الرسم العثمانيوَسَبِّحُوهُ بُكْرَةً وَأَصِيلًا
الـرسـم الإمـلائـيوَّ سَبِّحُوۡهُ بُكۡرَةً وَّاَصِيۡلًا
تفسير ميسر:
يا أيها الذين صَدَّقوا الله ورسوله وعملوا بشرعه، اذكروا الله بقلوبكم وألسنتكم وجوارحكم ذِكْرًا كثيرًا، واشغلوا أوقاتكم بذكر الله تعالى عند الصباح والمساء، وأدبار الصلوات المفروضات، وعند العوارض والأسباب، فإن ذلك عبادة مشروعة، تدعو إلى محبة الله، وكف اللسان عن الآثام، وتعين على كل خير.
وقال عز وجل "وسبحوه بكرة وأصيلا "فإذا فعلتم ذلك صلى عليكم هو وملائكته والأحاديث والآيات والآثار في الحث على ذكر الله تعالى كثيرة جدا وفي هذه الآية الكريمة الحث على الإكثار من ذلك وقد صنف الناس في الأذكار المتعلقة بآناء الليل والنهار كالنسائي والمعمري وغيرهما ومن أحسن الكتب المؤلفة في ذلك كتاب الأذكار للشيخ محي الدين النووي رحمه الله وقوله تعالى "وسبحوه بكرة وأصيلا "أي عند الصباح والمساء كقوله عز وجل "فسبحان الله حين تمسون وحين تصبحون وله الحمد في السموات والأرض عشيا وحين تظهرون ".
قوله تعالى ; وسبحوه بكرة وأصيلا .أي اشغلوا ألسنتكم في معظم أحوالكم بالتسبيح والتهليل والتحميد والتكبير . قال مجاهد ; وهذه كلمات يقولهن الطاهر والمحدث والجنب . وقيل ; ادعوه . قال جرير ;فلا تنس تسبيح الضحى إن يوسفا دعا ربه فاختاره حين سبحاوقيل ; المراد صلوا لله بكرة وأصيلا ، والصلاة تسمى تسبيحا . وخص الفجر والمغرب والعشاء بالذكر لأنها أحق بالتحريض عليها ، لاتصالها بأطراف الليل . وقال قتادة والطبري ; الإشارة إلى صلاة الغداة وصلاة العصر . والأصيل ; العشي وجمعه أصائل . والأصل بمعنى الأصيل ، وجمعه آصال ، قاله المبرد . وقال غيره ; أصل جمع أصيل ، كرغيف ورغف . وقد تقدم .مسألة ; هذه الآية مدنية ، فلا تعلق بها لمن زعم أن الصلاة إنما فرضت أولا صلاتين في طرفي النهار . والرواية بذلك ضعيفة فلا التفات إليها ولا معول عليها . وقال مضى الكلام في كيفية فرض الصلاة وما للعلماء في ذلك في ( سبحان ) والحمد لله .
( وَسَبِّحُوهُ بُكْرَةً وَأَصِيلا ) يقول; صلوا له غدوة صلاة الصبح، وعشيًّا صلاة العصر.
{ وَسَبِّحُوهُ بُكْرَةً وَأَصِيلًا } أي: أول النهار وآخره، لفضلها، وشرفها، وسهولة العمل فيها.
ورد إعراب هذه الآية في آية سابقة
- القرآن الكريم - الأحزاب٣٣ :٤٢
Al-Ahzab33:42