد قيام الحجة بالرسل، فحينئذ علم موسى عليه السلام أنه تحمل حملا عظيما، حيث أرسل إلى هذا الجبار العنيد، الذي ليس له منازع في مصر من الخلق، وموسى عليه السلام، وحده، وقد جرى منه ما جرى من القتل، فامتثل أمر ربه، وتلقاه بالانشراح والقبول، وسأله المعونة وتيسير الأسباب، التي [هي] من تمام الدعوة، فقال: { رَبِّ اشْرَحْ لِي صَدْرِي } أي: وسعه وأفسحه، لأتحمل الأذى القولي والفعلي، ولا يتكدر قلبي بذلك، ولا يضيق صدري، فإن الصدر إذا ضاق، لم يصلح صاحبه لهداية الخلق ودعوتهم. قال الله لنبيه محمد صلى الله عليه وسلم: { فَبِمَا رَحْمَةٍ مِنَ اللَّهِ لِنْتَ لَهُمْ وَلَوْ كُنْتَ فَظًّا غَلِيظَ الْقَلْبِ لَانْفَضُّوا مِنْ حَوْلِكَ } وعسى الخلق يقبلون الحق مع اللين وسعة الصدر وانشراحه عليهم.
(ربّ) منادى مضاف منصوب، وعلامة النصب الفتحة المقدّرة على ما قبل الياء المحذوفة للتخفيف، و (الياء) مضاف إليه
(لي) متعلّق بـ (اشرح) فعل أمر دعائي..
جملة: «قال ... » لا محلّ لها استئناف بيانيّ.
وجملة: «النداء وجوابها ... » في محلّ نصب مقول القول .
وجملة: «اشرح ... » لا محلّ لها جواب النداء.
26-
(الواو) عاطفة
(لي) الثاني متعلّق بـ (يسّر) .
وجملة: «يسّر ... » معطوفة على جملة اشرح تأخذ إعرابها.
27-
(الواو) عاطفة
(من لساني) متعلّق بنعت لعقدة.
وجملة: «احلل ... » معطوفة على جملة اشرح.
28-
(يفقهوا) مضارع مجزوم جواب الطلب، وعلامة الجزم حذف النون..
و (الواو) فاعل.وجملة: «يفقهوا ... » لا محلّ لها جواب شرط مقدّر غير مقترنة بالفاء أي إن تحلل عقدة لساني يفقهوا قولي..
29-
(الواو) عاطفة
(لي) متعلّق بمحذوف مفعول به ثان
(من أهلي) متعلّق بنعت لـ (وزيرا) .
وجملة: «اجعل ... » معطوفة على جملة اشرح.
30-
(هارون) بدل من(وزيرا) منصوب ،
(أخي) عطف بيان لهارون منصوب، وعلامة النصب الفتحة المقدّرة على ما قبل الياء ... و (الياء) مضاف إليه.
31-
(اشدد) فعل أمر والفاعل أنت
(به) متعلّق بـ (اشدد) .
وجملة: «اشدد ... » لا محلّ لها استئناف بيانيّ.
32-
(الواو) عاطفة
(أشركه) فعل أمر، والفاعل أنت ،
(في أمري) متعلّق بـ (أشركه) .
وجملة: «أشركه ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة اشدد..
33-
(كي) حرف مصدريّ ونصبـ (كثيرا) مفعول مطلق نائب عن المصدر فهو نعت له أي تسبيحا كثيرا. والمصدر المؤوّلـ (كي نسبّحك) في محلّ جرّ بلام مقدّرة متعلّق بـ (اجعل) .
وجملة: «نسبّحك ... » لا محلّ لها صلة الموصول الحرفيّ
(كي) -
(الواو) عاطفة
(نذكرك) مضارع معطوف على نسبّحك منصوب..
(كثيرا) مفعول مطلق نائب عن المصدر..
وجملة: «نذكرك ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة نسبّحك.
35-
(بنا) متعلّق بـ (بصيرا) خبر كنت المنصوب.
وجملة: «إنّك كنت ... » لا محلّ لها تعليليّة.
وجملة: «كنت بنا بصيرا ... » في محلّ رفع خبر إنّ.
- القرآن الكريم - طه٢٠ :٢٥
Taha20:25