الرسم العثمانيوَجَعَلْنَا الَّيْلَ لِبَاسًا
الـرسـم الإمـلائـيوَّجَعَلۡنَا الَّيۡلَ لِبَاسًا
تفسير ميسر:
وجعلنا الليل لباسًا تَلْبَسكم ظلمته وتغشاكم، كما يستر الثوب لابسه؟
أي يغشي الناس ظلامه وسواده كما قال "والليل إذا يغشاها" وقال الشاعر; فلما لبسن الليل أو حين نصبت له من حذا آذانها وهو جانح وقال قتادة في قوله تعالى "وجعلنا الليل لباسا" أي سكنا.
أي تلبسكم ظلمته وتغشاكم ; قاله الطبري .وقال ابن جبير والسدي ; أي سكنا لكم .
(وَجَعَلْنَا اللَّيْلَ لِبَاسًا) يقول تعالى ذكره; وجعلنا الليل لكم غشاء يتغشاكم سواده، وتغطيكم ظلمته، كما يغطي الثوب لابسه لتسكنوا فيه عن التصرّف لما كنتم تتصرّفون له نهارا؛ ومنه قول الشاعر;فلمَّـا لَبِسْـن اللَّيْـلَ أوْ حِـينَ نَصَّبَتْلـه مِـنْ خَـذا آذانِهـا وَهْـوَ دَالِـحُ (1)يعني بقوله " لبسن الليل "; أدخلن في سواده فاستترن به.وبنحو الذي قلنا في ذلك قال أهل التأويل.* ذكر من قال ذلك;حدثنا ابن حميد، قال; ثنا مهران، عن سفيان، عن قتادة (وَجَعَلْنَا اللَّيْلَ لِبَاسًا) قال; سكنا.--------------------------الهوامش ;(1) تقدم استشهاد المؤلف بهذا البيت في الجزء ( 11 ; 146 ) وهو في ديوان ذي الرمة . والرواية فيه " جانح " في موضع " دالح " . والدالح ; الذي يمشي بحمله وقد أثقله . ( انظر ديوان ذي الرمة 108 ) .
فجعل الله الليل والنوم يغشى الناس لتنقطع حركاتهم الضارة، وتحصل راحتهم النافعة.
ورد إعراب هذه الآية في آية سابقة
- القرآن الكريم - النبإ٧٨ :١٠
An-Naba'78:10