الرسم العثمانيوَطَلْحٍ مَّنضُودٍ
الـرسـم الإمـلائـيوَّطَلۡحٍ مَّنۡضُوۡدٍۙ
تفسير ميسر:
وأصحاب اليمين، ما أعظم مكانتهم وجزاءهم!! هم في سِدْر لا شوك فيه، وموز متراكب بعضه على بعض، وظلٍّ دائم لا يزول، وماء جار لا ينقطع، وفاكهة كثيرة لا تنفَد ولا تنقطع عنهم، ولا يمنعهم منها مانع، وفرشٍ مرفوعة على السرر.
وقوله "وطلح منضود" الطلح شجر عظام يكون بأرض الحجاز من شجر العضاه واحدته طلحة وهو شجر كثير الشوك وأنشد ابن جرير لبعض الحداة بشرها دليلها وقالا غدا ترين الطلح والجبالا وقال مجاهد "منضود" أي متراكم الثمر يذكر مالك قريشا لأنهم كانوا يعجبون من وج وظلاله من طلح وسدر وقال السدي منضود مصفود قال ابن عباس يشبه طلح الدنيا ولكن له ثمر أحلى من العسل قال الجوهري والطلح لغة في الطلع "قلت" وقد روى ابن أبي حاتم من حديث الحسن بن سعد عن شيخ من همدان قال سمعت عليا يقول هذا الحرف في طلح منضود قال طلع منضود فعلى هذا يكون من صفة السدر فكأنه وصفه بأنه مخضود وهو الذي لا شوك له وأن طلعه منضود وهو كثرة ثمرة والله أعلم. وقال ابن أبي حاتم حدثنا أبو سعيد الأشج حدثنا أبو معاوية عن إدريس عن جعفر بن إياس عن أبي نضرة عن أبي سعيد "وطلح منضود" قال الموز قال وروي عن ابن عباس وأبي هريرة والحسن وعكرمة وقسامة بن زهير وقتادة وأبي حزرة مثل ذلك وبه قال مجاهد وابن زيد وزاد فقال أهل اليمن يسمون الموز الطلح ولم يحك ابن جرير غير هذا القول وقوله تعالى "وظل ممدود" قال البخاري حدثنا علي بن عبدالله حدثنا سفيان عن أبي الزناد عن الأعرج عن أبي هريرة يبلغ به النبي صلى الله عليه وسلم قال "إن في الجنة شجرة يسير الراكب في ظلها مائة عام لا يقطعها اقرءوا إن شئتم.
قوله تعالى ; وطلح منضود الطلح شجر الموز واحده طلحة ؛ قاله أكثر المفسرين علي وابن عباس وغيرهم . وقال الحسن ; ليس هو موز ولكنه شجر له ظل بارد رطب . وقال الفراء وأبو عبيدة ; شجر عظام له شوك ، قال بعض الحداة وهو الجعدي ;بشرها دليلها وقالا غدا ترين الطلح والأحبالا[ ص; 189 ] فالطلح كل شجر عظيم كثير الشوك . الزجاج ; يجوز أن يكون في الجنة وقد أزيل شوكه . وقال الزجاج أيضا ; كشجر أم غيلان له نور طيب جدا فخوطبوا ووعدوا بما يحبون مثله ، إلا أن فضله على ما في الدنيا كفضل سائر ما في الجنة على ما في الدنيا . وقال السدي ; طلح الجنة يشبه طلح الدنيا لكن له ثمر أحلى من العسل . وقرأ علي بن أبي طالب رضي الله عنه ; " وطلع منضود " بالعين وتلا هذه الآية ونخل طلعها هضيم وهو خلاف المصحف . في رواية أنه قرئ بين يديه وطلح منضود فقال ; ما شأن الطلح ؟ إنما هو " وطلع منضود " ثم قال ; لها طلع نضيد فقيل له ; أفلا نحولها ؟ فقال ; لا ينبغي أن يهاج القرآن ولا يحول . فقد اختار هذه القراءة ولم ير إثباتها في المصحف لمخالفة ما رسمه مجمع عليه ؛ قاله القشيري . وأسنده أبو بكر الأنباري قال ; حدثني أبي قال حدثنا الحسن بن عرفة حدثنا عيسى بن يونس عن مجالد عن الحسن بن سعد عن قيس بن عباد قال ; قرأت عند علي أو قرئت عند علي - شك مجالد - وطلح منضود فقال علي رضي الله عنه ; ما بال الطلح ؟ أما تقرأ " وطلع " ثم قال ; لها طلع نضيد فقال له ; يا أمير المؤمنين أنحكها من المصحف ؟ فقال ; لا لا يهاج القرآن اليوم . قال أبو بكر ; ومعنى هذا أنه رجع إلى ما في المصحف وعلم أنه هو الصواب ، وأبطل الذي كان فرط من قوله . والمنضود المتراكب الذي قد نضد أوله وآخره بالحمل ، ليست له سوق بارزة بل هو مرصوص ، والنضد هو الرص والمنضد المرصوص ، قال النابغة ;خلت سبيل أتي كان يحبسه ورفعته إلى السجفين فالنضدوقال مسروق ; أشجار الجنة من عروقها إلى أفنانها نضيدة ثمر كله ، كلما أكل ثمرة عاد مكانها أحسن منها .
وقوله; ( وَطَلْحٍ مَنْضُودٍ ) أما الفرّاء فعلى قراءة ذلك بالحاء ( وَطَلْحٍ مَنْضُودٍ ) وكذا هو في مصاحف أهل الأمصار. وروي عن عليّ بن أبي طالب رضي الله عنه أنه كان يقرأ ( وطَلْعٍ مَنْضُودٍ ) بالعين.حدثنا عبد الله بن محمد الزهريّ قال; ثنا سفيان، قال; ثنا زكريا، عن الحسن بن سعد، عن أبيه رضي الله عنه، قرأها( وطَلْعٍ مَْنُضودٍ ).حدثنا سعيد بن يحيى الأموي، قال; ثنى أبي، قال; ثنا مجاهد، عن الحسن بن سعد، عن قيس بن سعد، قال; قرأ رجل عند عليّ( وَطَلْحٍ مَنْضُودٍ ) فقال عليّ; ما شأن الطلح، إنما هو; ( وطَلْعٍ مَنْضُودٍ ) ، ثم قرأ طَلْعُهَا هَضِيمٌ فقلنا أولا نحوّلهُا، فقال; إن القرآن لا يهاج اليوم، ولا يحوّل. وأما الطلح فإن المعمر بن المثنى كان يقول; هو عند العرب شجر عظام كثير الشوك، وأنشد لبعض الحُداة;بَشَّــــرَها دَلِيلُهــــا وَقـــالاغَــدًا تَــرَيْنَ الطَّلْــحَ والحبــالا (4)وأما أهل التأويل من الصحابة والتابعين فإنهم يقولون; إنه هو الموز.حدثنا حميد بن مسعدة، قال; ثنا بشر بن المفضل، قال; ثنا سليمان التيميّ، عن أبي سعيد، مولى بني رَقاشِ، قال; سألت ابن عباس عن الطلح، فقال; هو الموز.حدثني يعقوب، قال; ثنا هشيم، قال; أخبرنا سليمان التيميّ، قال; ثنا أبو سعيد الرقاشيّ، أنه سمع ابن عباس يقول; الطلح المنضود; هو الموز.حدثني يعقوب وأبو كُرَيب، قالا ثنا ابن عُلَية، عن سليمان، قال; ثنا أبو سعيد الرَّقاشيّ، قال قلت لابن عباس; ما الطلح المنضود؟ قال; هو الموز.حدثنا ابن عبد الأعلى، قال; ثنا المعتمر، عن أبيه، قال; ثنا أبو سعيد الرقاشيّ قال; سألت ابن عباس عن الطلح، فقال; هو الموز.حدثنا ابن حُميد، قال; ثنا مهران، عن سفيان، عن التيمي، عن أبي سعيد الرقاشي، عن ابن عباس ( وَطَلْحٍ مَنْضُودٍ ) قال; الموز.قال; ثنا مهران، عن سفيان، عن الكلبيّ، عن الحسن بن سعيد، عن عليّ رضي الله عنه ( وَطَلْحٍ مَنْضُودٍ ) قال; الموز.حدثني يعقوب، قال; ثنا هشيم، قال; أخبرنا أبو بشر، عن رجل من أهل البصرة أنه سمع ابن عباس يقول في الطلح المنضود; هو الموز.حدثني محمد بن عمرو، قال; ثنا أبو عاصم، قال; ثنا عيسى؛ وحدثني الحارث، قال; ثنا الحسن، قال; ثنا ورقاء جميعا، عن ابن أبي نجيح، عن مجاهد، في قوله; ( وَطَلْحٍ مَنْضُودٍ ) قال; موزكم لأنهم كانوا يُعجبون بوجٍّ وظلاله من طلحه وسدره.حدثنا محمد بن سنان، قال; ثنا أبو حُذيفة، قال; ثنا سفيان، عن ابن أبي نجيح، عن عطاء، في قوله; ( وَطَلْحٍ مَنْضُودٍ ) قال; الموز.حدثنا ابن بشار، قال; ثنا هوذة بن خليفة، عن عوف، عن قسامة، قال; الطلح المنضود; هو الموز.قال; ثنا سليمان، قال; ثنا أبو هلال، عن قتادة، في قول الله ( وَطَلْحٍ مَنْضُودٍ ) قال; الموز; حدثنا ابن عبد الأعلى، قال; ثنا ابن ثور، عن معمر، عن قتادة ( وَطَلْحٍ مَنْضُودٍ ) قال; الموز.حدثنا بشر، قال; ثنا يزيد، قال; ثنا سعيد، عن قتادة ( وَطَلْحٍ مَنْضُودٍ ) كنا نحدَّث أنه الموز.حدثني يونس، قال; أخبرنا ابن وهب، قال، قال ابن زيد، في قوله; ( وَطَلْحٍ مَنْضُودٍ ) قال الله أعلم، إلا أن أهل اليمن يسمون الموز الطلح.وقوله; ( مَنْضُودٍ ) يعني أنه قد نُضِدَ بعضهُ على بعض، وجمع بعضه إلى بعض.وبنحو الذي قلنا في ذلك قال أهل التأويل.* ذكر من قال ذلك;حدثني محمد بن سعد، قال; ثني أبي، قال; ثني عمي، قال; ثني أبي، عن أبيه، عن ابن عباس، قوله; ( وَطَلْحٍ مَنْضُودٍ ) قال; بعضه على بعض.حدثني الحارث، قال; ثنا الحسن، قال; ثنا ورقاء، عن ابن أبي نجيح، عن مجاهد، في قوله; ( وَطَلْحٍ مَنْضُودٍ ) متراكم، لأنهم يعجبون بوجّ وظلاله من طلحة وسدره.--------------------الهوامش ;(4) هذا الشاهد من شواهد أبي عبيدة في مجاز القرآن ( الورقة 175 - من المصورة 26390 عن المخطوطة " مراد منثلا " بالآستانة ) أنشده عند قوله تعالى " وطلح منضود " قال ; زعم المفسرون أنه الموز . وأما العرب فالطلح عندهم شجر عظيم كثير الشوك . وقال الحادي; " بشرها دليلها ... البيتين " ا هـ . وأما الحبال بالحاء كما في رواية المؤلف فهي جمع حبل وهو الرمل المرتفع ينقاد مسافة طويلة في الأرض . وبالجيم في رواية أبي عبيدة، وهي جمع جبل . يبشر ناقته بأنها ستبلغ وطنها غدا وترى فيه ما ألفته من شجر الطلح والرمال أو الجبال .
{ وَطَلْحٍ مَنْضُودٍ } والطلح معروف، وهو شجر [كبار] يكون بالبادية، تنضد أغصانه من الثمر اللذيذ الشهي.
ورد إعراب هذه الآية في آية سابقة
- القرآن الكريم - الواقعة٥٦ :٢٩
Al-Waqi'ah56:29