الرسم العثمانيوَيَسْتَعْجِلُونَكَ بِالْعَذَابِ ۚ وَلَوْلَآ أَجَلٌ مُّسَمًّى لَّجَآءَهُمُ الْعَذَابُ وَلَيَأْتِيَنَّهُم بَغْتَةً وَهُمْ لَا يَشْعُرُونَ
الـرسـم الإمـلائـيوَيَسۡتَعۡجِلُوۡنَكَ بِالۡعَذَابِؕ وَلَوۡلَاۤ اَجَلٌ مُّسَمًّى لَّجَآءَهُمُ الۡعَذَابُؕ وَلَيَاۡتِيَنَّهُمۡ بَغۡتَةً وَّهُمۡ لَا يَشۡعُرُوۡنَ
تفسير ميسر:
ويستعجلك -أيها الرسول- هؤلاء المشركون من قومك بالعذاب استهزاء، ولولا أن الله جعل لعذابهم في الدنيا وقتًا لا يتقدم ولا يتأخر، لجاءهم العذاب حين طلبوه، وليأتينهم فجأة، وهم لا يشعرون به ولا يُحِسُّون.
يقول تعالى; مخبرا عن جهل المشركين في استعجالهم عذاب الله أن يقع بهم وبأس الله أن يحل عليهم كما قال تعالى "وإذ قالوا اللهم إن كان هذا هو الحق من عندك فأمطر علينا حجارة من السماء أو ائتنا بعذاب أليم" وقال ههنا "ويستعجلونك بالعذاب ولولا أجل مسمى لجاءهم العذاب" أي لولا ما حتم الله من تأخير العذاب إلى يوم القيامة لجاءهم العذاب قريبا سريعا كما استعجلوه ثم قال "وليأتينهم بغتة" أي فجأة"وهم لا يشعرون ".
قوله تعالى ; ويستعجلونك بالعذاب لما أنذرهم بالعذاب قالوا لفرط الإنكار ; عجل لنا هذا العذاب . وقيل ; إن قائل ذلك النضر بن الحارث وأبو جهل حين قالا ; [ ص; 329 ] اللهم إن كان هذا هو الحق من عندك فأمطر علينا حجارة من السماء . وقولهم ; ربنا عجل لنا قطنا قبل يوم الحساب وقوله ; ولولا أجل مسمى في نزول العذاب . قال ابن عباس ; يعني هو ما وعدتك ألا أعذب قومك وأؤخرهم إلى يوم القيامة بيانه ; بل الساعة موعدهم وقال الضحاك ; هو مدة أعمارهم في الدنيا . وقيل ; المراد بالأجل المسمى النفخة الأولى ; قاله يحيى بن سلام . وقيل ; الوقت الذي قدره الله لهلاكهم وعذابهم ; قاله ابن شجرة . وقيل ; هو القتل يوم بدر وعلى الجملة فلكل عذاب أجل لا يتقدم ولا يتأخر . دليله قوله ; لكل نبإ مستقر . لجاءهم العذاب يعني الذي استعجلوه وليأتينهم بغتة أي فجأة وهم لا يشعرون أي لا يعلمون بنزوله عليهم
القول في تأويل قوله تعالى ; وَيَسْتَعْجِلُونَكَ بِالْعَذَابِ وَلَوْلا أَجَلٌ مُسَمًّى لَجَاءَهُمُ الْعَذَابُ وَلَيَأْتِيَنَّهُمْ بَغْتَةً وَهُمْ لا يَشْعُرُونَ (53)يقول تعالى ذكره; ويستعجلك يا محمد هؤلاء القائلون من قومك; لولا أنـزل عليه آية من ربه بالعذاب ويقولون; اللَّهُمَّ إِنْ كَانَ هَذَا هُوَ الْحَقَّ مِنْ عِنْدِكَ فَأَمْطِرْ عَلَيْنَا حِجَارَةً مِنَ السَّمَاءِ ولولا أجل سميته لهم فلا أهلكهم حتى يستوفوه ويبلغوه، لجاءهم العذاب عاجلا. وقوله; ( وَلَيَأْتِيَنَّهُمْ بَغْتَةً وَهُمْ لا يَشْعُرُونَ ) يقول; وليأتينهم العذاب فجأة، وهم لا يشعرون بوقت مجيئه قبل مجيئه.وبنحو الذي قلنا في ذلك قال أهل التأويل.* ذكر من قال ذلك;حدثنا بشر، قال; ثنا يزيد، قال; ثنا سعيد، عن قَتادة، قوله; ( وَيَسْتَعْجِلُونَكَ بِالْعَذَابِ ) قال; قال ناس من جهلة هذه الأمة اللَّهُمَّ إِنْ كَانَ هَذَا هُوَ الْحَقَّ مِنْ عِنْدِكَ فَأَمْطِرْ عَلَيْنَا حِجَارَةً مِنَ السَّمَاءِ أَوِ ائْتِنَا بِعَذَابٍ أَلِيمٍ الآية.
يخبر تعالى عن جهل المكذبين للرسول وما جاء به، وأنهم يقولون -استعجالا للعذاب، وزيادة تكذيب- { مَتَى هَذَا الْوَعْدُ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ } ؟يقول تعالى: { وَلَوْلَا أَجَلٌ مُسَمًّى } مضروب لنزوله، ولم يأت بعد، { لَجَاءَهُمُ الْعَذَابُ } بسبب تعجيزهم لنا وتكذيبهم الحق، فلو آخذناهم بجهلهم، لكان كلامهم أسرع لبلائهم وعقوبتهم، ولكن -مع ذلك- فلا يستبطئون نزوله، فإنه سيأتيهم { بَغْتَةً وَهُمْ لَا يَشْعُرُونَ } فوقع كما أخبر اللّه تعالى، لما قدموا لـ \"بدر\" بطرين مفاخرين، ظانينأنهم قادرون على مقصودهم، فأهانهم اللّه، وقتل كبارهم، واستوعب جملة أشرارهم، ولم يبق فيهم بيت إلا أصابته تلك المصيبة، فأتاهم العذاب من حيث لم يحتسبوا، ونزل بهم وهم لا يشعرون.
(الواو) استئنافية
(بالعذاب) متعلّق بـ (يستعجلونك) ،
(الواو) عاطفة
(لولا) حرف شرط غير جازم
(أجل) مبتدأ محذوف الخبر
(اللام) واقعة في جواب لولا، والثانية لام القسم لقسم مقدّر
(يأتينّهم) مضارع مبنيّ على الفتح في محلّ رفع، والفاعل هو، و (هم) ضمير مفعول به
(بغتة) مصدر في موضع الحال ،
(الواو) واو الحالـ (لا) نافية.
جملة: «يستعجلونك ... » لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: «لولا أجلـ (موجود ... ) » لا محلّ لها معطوفة على الاستئنافيّة.
وجملة: «جاءهم العذاب ... » لا محلّ لها جواب شرط غير جازم.
وجملة: «يأتينّهم..» لا محلّ لها جواب القسم المقدّر، وجملة القسم المقدّرة لا محلّ لها استئنافيّة- أو معطوفة على الاستئنافيّة- وجملة: «هم لا يشعرون..» في محلّ نصب حال.
وجملة: «لا يشعرون..» في محلّ رفع خبر المبتدأ
(هم) .
(54)
(الواو) استئنافيّة
(اللام) المزحلقة للتوكيد
(بالكافرين) متعلّق بمحيطة.
وجملة: «يستعجلونك
(الثانية) » لا محلّ لها استئنافيّة لتأكيد الجملة الأولى.
وجملة: «إنّ جهنّم لمحيطة ... » لا محلّ لها استئنافيّة تعليليّة.
(يوم) ظرف زمان منصوب متعلّق بمحيطة
(من فوقهم) متعلّقبـ (يغشاهم) وكذلك
(من تحت) معطوف على من فوقهم، وفاعلـ (يقول) محذوف يعود على الموكّل بالعذاب المفهوم من السياق
(ما) اسم موصول في محلّ نصب مفعول به بحذف مضاف أي: جزاء ما كنتم..
والعائد محذوف أي تعملونه.
وجملة: «يغشاهم ... » في محلّ جر مضاف إليه.
وجملة: «يقول ... » في محلّ جر معطوفة على جملة يغشاهم.
وجملة: «ذوقوا ... » في محلّ نصب مقول القول.
وجملة: «كنتم تعملون..» لا محلّ لها صلة الموصولـ (ما) .
وجملة: «تعملون.» في محلّ نصب خبر كنتم.
- القرآن الكريم - العنكبوت٢٩ :٥٣
Al-'Ankabut29:53