هَلْ أَتٰىكَ حَدِيثُ مُوسٰىٓ
هَلۡ اَتٰٮكَ حَدِيۡثُ مُوۡسٰىۘ
تفسير ميسر:
هل أتاك -أيها الرسول- خبر موسى؟
يخبر تعالى رسوله محمدا صلى الله عليه وسلم عن عبده ورسوله موسى عليه السلام أنه ابتعثه إلى فرعون وأيده الله بالمعجزات ومع هذا استمر على كفره وطغيانه حتى أخذه الله أخذ عزيز مقتدر وكذلك عاقبة من خالفك وكذب بما جئت به ولهذا قال في آخر القصة "إن في ذلك لعبرة لمن يخشى" فقوله تعالى "هل أتاك حديث موسى" أي هل سمعت بخبره.
أي قد جاءك وبلغك " حديث موسى " وهذا تسلية للنبي صلى الله عليه وسلم .أي إن فرعون كان أقوى من كفار عصرك , ثم أخذناه , وكذلك هؤلاء .وقيل ; " هل " بمعنى " ما " أي ما أتاك , ولكن أخبرت به , فإن فيه عبرة لمن يخشى .وقد مضى من خبر موسى وفرعون في غير موضع ما فيه كفاية .
القول في تأويل قوله تعالى ; هَلْ أتَاكَ حَدِيثُ مُوسَى (15) .-----------------------الهوامش;(14) البيت لأمية بن أبي الصلت ( ديوانه ; 52 واللسان ; سهر ) وهو من شواهد أبي عبيدة في مجاز القرآن ( 184 ) قال ; " الساهرة " ; الفلاة ، ووجه الأرض . قال أمية بن أبي الصلت ; " وفيها لحم ساهرة ... " البيت . وفاهموا ; تكلموا . وقال الفراء في معاني القرآن ( 456 ) وقوله ; { فإذا هم بالساهرة } وهو وجه الأرض كأنها سميت بهذا الاسم ؛ لأن فيها الحيوان ; نومهم وسهرهم . وبإسناده إلى ابن عباس أنه قال ; الساهرة ; الأرض . وأنشد ; " ففيها لحم ساهرة ... " البيت . ا هـ . ويصف الجنة بأنهم يطعمون فيها لحما من الصيد ولحم البحر ، وكل ما فاهت به أفواههم من شيء ، وجدوه حاضرا لديهم .(15) هذه خمسة أبيات من مشطور الرجز ، نسبها صاحب ( اللسان ; نخر ) إلى الهمداني . قال ابن بري ; وقال الهمداني يوم القادسية ورواية البيتين الأولين مختلفة شيئا وهي ;أقْــدِمْ أخـا نَهْـمٍ عَـلى الأسـاوِرَهوَلا تَهُــــولَنْكَ رُءُوسٌ نـــادَرِهْوبعدهما بقية الأبيات ، كرواية المؤلف . ومحاج في رواية المؤلف بفتح الميم وكسرها ; اسم فرس ، وأما على رواية ابن بري فإنه يخاطب رجلا . والأساورة ; جمع أسوار بضم الهمزة وكسرها ؛ قيل كما في تاج العروس ; هو قائد الفرس ، بمنزلة الأمير في العرب . وقيل ; هو الملك الأكبر . وقيل ; هو الجيد الرمي بالسهام . وقيل ; هو الثابت على ظهر الفرس . والنادرة ; التي ندرت عن الجسد وفارقته . وقصرك ; نهاية أمرك وغايته ، والساهرة ; الأرض أو الفلاة ، كما تقدم ذكره . والحافرة ; الأولى قبل الموت . والناخرة بمعنى ; النخرة ، وهي البالية . وفي ( اللسان ; نخر ) في قوله تعالى ; { أئذا كنا عظاما نخرة } وقرئ ; ناخرة . قال ; وناظرة أجود الوجهين ؛ لأن الآيات بالألف ، ألا ترى أن ناخرة مع الحافرة والساهرة أشبه بمجئ التأويل . قال ; والناخرة والنخرة ; سواء في المعنى ، بمنزلة الطامع والطمع . قال ابن بري . قال ; الهمداني يوم القادسية ; " أقدم أخا نهمٍ ... " الأبيات الخمسة . ا هـ .(16) هذا كلام غير موزون ، وبيت أمية بن أبي الصلت تقدم قريبا ، ونعيده هنا كما وجدناه في ( ديوانه 52 ) .وفيهــا لَحْــمُ ســاهِرَةٍ وَبحْــرٍومــا فــاهُوا بــه أبَــدا مُقِيـمُ
يقول [الله] تعالى لنبيه محمد صلى الله عليه وسلم: { هَلْ أتَاكَ حَدِيثُ مُوسَى } وهذا الاستفهام عن أمر عظيم متحقق وقوعه.
(هل) حرف استفهام
(إذ) ظرف للزمن الماضي في محلّ نصب متعلّق بـ (حديث) ،
(بالواد) متعلّق بحال من ضمير الغائب في(ناداه) ، وعلامة الجرّ الكسرة المقدّرة على الياء المحذوفة لمناسبة قراءة الوصل لالتقاء الساكنين
(طوى) عطف بيان على الوادي- أو بدل منه- مجرور..جملة: «أتاك حديث ... » لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: «ناداه ربّه ... » في محلّ جرّ مضاف إليه.
وجملة: «اذهب ... » لا محلّ لها استئناف بيانيّ.
وجملة: «إنّه طغى ... » لا محلّ لها تعليليّة.
وجملة: «طغى ... » في محلّ رفع خبر إنّ.
18- 19
(الفاء) عاطفة
(هل) حرف استفهام
(لك) خبر مقدّم لمبتدأ مقدّر أي رغبة أو سبيلـ (أن) حرف مصدريّ ونصب.
والمصدر المؤولـ (أن تزكّى) في محلّ جرّ بـ (إلى) متعلّق بالمبتدأ المقدّر أي ميل إلى أن تتزكّى.
(الواو) عاطفة
(أهديك) مضارع منصوب معطوف على
(تزكّى) ،
(إلى ربّك) متعلّق بـ (أهديك) بحذف مضاف أي إلى معرفة ربّك
(الفاء) تعليليّة
(تخشى) مضارع مرفوع، وعلامة الرفع الضمّة المقدّرة على الألف، والفاعل أنت.
وجملة: «قل ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة اذهب.
وجملة: «هل لك
(ميل ... ) » في محلّ نصب مقول القول.
وجملة: «تزكّى ... » لا محلّ لها صلة الموصول الحرفيّ
(أن) .
وجملة: «أهديك ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة تزكّى.
وجملة: «تخشى ... » لا محلّ لها تعليل للمعرفة.
20- 26
(الفاء) عاطفة في المواضع الخمسة
(الآية) مفعول به ثان منصوبـ (الواو، ثمّ) عاطفان
(نكال) مفعول مطلق نائب عن المصدر لفعل محذوف ،(الآخرة) مضاف إليه مجرور- وهو نعت عن منعوت محذوف أي الكلمة الآخرة- وكذلك الأولى
(في ذلك) متعلّق بخبر إنّ
(اللام) للتوكيد
(لمن) متعلّق بنعت لـ (عبرة) ..
وجملة: «أراه ... » لا محلّ لها معطوفة على استئناف مقدّر أي فذهب إلى فرعون فأراه.
وجملة: «كذّب ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة أراه.
وجملة: «عصى ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة كذّب.
وجملة: «أدبر ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة كذّب.
وجملة: «يسعى ... » في محلّ نصب حال من فاعل أدبر.
وجملة: «حشر ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة أدبر.
وجملة: «نادى ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة حشر.
وجملة: «قال ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة نادى.
وجملة: «أنا ربّكم ... » في محلّ نصب مقول القول.
وجملة: «أخذه الله ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة قال.
وجملة: «إنّ في ذلك لعبرة ... » لا محلّ لها تعليل للأخذ .
وجملة: «يخشى» لا محلّ لها صلة الموصولـ (من) .