الرسم العثمانيوَالسَّمَآءِ وَمَا بَنٰىهَا
الـرسـم الإمـلائـيوَالسَّمَآءِ وَمَا بَنٰٮهَا
تفسير ميسر:
أقسم الله بالشمس ونهارها وإشراقها ضحى، وبالقمر إذا تبعها في الطلوع والأفول، وبالنهار إذا جلَّى الظلمة وكشفها، وبالليل عندما يغطي الأرض فيكون ما عليها مظلمًا، وبالسماء وبنائها المحكم، وبالأرض وبَسْطها، وبكل نفس وإكمال الله خلقها لأداء مهمتها، فبيَّن لها طريق الشر وطريق الخير، قد فاز مَن طهَّرها ونمَّاها بالخير، وقد خسر مَن أخفى نفسه في المعاصي.
قوله تعالى "والسماء وما بناها" يحتمل أن تكون ما ههنا مصدرية بمعنى والسماء وبنائها وهو قول قتادة ويحتمل أن تكون بمعنى من يعني والسماء وبانيها وهو قول مجاهد وكلاهما متلازم والبناء هو الرفع كقوله تعالى "والسماء بنيناها بأيد - أي بقوة - وإنا لموسعون والأرض فرشناها فنعم الماهدون".
قوله تعالى ; والسماء وما بناهاأي وبنيانها . فما مصدرية كما قال ; بما غفر لي ربي أي بغفران ربي قاله [ ص; 67 ] قتادة ، واختاره المبرد . وقيل ; المعنى ومن بناها قاله الحسن ومجاهد وهو اختيار الطبري . أي ومن خلقها ورفعها ، وهو الله تعالى . وحكي عن أهل الحجاز ; سبحان ما سبحت له أي سبحان من سبحت له .
وقوله; ( وَالسَّمَاءِ وَمَا بَنَاهَا ) يقول جلّ ثناؤه; والسماء ومَنْ بناها، يعني; ومَنْ خَلَقها، وبناؤه إياها; تصييره إياها للأرض سقفا.وبنحو الذي قلنا في ذلك قال أهل التأويل.* ذكر من قال ذلك;حدثنا بشر، قال; ثنا يزيد، قال; ثنا سعيد، عن قتادة ( وَالسَّمَاءِ وَمَا بَنَاهَا ) وبناؤها; خَلْقُها.حدثني محمد بن عمرو، قال; ثنا أبو عاصم، قال; ثنا عيسى؛ وحدثني الحارث، قال; ثنا الحسن، قال; ثنا ورقاء، جميعا عن ابن أبي نجيح، عن مجاهد، قوله; ( وَالسَّمَاءِ وَمَا بَنَاهَا ) قال; الله بنى السماء.وقيل; ( وَمَا بَنَاهَا ) وهو جلّ ثناؤه بانيها، فوضع " ما " موضع " مَنْ" كما قال وَوَالِدٍ وَمَا وَلَدَ ، فوضع " ما " في موضع " مَنْ" ومعناه، ومَن ولد، لأنه قَسَمٌ أقسم بآدم وولده، وكذلك; وَلا تَنْكِحُوا مَا نَكَحَ آبَاؤُكُمْ مِنَ النِّسَاءِ ، وقوله; فَانْكِحُوا مَا طَابَ لَكُمْ وإنما هو; فانكحوا مَنْ طاب لكم. وجائز توجيه ذلك إلى معنى المصدر، كأنه قال; والسماء وبنائها، ووالد وولادِته.
{ وَالسَّمَاءِ وَمَا بَنَاهَا } يحتمل أن \" ما \" موصولة، فيكون الإقسام بالسماء وبانيها، الذي هو الله تبارك وتعالى، ويحتمل أنها مصدرية، فيكون الإقسام بالسماء وبنيانها، الذي هو غاية ما يقدر من الإحكام والإتقان والإحسان.
ورد إعراب هذه الآية في آية سابقة
- القرآن الكريم - الشمس٩١ :٥
Asy-Syams91:5