وَإِلٰى رَبِّكَ فَارْغَب
وَاِلٰى رَبِّكَ فَارْغَبْ
تفسير ميسر:
فإذا فرغت من أمور الدنيا وأشغالها فَجِدَّ في العبادة، وإلى ربك وحده فارغب فيما عنده.
قال الثوري اجعل نيتك ورغبتك إلى الله عز وجل. آخر تفسير سورة ألم نشرح ولله الحمد والمنة.
وقرئ ( فرغب ) أي فرغب الناس إلى ما عنده .قال ابن العربي ; روي عن شريح أنه مر بقوم يلعبون يوم عيد ، فقال ما بهذا أمر الشارع . وفيه نظر ، فإن الحبش كانوا يلعبون بالدرق والحراب في المسجد يوم العيد ، والنبي - صلى الله عليه وسلم - ينظر . ودخل أبو بكر في بيت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - على عائشة - رضي الله عنها - وعندها جاريتان من جواري الأنصار تغنيان فقال أبو بكر ; أبمزمور الشيطان في بيت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ؟ فقال ; " دعهما يا أبا بكر ، فإنه يوم عيد " . وليس يلزم الدءوب على العمل ، بل هو مكروه للخلق .
وقوله; ( وَإِلَى رَبِّكَ فَارْغَبْ ) يقول تعالى ذكره; وإلى ربك يا محمد فاجعل رغبتك، دون من سواه من خلقه، إذ كان هؤلاء المشركون من قومك قد جعلوا رغبتهم في حاجاتهم إلى الآلهة والأنداد.وبنحو الذي قلنا في ذلك قال أهل التأويل.* ذكر من قال ذلك;حدثنا ابن حميد، قال; ثنا مهران، عن سفيان، عن منصور، عن مجاهد ( وَإِلَى رَبِّكَ فَارْغَبْ ) قال; اجعل نيتك ورغبتك إلى الله.حدثنا أبو كُرَيب، قال; ثنا وكيع، عن سفيان، عن منصور، عن مجاهد ( وَإِلَى رَبِّكَ فَارْغَبْ ) قال; اجعل رغبتك ونيتك إلى ربك.حدثني محمد بن عمرو، قال; ثنا أبو عاصم، قال; ثنا عيسى؛ وحدثني الحارث، قال; ثنا الحسن، قال; ثنا ورقاء، جميعا عن ابن أبي نجيح، عن مجاهد، قوله; ( وَإِلَى رَبِّكَ فَارْغَبْ ) قال; إذا قمت إلى الصلاة.آخر تفسير سورة ألم نشرح
{ وَإِلَى رَبِّكَ } وحده { فَارْغَبْ } أي: أعظم الرغبة في إجابة دعائك وقبول عباداتك .ولا تكن ممن إذا فرغوا وتفرغوا لعبوا وأعرضوا عن ربهم وعن ذكره، فتكون من الخاسرين.وقد قيل: إن معنى قوله: فإذا فرغت من الصلاة وأكملتها، فانصب في الدعاء، وإلى ربك فارغب في سؤال مطالبك.واستدل من قال بهذا القول، على مشروعية الدعاء والذكر عقب الصلوات المكتوبات، والله أعلم بذلك تمت ولله الحمد.
ورد إعراب هذه الآية في آية سابقة