الرسم العثمانيأَكَانَ لِلنَّاسِ عَجَبًا أَنْ أَوْحَيْنَآ إِلٰى رَجُلٍ مِّنْهُمْ أَنْ أَنذِرِ النَّاسَ وَبَشِّرِ الَّذِينَ ءَامَنُوٓا أَنَّ لَهُمْ قَدَمَ صِدْقٍ عِندَ رَبِّهِمْ ۗ قَالَ الْكٰفِرُونَ إِنَّ هٰذَا لَسٰحِرٌ مُّبِينٌ
الـرسـم الإمـلائـياَكَانَ لِلنَّاسِ عَجَبًا اَنۡ اَوۡحَيۡنَاۤ اِلٰى رَجُلٍ مِّنۡهُمۡ اَنۡ اَنۡذِرِ النَّاسَ وَبَشِّرِ الَّذِيۡنَ اٰمَنُوۡۤا اَنَّ لَهُمۡ قَدَمَ صِدۡقٍ عِنۡدَ رَبِّهِمۡ ؕ قَالَ الۡكٰفِرُوۡنَ اِنَّ هٰذَا لَسٰحِرٌ مُّبِيۡنٌ
تفسير ميسر:
أكان أمرًا عجبًا للناس إنزالنا الوحي بالقرآن على رجل منهم ينذرهم عقاب الله، ويبشِّر الذين آمنوا بالله ورسله أن لهم أجرًا حسنًا بما قدَّموا من صالح الأعمال؟ فلما أتاهم رسول الله صلى الله عليه وسلم بوحي الله وتلاه عليهم، قال المنكرون; إنَّ محمدًا ساحر، وما جاء به سحر ظاهر البطلان.
وقوله "أكان للناس عجبا" الآية. يقول تعالى منكرا على من تعجب من الكفار من إرسال المرسلين من البشر كما أخبر تعالى عن القرون الماضين من قولهم "أبشر يهدوننا" وقال هود وصالح لقومهما "أوعجبتم أن جاءكم ذكر من ربكم على رجل منكم" وقال تعالى مخبرا عن كفار قريش أنهم قالوا "أجعل الآلهة إلها واحدا إن هذا لشيء عجاب" وقال الضحاك عن ابن عباس لما بعث الله تعالى محمدا صلي الله عليه وسلم رسولا أنكرت العرب ذلك أو من أنكر منهم فقالوا الله أعظم من أن يكون رسوله بشرا مثل محمد قال فأنزل الله عز وجل" أكان للناس عجبا" الآية. وقوله "أن لهم قدم صدق عند ربهم" اختلفوا فيه فقال علي بن أبي طلحة عن ابن عباس في قوله "وبشر الذين آمنوا أن لهم قدم صدق" يقول سبقت لهم السعادة في الذكر الأول وقال العوفي عن ابن عباس "أن لهم قدم صدق عند ربهم" يقول أجرا حسنا بما قدموا وكذا قال الضحاك والربيع بن أنس وعبدالرحمن بن زيد بن أسلم وهذا كقوله تعالى "لينذر بأسا شديدا" الآية. وقال مجاهد" أن لهم قدم صدق عند ربهم" قال الأعمال الصالحة صلاتهم وصومهم وصدقتهم وتسبيحهم قال; ومحمد صلي الله عليه وسلم يشفع لهم وكذا قال زيد بن أسلم ومقاتل بن حيان وقال قتادة سلف صدق عند ربهم واختار ابن جرير قول مجاهد أن الأعمال الصالحة التي قدموها كما يقال له قدم في الإسلام كقول حسان; لنا القدم العليا إليك وخلفنا لأولنا في طاعة الله تابع وقول ذي الرمة; لكم قدم لا ينكر الناس إنها مع الحسب العادي طمت على البحر وقوله تعالى "قال الكافرون إن هذا لساحر مبين" أي مع أنا بعثنا إليهم رسولا منهم رجلا من جنسهم بشيرا ونذيرا"قال الكافرون إن هذا لساحر مبين" أي ظاهروهم الكاذبون في ذلك.
قوله تعالى أكان للناس عجبا استفهام معناه التقرير والتوبيخ . و ( عجبا ) خبر كان ، واسمها ( أن أوحينا ) وهو في موضع رفع ; أي كان إيحاؤنا عجبا للناس . وفي قراءة عبد الله " عجب " على أنه اسم كان . والخبر ( أن أوحينا ) .إلى رجل منهم قرئ " رجل " بإسكان الجيم . وسبب النزول فيما روي عن ابن عباس أن الكفار قالوا لما بعث محمد ; إن الله أعظم من أن يكون رسوله بشرا . وقالوا ; ما وجد الله من يرسله إلا يتيم أبي طالب ; فنزلت ; أكان للناس يعني أهل مكة ( عجبا ) . وقيل ; إنما تعجبوا من ذكر البعث .[ ص; 222 ] قوله تعالى ( أن أنذر الناس وبشر الذين آمنوا ) في موضع نصب بإسقاط الخافض ; أي بأن أنذر الناس ، وكذا أن لهم قدم صدق وقد تقدم معنى النذارة والبشارة وغير ذلك من ألفاظ الآية .واختلف في معنى قدم صدق فقال ابن عباس ; قدم صدق منزل صدق ; دليله قوله تعالى ; وقل رب أدخلني مدخل صدق . وعنه أيضا أجرا حسنا بما قدموا من أعمالهم . وعنه أيضا قدم صدق سبق السعادة في الذكر الأول ، وقاله مجاهد . الزجاج ; درجة عالية . قال ذو الرمة ;لكم قدم لا ينكر الناس أنها مع الحسب العالي طمت على البحرقتادة ; سلف صدق . الربيع ; ثواب صدق . عطاء ; مقام صدق . يمان ; إيمان صدق . وقيل ; دعوة الملائكة . وقيل ; ولد صالح قدموه . الماوردي ; أن يوافق صدق الطاعة الجزاء . وقال الحسن وقتادة أيضا ; هو محمد صلى الله عليه وسلم ; فإنه شفيع مطاع يتقدمهم ; كما قال ; أنا فرطكم على الحوض . وقد سئل صلى الله عليه وسلم فقال ; هي شفاعتي توسلون بي إلى ربكم . وقال الترمذي الحكيم ; قدمه صلى الله عليه وسلم في المقام المحمود . وعن الحسن أيضا ; مصيبتهم في النبي صلى الله عليه وسلم . وقال عبد العزيز بن يحيى ; ( قدم صدق ) قوله تعالى ; إن الذين سبقت لهم منا الحسنى أولئك عنها مبعدون وقال مقاتل ; أعمالا قدموها ; واختاره الطبري . قال الوضاح ;صل لذي العرش واتخذ قدما تنجيك يوم العثار والزللوقيل ; هو تقديم الله هذه الأمة في الحشر من القبر وفي إدخال الجنة . كما قال ; نحن الآخرون السابقون يوم القيامة المقضي لهم قبل الخلائق . وحقيقته أنه كناية عن السعي في العمل الصالح ; فكنى عنه بالقدم كما يكنى عن الإنعام باليد وعن الثناء باللسان . وأنشد حسان ;[ ص; 223 ]لنا القدم العليا إليك وخلفنا لأولنا في طاعة الله تابعيريد السابقة بإخلاص الطاعة ، والله أعلم . وقال أبو عبيدة والكسائي ; كل سابق من خير أو شر فهو عند العرب قدم ; يقال ; لفلان قدم في الإسلام ، له عندي قدم صدق وقدم شر وقدم خير . وهو مؤنث وقد يذكر ; يقال ; قدم حسن وقدم صالحة . وقال ابن الأعرابي ; القدم التقدم في الشرف ; قال العجاج ;زل بنو العوام عن آل الحكم وتركوا الملك لملك ذي قدموفي الصحاح عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال ; لي خمسة أسماء . أنا محمد وأحمد وأنا الماحي الذي يمحو الله بي الكفر وأنا الحاشر الذي يحشر الناس على قدمي وأنا العاقب يريد آخر الأنبياء ; كما قال تعالى ; وخاتم النبيين .قوله تعالى قال الكافرون إن هذا لساحر مبين قرأ ابن محيصن وابن كثير والكوفيون عاصم وحمزة والكسائي وخلف والأعمش ( لساحر ) نعتا لرسول الله صلى الله عليه وسلم . وقرأ الباقون " لسحر " نعتا للقرآن وقد تقدم معنى السحر في " البقرة " .
القول في تأويل قوله تعالى ; أَكَانَ لِلنَّاسِ عَجَبًا أَنْ أَوْحَيْنَا إِلَى رَجُلٍ مِنْهُمْ أَنْ أَنْذِرِ النَّاسَقال أبو جعفر; يقول تعالى ذكره; أكان عجبًا للناس إيحاؤنا القرآن على رجل منهم بإنذارهم عقابَ الله على معاصيه، كأنهم لم يعلموا أنَّ الله قد أوحى من قبله إلى مثله من البشر، فتعجَّبوا من وحينا إليه. (10)* * *وبنحو ما قلنا في ذلك قال أهل التأويل.* ذكر من قال ذلك;17527- حدثنا أبو كريب قال، حدثنا عثمان بن سعيد قال، حدثنا بشر بن عمارة، عن أبي روق، عن الضحاك ، عن ابن عباس قال; لما بعث الله محمدًا رسولا أنكرت العرب ذلك، أو من أنكر منهم، فقالوا; اللهُ أعظمُ من أن يكون رسوله بشرًا مثل محمد ! فأنـزل الله تعالى; ( أكان للناس عجبًا أن أوحينا إلى رجل منهم ) ، وقال; وَمَا أَرْسَلْنَا مِنْ قَبْلِكَ إِلا رِجَالا [سورة يوسف; 109].17528- حدثنا القاسم قال، حدثنا الحسين قال، حدثني حجاج، عن ابن جريج قال; عجبت قريش أن بُعث رجل منهم. قال; ومثل ذلك; وَإِلَى عَادٍ أَخَاهُمْ هُودًا [سورة الأعراف; 65]، وَإِلَى ثَمُودَ أَخَاهُمْ صَالِحًا ، [سورة الأعراف; 73] ، قال الله; أَوَعَجِبْتُمْ أَنْ جَاءَكُمْ ذِكْرٌ مِنْ رَبِّكُمْ عَلَى رَجُلٍ مِنْكُمْ ، [سورة الأعراف; 69].* * *القول في تأويل قوله تعالى ; وَبَشِّرِ الَّذِينَ آمَنُوا أَنَّ لَهُمْ قَدَمَ صِدْقٍ عِنْدَ رَبِّهِمْقال أبو جعفر; يقول جل ثناؤه; أما كان عجبًا للناس أن أوحينا إلى رجل منهم ; أن أنذر الناس، وأن بشر الذين آمنوا بالله ورسوله; ( أن لهم قدم صدق ) ، عطفٌ على ( أنذر ) .واختلف أهل التأويل في معنى قوله; ( قدم صدق )، فقال بعضهم; معناه; أن لهم أجرًا حسنًا بما قدَّموا من صالح الأعمال.* ذكر من قال ذلك;17529- حدثنا ابن وكيع قال، حدثنا المحاربي، عن جويبر، عن الضحاك; ( أن لهم قدم صدق عند ربهم )، قال; ثواب صِدق.17530-. . . . قال، حدثنا عبد الله بن رجاء، عن ابن جريج، عن عبد الله بن كثير عن مجاهد; ( أن لهم قدم صدق عند ربهم )، قال; الأعمال الصالحة.17531- حدثني محمد بن سعد قال، حدثني أبي قال، حدثني عمي قال، حدثني أبي عن أبيه، عن ابن عباس قوله; ( وبشر الذين آمنوا أن لهم قدم صدق عند ربهم )، يقول; أجرًا حسنًا بما قدَّموا من أعمالهم.17532- حدثنا ابن وكيع قال، حدثنا يزيد بن حبان، عن إبراهيم بن يزيد، عن الوليد بن عبد الله بن أبي مغيث، عن مجاهد; ( أن لهم قدم صدق عند ربهم )، قال; صلاتهم وصومهم، وصدقتُهم، وتسبيحُهم. (11)17533- حدثني محمد بن عمرو قال، حدثنا أبو عاصم قال، حدثنا عيسى، عن ابن أبي نجيح، عن مجاهد; ( قدم صدق )، قال; خير.17534- حدثني المثنى قال، حدثنا أبو حذيفة قال، حدثنا شبل، عن ابن أبي نجيح، عن مجاهد; ( قدم صدق ) ، مثله.17535- حدثنا القاسم قال، حدثنا الحسين، قال، حدثني حجاج، عن ابن جريج، عن مجاهد، مثله.17536-. . . . قال، حدثني حجاج، عن أبي جعفر، عن الربيع بن أنس، قال; ( قدم صدق )، ثواب صدق ، ( عند ربهم ) .17537- حدثني المثنى قال، حدثنا إسحاق قال، حدثنا ابن أبي جعفر، عن أبيه، عن الربيع، مثله.17538- حدثني يونس قال، أخبرنا ابن وهب قال، قال ابن زيد في قوله; ( وبشر الذين آمنوا أن لهم قدم صدق )، قال; " القدم الصدق " ، ثواب الصّدق بما قدّموا من الأعمال.* * *وقال آخرون; معناه; أن لهم سابق صدق في اللوح المحفوظ من السعادة.* ذكر من قال ذلك;17539- حدثني المثنى قال، حدثنا عبد الله بن صالح قال، حدثني معاوية بن صالح عن علي، عن ابن عباس قوله; ( وبشر الذين آمنوا أن لهم قدم صدق عند ربهم )، يقول; سبقت لهم السعادة في الذِّكر الأَوّل.* * *وقال آخرون; معنى ذلك أنّ محمدًا صلى الله عليه وآله وسلم شفيع لهم، قَدَمَ صدق.* ذكر من قال ذلك;17540- حدثني المثنى قال، حدثنا إسحاق قال، حدثنا يحيى بن آدم، عن فضيل بن عمرو بن الجون، عن قتادة ، أو الحسن ، ; ( أن لهم قدم صدق عند ربهم )، قال; محمدٌ شفيعٌ لهم. (12)17541- حدثنا بشر قال، حدثنا يزيد قال، حدثنا سعيد، عن قتادة، قوله; ( وبشر الذين آمنوا أن لهم قدم صدق عند ربهم ) ; أي سلَفَ صدقٍ عند ربهم.17542- حدثني المثنى قال، حدثنا إسحاق، قال، حدثنا عبد الله بن الزبير، عن ابن عيينة، عن زيد بن أسلم، في قوله; ( أن لهم قدم صدق عند ربهم )، قال; محمدٌ صلى الله عليه وسلم.* * *قال أبو جعفر; وأولى هذه الأقوال عندي بالصواب، قولُ من قال; معناه; أن لهم أعمالا صالحة عند الله يستوجبون بها منه الثوابَ.* * *وذلك أنه محكيٌّ عن العرب; " هؤلاء أهْلُ القَدَم في الإسلام " أي هؤلاء الذين قدَّموا فيه خيرًا، فكان لهم فيه تقديم. ويقال; " له عندي قدم صِدْق ، وقدم سوء "، وذلك ما قدَّم إليه من خير أو شر، ومنه قول حسان بن ثابت;لَنَــا القَــدَمُ العُلْيَـا إِلَيْـكَ وَحَلْفُنَـالأَوّلِنَــا فِــي طَاعَــةِ اللـهِ تَـابِعُ (13)وقول ذي الرمة;لَكُــمْ قَــدَمٌ لا يُنْكِـرُ النَّـاسُ أَنَّهَـامَـعَ الحَسَـبِ العَادِيِّ طَمَّتْ عَلَى البَحْرِ (14)* * *قال أبو جعفر; فتأويل الكلام إذًا; وبشر الذين آمنوا أنّ لهم تقدِمة خير من الأعمال الصالحة عند ربِّهم.* * *القول في تأويل قوله تعالى ; قَالَ الْكَافِرُونَ إِنَّ هَذَا لَسَاحِرٌ مُبِينٌ (2)قال أبو جعفر ; اختلفت القراء في قراءة ذلك.فقرأته عامة قراء أهل المدينة والبصرة; ( إِنَّ هَذَا لَسِحْرٌ مُبِينٌ )، بمعنى; إن هذا الذي جئتنا به ، يعنون القرآن ، لسحر مبين.* * *وقرأ ذلك مسروق، وسعيد بن جبير ، وجماعة من قراء الكوفيين; ( إِنَّ هَذَا لَسَاحِرٌ مُبِينٌ ).* * *وقد بينت فيما مضى من نظائر ذلك; أن كل موصوف بصفةٍ ، يدل الموصوف على صفته، وصفته عليه. (15)والقارئ مخيَّرٌ في القراءة في ذلك، وذلك نظير هذا الحرف; ( قال الكافرون إن هذا لسحر مبين ) ، و " لساحر مبين ". (16)وذلك أنهم إنما وصفوه بأنه " ساحر "، ووصفهم ما جاءهم به أنه " سحر " يدل على أنهم قد وصفوه بالسحر. وإذْ كان ذلك كذلك ، فسواءٌ بأيِّ ذلك قرأ القارئ، لاتفاق معنى القراءتين.* * *وفي الكلام محذوف ، استغني بدلالة ما ذكر عما ترك ذكره ، وهو; " فلما بشرهم وأنذرهم وتلا عليهم الوحي" ، قال الكافرون ; إن هذا الذي جاءنا به لسحرٌ مبين.* * *قال أبو جعفر ; فتأويل الكلام إذًا; أكان للناس عجبًا أن أوحينا إلى رجل منهم; أن أنذر الناس ، وبشر الذين آمنوا أن لهم قدم صدق عند ربهم؟ فلما أتاهم بوحي الله وتلاه عليهم، قال المنكرون توحيد الله ورسالة رسوله; إن هذا الذي جاءنا به محمدٌ لسحر مبين أي ; يبين لكم عنه أنه مبطِلٌ فيما يدعيه. (17)---------------------------الهوامش ;(10) انظر تفسير " الوحي " و " الإنذار " فيما سلف من فهارس اللغة ( وحي ) ، ( نذر ) .(11) الأثر ; 17532 - " زيد بن حباب التميمي " ، مضى مرارًا ، آخرها رقم ; 11490 . وكان في المطبوعة ; " يزيد بن حبان " ، لم يحسن قراءة المخطوطة ، فتصرف أسوأ التصرف .و " إبراهيم بن يزيد الخوزي " ، ضعيف ، مضى مرارًا ، آخرها رقم ; 17313 .و " الوليد بن عبد الله بن أبي مغيث " ، ثقة ، مضى برقم ; 16259 ، 17313 .وكان في المطبوعة والمخطوطة ; " الوليد بن عبد الله ، عن أبي مغيث " ، وهو خطأ محض .(12) الأثر ; 17540 - " فضيل بن عمرو بن الجون " ، لم أجد له ترجمة . ولا أدري أهو " فضيل بن عمرو الفقيمي " ، أو غيره ! .(13) مضى البيت وتخريجه فيما سلف 13 ; 209 ، وروايته هناك ; " لنا القدم الأولى " .(14) ديوانه 272 ، من قصيدته في مدح بلال بن أبي بردة بن أبي موسى الأشعري ، يقول بعده ;خِـلاَلَ النَّبِـيِّ المُصْطَفَـى عِنْـدَ رَبِّهِوَعُثْمَـانَ وَالفَـارُوقِ بَعْـدَ أَبِـي بَكْرِورواية ديوانه ; " طمت على الفخر " .(15) في المطبوعة ; " نزل الموصوف " ، وفي المخطوطة ; " ترك " ، وصواب قراءتها ما أثبت .(16) انظر ما سلف 11 ; 216 ، 217 .(17) انظر تفسير " السحر " و " مبين " فيما سلف من فهارس اللغة ( سحر ) ، ( بين ) .
ومع هذا فأعرض أكثرهم، فهم لا يعلمون، فتعجبوا {أَنْ أَوْحَيْنَا إِلَى رَجُلٍ مِنْهُمْ أَنْ أَنْذِرِ النَّاسَ} عذاب الله، وخوفهم نقم الله، وذكرهم بآيات الله. {وَبَشِّرِ الَّذِينَ آمَنُوا} إيمانا صادقا {أَنَّ لَهُمْ قَدَمَ صِدْقٍ عِنْدَ رَبِّهِمْ} أي: لهم جزاء موفور وثواب مذخور عند ربهم بما قدموه وأسلفوه من الأعمال الصالحة الصادقة. فتعجب الكافرون من هذا الرجل العظيم تعجبا حملهم على الكفر به، فـ {قَالَ الْكَافِرُونَ} عنه: {إِنَّ هَذَا لَسَاحِرٌ مُبِينٌ} أي: بين السحر، لا يخفى بزعمهم على أحد، وهذا من سفههم وعنادهم، فإنهم تعجبوا من أمر ليس مما يتعجب منه ويستغرب، وإنما يتعجب من جهالتهم وعدم معرفتهم بمصالحهم. كيف لم يؤمنوا بهذا الرسول الكريم، الذي بعثه الله من أنفسهم، يعرفونه حق المعرفة، فردوا دعوته، وحرصوا على إبطال دينه، والله متم نوره ولو كره الكافرون.
(الهمزة) للاستفهام الإنكاريّ
(كان) فعل ماض ناقص- ناسخ-
(للناس) جارّ ومجرور حال من(عجبا) - نعت تقدم على المنعوت-
(عجبا) خبر كان مقدّم منصوبـ (أن) حرف مصدريّ
(أوحينا) فعل ماض مبنيّ على السكون و (نا) ضمير فاعلـ (إلى رجل) جارّ ومجرور متعلّق بـ (أوحينا) ،
(من) حرف جرّ و (هم) ضمير في محلّ جرّ متعلّق بنعت لرجلـ (أن) حرف تفسير
(أنذر) فعل أمر، والفاعل أنت
(الناس) مفعول به منصوب.
والمصدر المؤوّلـ (أن أوحينا..) في محلّ رفع اسم كان مؤخّر.
(الواو) عاطفة
(بشّر) مثل أنذر
(الذين) اسم موصول مبنيّ في محلّ نصب مفعول به
(آمنوا) فعل ماض مبنيّ على الضمّ.. والواو فاعلـ (أنّ)حرف مشبه بالفعل- ناسخ- للتوكيد
(اللام) حرف جرّ و (هم) ضمير في محلّ جرّ متعلّق بخبر مقدم
(قدم) اسم أنّ مؤخّر منصوبـ (صدق) مضاف إليه مجرور
(عند) ظرف منصوب متعلّق بنعت لقدم صدق
(ربّ) مضاف إليه مجرور و (هم) ضمير متّصل مضاف إليه في محلّ جرّ.
والمصدر المؤوّلـ (أنّ لهم قدم..) في محلّ جرّ بباء محذوفة متعلّق بـ (بشّر) ، أي بشّرهم بأن لهم..
(قال) فعل ماض
(الكافرون) فاعل مرفوع وعلامة الرفع الواو (إنّ) مثل أنّ
(ها) حرف تنبيه
(ذا) اسم اشارة مبنيّ في محلّ نصب اسم إنّ
(اللام) المزحلقة للتوكيد
(ساحر) خبر إنّ مرفوع
(مبين) نعت لساحر مرفوع.
جملة: «كان للناس عجبا ... » لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: «أوحينا ... » لا محلّ لها صلة الموصول الحرفيّ
(أن) .
وجملة: «أنذر الناس ... » لا محلّ لها تفسيريّة.
وجملة: «بشّر ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة أنذر.
وجملة: «آمنوا ... » لا محلّ لها صلة الموصولـ (الذين) .
وجملة: «قال الكافرون ... » لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: إنّ هذا لساحر ... » في محلّ نصب مقول القول.
- القرآن الكريم - يونس١٠ :٢
Yunus10:2