بِأَيْدِى سَفَرَةٍ
بِاَيۡدِىۡ سَفَرَةٍ
تفسير ميسر:
وأمَّا من كان حريصا على لقائك، وهو يخشى الله من التقصير في الاسترشاد، فأنت عنه تتشاغل. ليس الأمر كما فعلت أيها الرسول، إن هذه السورة موعظة لك ولكل من شاء الاتعاظ. فمن شاء ذكر الله وَأْتَمَّ بوحيه. هذا الوحي، وهو القرآن في صحف معظمة، موقرة، عالية القدر مطهرة من الدنس والزيادة والنقص، بأيدي ملائكة كتبة، سفراء بين الله وخلقه، كرام الخلق، أخلاقهم وأفعالهم بارة طاهرة.
قوله تعالى "بأيدي سفرة" قال ابن عباس ومجاهد والضحاك وابن زيد هي الملائكة وقال وهب بن منبه هم أصحاب محمد صلى الله عليه وسلم وقال قتادة هم القراء وقال ابن جريج عن ابن عباس السفرة بالنبطية القراء وقال ابن جرير; والصحيح أن السفرة الملائكة والسفرة يعني بين الله تعالى وبين خلقه ومنه يقال; السفير الذى يسعى بين الناس في الصلح والخير كما قال الشاعر; وما أدع السفارة بين قومي وما أمشي بغش إن مشيت وقال البخاري سفرة; الملائكة سفرت أصلحت بينهم وجعلت الملائكة إذا نزلت بوحي الله تعالي وتأديته كالسفير الذي يصلح بين القوم.