يٰٓأَيُّهَا الَّذِينَ ءَامَنُوٓا أَطِيعُوا اللَّهَ وَرَسُولَهُۥ وَلَا تَوَلَّوْا عَنْهُ وَأَنتُمْ تَسْمَعُونَ
يٰۤـاَيُّهَا الَّذِيۡنَ اٰمَنُوۡۤا اَطِيۡعُوا اللّٰهَ وَرَسُوۡلَهٗ وَلَا تَوَلَّوۡا عَنۡهُ وَاَنۡـتُمۡ تَسۡمَعُوۡنَ
تفسير ميسر:
يا أيها الذين صدَّقوا الله ورسوله أطيعوا الله ورسوله فيما أمركم به ونهاكم عنه، ولا تتركوا طاعة الله وطاعة رسوله، وأنتم تسمعون ما يتلى عليكم في القرآن من الحجج والبراهين.
يأمر تعالى عباده المؤمنين بطاعته وطاعة رسوله ويزجرهم عن مخالفته والتشبه بالكافرين به المعاندين له ولهذا قال "ولا تولوا عنه" أي تتركوا طاعته وامتثال أوامره وترك زواجره "وأنتم تسمعون" أي بعد ما علمتم ما دعاكم إليه.
قوله تعالى ياأيها الذين آمنوا أطيعوا الله ورسوله ولا تولوا عنه وأنتم تسمعونقوله تعالى ياأيها الذين آمنوا أطيعوا الله ورسوله الخطاب للمؤمنين المصدقين . أفردهم بالخطاب دون المنافقين إجلالا لهم . جدد الله عليهم الأمر بطاعة الله والرسول ، ونهاهم عن التولي عنه . هذا قول الجمهور . وقالت فرقة ; الخطاب بهذه الآية إنما هو للمنافقين . والمعنى ; يا أيها الذين آمنوا بألسنتهم فقط . قال ابن عطية ; وهذا وإن كان محتملا على بعد فهو ضعيف جدا ; لأن الله تعالى وصف من خاطب في هذه الآية بالإيمان . والإيمان التصديق ، والمنافقون لا يتصفون من التصديق بشيء . وأبعد من هذا من قال ; إن الخطاب لبني إسرائيل ، فإنه أجنبي من الآية .قوله تعالى ولا تولوا عنه التولي الإعراض . وقال عنه ولم يقل عنهما لأن طاعة الرسول طاعته ; وهو كقوله تعالى ; والله ورسوله أحق أن يرضوه .وأنتم تسمعون [ ص; 347 ] ابتداء وخبر في موضع الحال . والمعنى ; وأنتم تسمعون ما يتلى عليكم من الحجج والبراهين في القرآن .
القول في تأويل قوله ; يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَطِيعُوا اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَلا تَوَلَّوْا عَنْهُ وَأَنْتُمْ تَسْمَعُونَ (20)قال أبو جعفر; يقول تعالى ذكره; يا أيها الذين صدقوا الله ورسوله=(أطيعوا الله ورسوله)، فيما أمركم به وفيما نهاكم عنه=(ولا تولوا عنه)، يقول; ولا تدبروا عن رسول الله صلى الله عليه وسلم مخالفين أمره ونهيه (34) = " وأنتم تسمعون " أمرَه إياكم ونهيه, وأنتم به مؤمنون، كما;-15852- حدثنا ابن حميد قال، حدثنا سلمة, عن ابن إسحاق; (يا أيها الذين آمنوا أطيعوا الله ورسوله ولا تولوا عنه وأنتم تسمعون)، أي; لا تخالفوا أمره، وأنتم تسمعون لقوله, وتزعمون أنكم منه. (35)--------------------الهوامش ;(34) انظر تفسير " التولي " فيما سلف من فارس اللغة ( ولي ) .(35) الأثر ; 15852 - سيرة ابن هشام 2 ; 324 ، وهو تابع الأثر السالف رقم ; 15850.وكان في المطبوعة هنا " وتزعمون أنكم مؤمنون " ، وأثبت ما في المخطوطة ، وهو المطابق لما في سيرة ابن هشام .
لما أخبر تعالى أنه مع المؤمنين، أمرهم أن يقوموا بمقتضى الإيمان الذي يدركون به معيته، فقال: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَطِيعُوا اللَّهَ وَرَسُولَهُ} بامتثال أمرهما واجتناب نهيهما. {وَلا تَوَلَّوْا عَنْهُ} أي: عن هذا الأمر الذي هو طاعة اللّه، وطاعة رسوله. {وَأَنْتُمْ تَسْمَعُونَ} ما يتلى عليكم من كتاب اللّه، وأوامره، ووصاياه، ونصائحه، فتوليكم في هذه الحال من أقبح الأحوال.
(يا) حرف نداء
(أيّ) منادى نكرة مقصودة مبنيّ علىالضمّ في محلّ نصب و (ها) حرف تنبيه
(الذين) اسم موصول مبنيّ في محلّ نصب بدل من أيّ أو نعت له
(آمنوا) فعل ماض مبنيّ على الضمّ ... والواو فاعلـ (أطيعوا) فعل أمر مبنيّ على حذف النون.. والواو فاعلـ (الله) لفظ الجلالة مفعول به منصوبـ (الواو) عاطفة
(رسول) معطوف على لفظ الجلالة منصوب و (الهاء) ضمير مضاف إليه
(الواو) عاطفة
(لا) ناهية جازمة
(تولّوا) مضارع مجزوم محذوف منه إحدى التاءين، وعلامة الجزم حذف النون.. والواو فاعلـ (عن) حرف جرّ و (الهاء) ضمير في محلّ جرّ متعلّق بـ (تولّوا) ،
(الواو) حاليّة
(أنتم) ضمير منفصل في محلّ رفع مبتدأ
(تسمعون) مضارع مرفوع.. والواو فاعل.
جملة: «يأيّها الذين ... » لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: «آمنوا ... » لا محلّ لها صلة الموصولـ (الذين) .
وجملة: «أطيعوا ... » لا محلّ لها جواب النداء.
وجملة: «لا تولّوا» لا محلّ لها معطوفة على جواب النداء.
وجملة: «أنتم تسمعون» في محلّ نصب حال من فاعل تولّوا.
وجملة: «تسمعون» في محلّ رفع خبر المبتدأ أنتم.
(الواو) عاطفة
(لا) مثل الأولى
(تكونوا) مضارع ناقص- ناسخ- مجزوم وعلامة الجزم حذف النون ... والواو ضمير في محلّ رفع اسم تكون
(الكاف) حرف جرّ
(الذين) موصول في محلّ جرّ متعلّق بمحذوف خبر تكونوا
(قالوا) مثل آمنوا
(سمعنا) فعل ماض وفاعله
(الواو) حالية
(هم) لا يسمعون) مثل أنتم تسمعون ... و (لا) نافية.
وجملة: «لا تكونوا ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة لا تولّوا.وجملة: «قالوا ... » لا محلّ لها صلة الموصولـ (الذين) .
وجملة: «سمعنا ... » في محلّ نصب مقول القول.
وجملة: «هم لا يسمعون» في محلّ نصب حال من فاعل سمعنا.
وجملة: «لا يسمعون) في محلّ رفع خبر المبتدأ
(هم) .
(إنّ) حرف مشبّه بالفعل- ناسخ-
(شرّ) اسم إن منصوبـ (الدوابّ) مضاف إليه مجرور
(عند) ظرف منصوب متعلّق باسم التفضيل شرّ
(الله) لفظ الجلالة مضاف إليه مجرور
(الصمّ) خبر إنّ مرفوع
(البكم) خبر ثان مرفوع
(الذين) موصول في محلّ رفع نعت للصمّ البكم
(لا يعقلون) مثل لا يسمعون.
وجملة: «إنّ شرّ الدوابّ ... الصمّ» لها محلّ لها في حكم التعليل.
وجملة: «لا يعقلون» لا محلّ لها صلة الموصولـ (الذين) .
(الواو) عاطفة
(لو) حرف شرط غير جازم
(علم) فعل ماض
(الله) لفظ الجلالة فاعل مرفوع
(في) حرف جرّ و (هم) ضمير في محلّ جرّ متعلّق بـ (علم) ،
(خيرا) مفعول به منصوبـ (اللام) واقعة في جواب أو (أسمع) فعل ماض و (هم) ضمير مفعول به، والفاعل هو (الواو) عاطفة
(لو) مثل الأولـ (أسمعهم) مثل الأولى
(اللام) مثل الأولـ (تولّوا) مثل آمنوا
(وهم) مثل الأولـ (معرضون) خبر مرفوع وعلامة الرفع الواو.
وجملة: «لو علم الله ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة إنّ شرّ الدوابّ.
وجملة: «أسمعهم» لا محلّ لها جواب شرط غير جازم.وجملة: «لو أسمعهم ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة لو علم الله.
وجملة: «تولّوا ... » لا محلّ لها جواب الشرط الثاني.
وجملة: «هم معرضون» في محلّ نصب حال من فاعل تولّوا.