الرسم العثمانيفِى سِدْرٍ مَّخْضُودٍ
الـرسـم الإمـلائـيفِىۡ سِدۡرٍ مَّخۡضُوۡدٍۙ
تفسير ميسر:
وأصحاب اليمين، ما أعظم مكانتهم وجزاءهم!! هم في سِدْر لا شوك فيه، وموز متراكب بعضه على بعض، وظلٍّ دائم لا يزول، وماء جار لا ينقطع، وفاكهة كثيرة لا تنفَد ولا تنقطع عنهم، ولا يمنعهم منها مانع، وفرشٍ مرفوعة على السرر.
فقال تعالى "في سدر مخضود" قال ابن عباس وعكرمة ومجاهد وأبو الأحوص وقسامة ابن زهير والسفر بن قيس والحسن وقتادة وعبدالله بن كثير والسدي وأبو حرزة وغيرهم هو الذي لا شوك فيه وعن ابن عباس هو الموقر بالثمر وهو رواية عن عكرمة ومجاهد وكذا قال قتادة أيضا كنا نحدث أنه الموفو الذي لا شوك فيه والظاهر أن المراد هذا وهذا فإن سدر الدنيا كثير الشوك قليل الثمر وفي الآخرة العكس من هذا لا شوك فيه وفيه الثمر الكثير الذي قد أثقل أصله كما قال الحافظ أبو بكر أحمد بن سلمان النجار حدثنا عبدالله بن محمد هو البغوي حدثني حمزة بن العباس حدثنا عبدالله بن عثمان حدثنا عبدالله بن المبارك أخبرنا صفوان بن عمرو عن سليم بن عامر قال كان أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم يقولون; إن الله لينفعنا بالأعراب ومسائلهم قال أقبل أعرابي يوما فقال يا رسول الله ذكر الله في الجنة شجرة تؤذي صاحبها فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم "وما هي؟" قال السدر فإن له شوكا مؤذيا فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم أليس الله تعالى يقول "في سدر مخضود" خضد الله شوكه فجعل مكان كل شوكه ثمرة فإنها لتنبت ثمرا تفتق الثمرة منها عن اثنين وسبعين لونا من طعام ما فيها لون يشبه الآخر". "طريق آخر" قال أبو بكر بن أبي داود حدثنا محمد بن المصفي حدثنا محمد بن المبارك حدثني يحيى بن حمزة حدثني ثور بن مزيد حدثني حبيب بن عبيد عن عتبة بن عبدالسلمي قال كنت جالسا مع رسول الله صلي الله عليه وسلم فجاء أعرابي فقال يا رسول الله أسمعك تذكر في الجنة شجرة لا أعلم أكثر شوكا منها يعني الطلح فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم "إن الله يجعل مكان كل شوكة منها ثمرة مثل خصوة التيس الملبود فيها سبعون لونا من الطعام لا يشبه لون الآخر".
في سدر مخضود أي في نبق قد خضد شوكه أي قطع ؛ قاله ابن عباس وغيره . وذكر ابن المبارك ; حدثنا صفوان عن سليم بن عامر قال ; كان أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم يقولون ; إنه لينفعنا الأعراب ومسائلهم ، قال ; أقبل أعرابي يوما ، فقال ; يا رسول الله صلى الله عليه وسلم لقد ذكر الله في القرآن شجرة مؤذية ، وما كنت أرى في الجنة شجرة تؤذي صاحبها ؟ قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ; وما هي قال ; السدر فإن له شوكا مؤذيا ، فقال صلى الله عليه وسلم أوليس يقول في سدر مخضود خضد الله شوكه فجعل مكان كل شوكة ثمرة فإنها تنبت ثمرا ، يفتق الثمر منها عن اثنين وسبعين لونا من الطعام ما فيه لون يشبه الآخر . وقال أبو العالية والضحاك ; نظر المسلمون إلى وج ( وهو واد بالطائف مخصب ) فأعجبهم سدره ، فقالوا ; يا ليت لنا مثل هذا ، فنزلت .قال أمية بن أبي الصلت يصف الجنة ;إن الحدائق في الجنان ظليلة فيها الكواعب سدرها مخضودوقال الضحاك ومجاهد ومقاتل بن حيان ; في سدر مخضود وهو الموقر حملا . وهو قريب مما ذكرنا في الخبر . سعيد بن جبير ; ثمرها أعظم من القلال . وقد مضى هذا في سورة ( النجم ) عند قوله تعالى ; عند سدرة المنتهى وأن ثمرها مثل قلال هجر من حديث أنس عن النبي صلى الله عليه وسلم .
ثم ابتدأ الخبر عما ذا أعدّ لهم في الجنة، وكيف يكون حالهم إذا هم دخلوها؟ فقال; هم ( فِي سِدْرٍ مَخْضُودٍ ) يعني; في ثمر سدر موقر حملا قد ذهب شوكه.وقد اختلف في تأويله أهل التأويل، فقال بعضهم; يعني بالمخضود; الذي قد خُضد من الشوك، فلا شوك فيه.* ذكر من قال ذلك;حدثني عليّ، قال; ثنا أبو صالح، قال; ثني معاوية، عن عليّ، عن ابن عباس، في قوله; ( سِدْرٍ مَخْضُودٍ ) قال; خضده وقره من الحمل، ويقال; خُضِد حتى ذهب شوكه فلا شوك فيه.حدثنا ابن عبد الأعلى، قال; ثنا المعتمر، عن أبيه ( فِي سِدْرٍ مَخْضُودٍ ) قال; زعم محمد بن عكرِمة قال; لا شوك فيه.حدثنا ابن بشار، قال; ثنا عبد الرحمن، قال; ثنا سفيان، عن حبيب، عن عكرمة، في قوله; ( فِي سِدْرٍ مَخْضُودٍ ) قال; لا شوك فيه.حدثنا ابن بشار، قال; ثنا هوذة بن خليفة، قال; ثنا عوف، عن قسامة بن زُهَير في قوله; ( فِي سِدْرٍ مَخْضُودٍ ) قال; خُضِد من الشوك، فلا شوك فيه.حدثنا أبو حُميد الحمصي أحمد بن المغيرة، قال; ثنا يحيى بن سعيد، قال; ثنا عمرو بن عمرو بن عبد الله الأحموسيّ، عن السفر بن نُسَير في قول الله عزّ وجلّ( فِي سِدْرٍ مَخْضُودٍ ) قال; خُضِد شوكه، فلا شوك فيه.حدثنا بشر، قال; ثنا يزيد، قال; ثنا سعيد، عن قتادة، قوله; ( فِي سِدْرٍ مَخْضُودٍ ) قال; كنا نحدّث أنه المُوقَر الذي لا شوك فيه.حدثنا ابن بشار، قال; ثنا سليمان، قال; ثنا قتادة، في قوله; ( فِي سِدْرٍ مَخْضُودٍ ) قال; ليس فيه شوك.حدثنا ابن حُميد، قال; ثنا مهران، عن سفيان، عن أبي إسحاق، عن أبي الأحوص ( فِي سِدْرٍ مَخْضُودٍ ) قال; لا شوك له.حدثنا مهران، عن سفيان، عن حبيب بن أبي ثابت، عن عكرمة ( فِي سِدْرٍ مَخْضُودٍ ) قال; لا شوك فيه.وحدثني به ابن حُميد مرّة أخرى، عن مهران بهذا الإسناد، عن عكرمة، فقال; لا شوك له، وهو المُوقَر.وقال آخرون; بل عُنِي به أنه المُوقَر حَمْلا.* ذكر من قال ذلك;حدثني محمد بن عمرو، قال; ثنا أبو عاصم، قال; ثنا عيسى؛ وحدثني الحارث، قال; ثنا الحسن، قال; ثنا ورقاء جميعا، عن ابن أبي نجيح، عن مجاهد ( مَخْضُودٍ ) قال; يقولون هذا الموقَرُ حَمْلا.حدثني محمد بن سنان القزّاز، قال; ثنا أبو حُذَيفة، قال; ثنا سفيان، عن ابن أبي نجيح، عن مجاهد ( فِي سِدْرٍ مَخْضُودٍ ) قال; الموقَر.حدثنا ابن حُميد، قال; ثنا مهران، عن سفيان، عن ابن أبي نجيح، عن مجاهد ( فِي سِدْرٍ مَخْضُودٍ ) قال; الموقَر.حُدثت عن الحسين، قال; سمعت أبا معاذ يقول; ثنا عبيد، قال; سمعت الضحاك يقول، في قوله; ( سِدْرٍ مَخْضُودٍ ) يقول; مُوقَر.حدثنا ابن حُميد، قال; ثنا حكام، عن عمرو، عن عطاء بن السائب، عن سعيد بن جُبير ( فِي سِدْرٍ مَخْضُودٍ ) قال; ثمرها أعظم من القِلال.
{ فِي سِدْرٍ مَخْضُودٍ } أي: مقطوع ما فيه من الشوك والأغصان [الرديئة] المضرة، مجعول مكان ذلك الثمر الطيب، وللسدر من الخواص، الظل الظليل، وراحة الجسم فيه.
ورد إعراب هذه الآية في آية سابقة
- القرآن الكريم - الواقعة٥٦ :٢٨
Al-Waqi'ah56:28