الْحَآقَّةُ
اَلۡحَـآقَّةُ
تفسير ميسر:
القيامة الواقعة حقًّا التي يتحقق فيها الوعد والوعيد، ما القيامة الواقعة حقًّا في صفتها وحالها؟ وأي شيء أدراك -أيها الرسول- وعَرَّفك حقيقة القيامة، وصَوَّر لك هولها وشدتها؟
روى أبو الزاهرية عن أبي هريرة قال; قال رسول الله صلي الله عليه وسلم; (من قرأ إحدى عشرة آية من سورة الحاقة أجير من فتنة الدجال. ومن قرأها كانت له نورا يوم القيامة من فوق رأسه إلى قدمه). "الحاقة" يريد القيامة; سميت بذلك لأن الأمور تحق فيها
سورة الحاقةمكية في قول الجميع ، وهي إحدى وخمسون آية .روى أبو الزاهرية عن أبي هريرة قال ; قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ; من قرأ إحدى عشرة آية من سورة الحاقة أجير من فتنة الدجال . ومن قرأها كانت له نورا يوم القيامة من فوق رأسه إلى قدمه .بسم الله الرحمن الرحيمالحاقةيريد القيامة ; سميت بذلك لأن الأمور تحق فيها ; قاله الطبري . كأنه جعلها من باب " ليل نائم " . وقيل ; سميت حاقة لأنها تكون من غير شك . وقيل ; سميت بذلك لأنها أحقت لأقوام الجنة ، وأحقت لأقوام النار . وقيل ; سميت بذلك لأن فيها يصير كل إنسان حقيقا بجزاء عمله . وقال الأزهري ; يقال حاققته فحققته أحقه ; أي غالبته فغلبته . فالقيامة حاقة لأنها تحق كل محاق في دين الله بالباطل ; أي كل مخاصم . وفي الصحاح ; وحاقه أي خاصمه وادعى كل واحد منهما الحق ; فإذا غلبه قيل حقه . ويقال للرجل إذا خاصم في صغار الأشياء ; إنه لنزق الحقاق . ويقال ; ماله فيه حق ولا حقاق ; أي خصومة . والتحاق التخاصم . والاحتقاق ; الاختصام . والحاقة والحقة والحق ثلاث لغات بمعنى . وقال الكسائي والمؤرج ; الحاقة يوم الحق . وتقول العرب ; لما عرف الحقة مني هرب .
القول في تأويل قوله تعالى ; الْحَاقَّةُ (1)يقول تعالى ذكره; الساعة ( الْحَاقَّةُ ) التي تحقّ فيها الأمور، ويجب فيها الجزاء على الأعمال ( مَا الْحَاقَّةُ ) يقول; أيّ الساعة الحاقة.وذُكر عن العرب أنها تقول; لما عرف الحاقة متى والحقة متى، وبالكسر بمعنى واحد في اللغات الثلاث، وتقول; وقد حقّ عليه الشيء إذا وجب، فهو يحقّ حقوقا.والحاقة الأولى مرفوعة بالثانية، لأن الثانية بمنـزلة الكناية عنها، كأنه عجب منها، فقال; ( الحاقة ); ما هي، كما يقال; زيد ما زيد.والحاقة الثانية مرفوعة بما، وما بمعنى أي، وما رفع بالحاقة الثانية، ومثله في القرآن وَأَصْحَابُ الْيَمِينِ مَا أَصْحَابُ الْيَمِينِ و الْقَارِعَةُ * مَا الْقَارِعَةُ ، فما في موضع رفع بالقارعة الثانية والأولى بجملة الكلام بعدها.وبنحو الذي قلنا في قوله; ( الْحَاقَّةُ ) قال أهل التأويل* ذكر من قال ذلك;حدثني عليّ، قال; ثنا أبو صالح، قال; ثني معاوية، عن عليّ، عن ابن عباس، في قوله; ( الْحَاقَّةُ ) قال; من أسماء يوم القيامة، عظمه الله، وحذّره عباده.حدثنا أبو كُرَيب، قال; ثنا ابن يمان، عن شريك، عن جابر، عن عكرِمة قال; ( الْحَاقَّةُ ) القيامة.حدثنا بشر، قال; ثنا يزيد، قال; ثنا سعيد، عن قتادة، قوله; ( الْحَاقَّةُ ) يعني; الساعة أحقت لكل عامل عمله.حدثني ابن عبد الأعلى، قال; ثنا ابن ثور، عن معمر، عن قتادة ( الْحَاقَّةُ ) قال; أحقت لكلّ قوم أعمالهم.حُدثت عن الحسين، قال; سمعت أبا معاذ يقول; ثنا عبيد، قال; سمعت الضحاك يقول في قوله; ( الْحَاقَّةُ ) يعني القيامة.
{ الْحَاقَّةُ } من أسماء يوم القيامة، لأنها تحق وتنزل بالخلق، وتظهر فيها حقائق الأمور، ومخبآت الصدور، فعظم تعالى شأنها وفخمه، بما كرره من قوله: { الْحَاقَّةُ مَا الْحَاقَّةُ وَمَا أَدْرَاكَ مَا الْحَاقَّةُ } فإن لها شأنا عظيما وهولا جسيما، [ومن عظمتها أن الله أهلك الأمم المكذبة بها بالعذاب العاجل]
(ما) اسم استفهام في محلّ رفع مبتدأ ثان خبره
(الحاقّة) الثاني..
جملة: «الحاقّة ما الحاقّة» لا محلّ لها ابتدائيّة..
وجملة: «ما الحاقّة ... » في محلّ رفع خبر المبتدأ
(الحاقّة) الأول.