الرسم العثمانيوَالَّذِينَ ءَامَنُوا بِاللَّهِ وَرُسُلِهِۦ وَلَمْ يُفَرِّقُوا بَيْنَ أَحَدٍ مِّنْهُمْ أُولٰٓئِكَ سَوْفَ يُؤْتِيهِمْ أُجُورَهُمْ ۗ وَكَانَ اللَّهُ غَفُورًا رَّحِيمًا
الـرسـم الإمـلائـيوَالَّذِيۡنَ اٰمَنُوۡا بِاللّٰهِ وَرُسُلِهٖ وَلَمۡ يُفَرِّقُوۡا بَيۡنَ اَحَدٍ مِّنۡهُمۡ اُولٰٓٮِٕكَ سَوۡفَ يُؤۡتِيۡهِمۡ اُجُوۡرَهُمۡ ؕ وَكَانَ اللّٰهُ غَفُوۡرًا رَّحِيۡمًا
تفسير ميسر:
والذين صَدَّقوا بوحدانية الله، وأقرُّوا بنبوَّة رسله أجمعين، ولم يفرقوا بين أحد منهم، وعملوا بشريعة الله، أولئك سوف يعطيهم جزاءهم وثوابهم على إيمانهم به وبرسله. وكان الله غفورًا رحيمًا.
وقوله; "والذين آمنوا بالله ورسله ولم يفرقوا بين أحد منهم" يعني بذلك أمة محمد صلى الله عليه وسلم فإنهم يؤمنون بكل كتاب أنزله الله وبكل نبي بعثه الله كما قال تعالى "آمن الرسول بما أنزل إليه من ربه والمؤمنون كل آمن بالله" الآية. ثم أخبر تعالى بأنه قد أعد لهم الجزاء الجزيل والثواب الجليل والعطاء الجميل فقال أولئك سوف يؤتيهم أجورهم على ما آمنوا بالله ورسله "وكان الله غفورا رحيما" أي لذنوبهم أي إن كان لبعضهم ذنوب.
قوله تعالى ; والذين آمنوا بالله ورسله ولم يفرقوا بين أحد منهم أولئك سوف يؤتيهم أجورهم وكان الله غفورا رحيمايعني به النبي صلى الله عليه وسلم وأمته .
القول في تأويل قوله ; وَالَّذِينَ آمَنُوا بِاللَّهِ وَرُسُلِهِ وَلَمْ يُفَرِّقُوا بَيْنَ أَحَدٍ مِنْهُمْ أُولَئِكَ سَوْفَ يُؤْتِيهِمْ أُجُورَهُمْ وَكَانَ اللَّهُ غَفُورًا رَحِيمًا (152)قال أبو جعفر; يعني بذلك جل ثناؤه; والذين صدقوا بوحدانية الله، وأقرّوا بنبوة رسله أجمعين، وصدّقوهم فيما جاءوهم به من عند الله من شرائع دينه=" ولم يفرقوا بين أحد منهم "، يقول; ولم يكذّبوا بعضهم ويصدقوا بعضهم، ولكنهم أقرُّوا أن كل ما جاءوا به من عند ربهم حق=" أولئك "، يقول; هؤلاء الذين هذه صفتهم من المؤمنين بالله ورسله=" سوف يؤتيهم "، يقول; سوف يعطيهم (25) =" أجورهم "، يعني; جزاءهم وثوابهم على تصديقهم الرسل في توحيد الله وشرائع دينه، وما جاءت به من عند الله (26) =" وكان الله غفورًا "، يقول; ويغفر لمن فعل ذلك من خلقه ما سلف له من آثامه، فيستر عليه بعفوه له عنه، وتركه العقوبة عليه، فإنه لم يزل لذنوب المنيبين إليه من خلقه غفورًا=" رحيمًا "، يعني ولم يزل بهم رحيمًا، بتفضله عليهم بالهداية إلى سبيل الحق، وتوفيقه إياهم لما فيه خلاص رِقابهم من النار. (27)------------------الهوامش ;(25) انظر تفسير"الإيتاء" فيما سلف من فهارس اللغة.(26) انظر تفسير"الأجر" فيما سلف ص; 341 ، تعليق; 6 ، والمراجع هناك.(27) انظر تفسير"غفور" و"رحيم" فيما سلف من فهارس اللغة.
{ وَالَّذِينَ آمَنُوا بِاللَّهِ وَرُسُلِهِ } وهذا يتضمن الإيمان بكل ما أخبر الله به عن نفسه وبكل ما جاءت به الرسل من الأخبار والأحكام. { وَلَمْ يُفَرِّقُوا بَيْنَ أَحَدٍ } من رسله، بل آمنوا بهم كلهم، فهذا هو الإيمان الحقيقي، واليقين المبني على البرهان. { أُولَئِكَ سَوْفَ يُؤْتِيهِمْ أُجُورَهُمْ } أي: جزاء إيمانهم وما ترتب عليه من عمل صالح، وقول حسن، وخلق جميل، كُلٌّ على حسب حاله. ولعل هذا هو السر في إضافة الأجور إليهم، { وَكَانَ اللَّهُ غَفُورًا رَّحِيمًا } يغفر السيئات ويتقبل الحسنات.
(الواو) عاطفة
(الذين) اسم موصول مبني في محلّ رفع مبتدأ
(آمنوا بالله ورسله) مثل يكفرون بالله ورسله المتقدمة والفعل هنا ماض
(الواو) عاطفة
(لم) حرف نفي وجزم
(يفرّقوا) مضارع مجزوم وعلامة الجزم حذف النون ... والواو فاعلـ (بين) ظرف مكان منصوب متعلّق بـ (يفرّقوا) ،
(أحد) مضاف إليه مجرور
(من) حرف جرّ و (هم) ضمير في محلّ جرّ متعلّق بنعت لأحد
(أولئك) اسم إشارة مبني في محلّ رفع مبتدأ.. و (الكاف) حرف خطابـ (سوف) حرف استقبالـ (يؤتي) مضارع مرفوع وعلامة الرفع الضمّة المقدّرة على الياء، والفاعل ضمير مستتر تقديره هو و (هم) ضمير مفعول به
(أجور) مفعول به ثان منصوب و (هم) مضاف إليه
(الواو) استئنافيّة
(كان الله غفورا رحيما) مثل كان الله عفوّا قديرا . جملة «الذين آمنوا ... » : لا محلّ لها معطوفة على الاستئنافيّة . وجملة «آمنوا بالله ... » : لا محلّ لها صلة الموصول. وجملة «لم يفرّقوا ... » : لا محلّ لها معطوفة على جملة الصلة. وجملة «أولئك سوف يؤتيهم ... » : في محلّ رفع خبر المبتدأ
(الذين) . وجملة «سوف يؤتيهم ... » : في محلّ رفع خبر المبتدأ
(أولئك) . وجملة «كان الله غفورا ... » : لا محلّ لها استئنافيّة. في الآية
(150) من هذه السورة. في الآية
(149) من هذه السورة. في الآية
(150) من هذه السورة.
- القرآن الكريم - النساء٤ :١٥٢
An-Nisa'4:152