فَهُوَ فِى عِيشَةٍ رَّاضِيَةٍ
فَهُوَ فِىۡ عِيۡشَةٍ رَّاضِيَةٍ
تفسير ميسر:
فأما من رجحت موازين حسناته، فهو في حياة مرضية في الجنة.
يعني في الجنة.
أي عيش مرضي , يرضاه صاحبه .وقيل ; " عيشة راضية " أي فاعلة للرضا , وهو اللين والانقياد لأهلها .فالفعل للعيشة لأنها أعطت الرضا من نفسها , وهو اللين والانقياد .فالعيشة كلمة تجمع النعم التي في الجنة , فهي فاعلة للرضا , كالفرش المرفوعة , وارتفاعها مقدار مائة عام , فإذا دنا منها ولي الله اتضعت حتى يستوي عليها , ثم ترتفع كهيئتها , ومثل الشجرة فرعها , كذلك أيضا من الارتفاع , فإذا اشتهى ولي الله ثمرتها تدلت إليه , حتى يتناولها ولي الله قاعدا وقائما , وذلك قوله تعالى ; " قطوفها دانية " [ الحاقة ; 23 ] .وحيثما مشى أو ينتقل من مكان إلى مكان , جرى معه نهر حيث شاء , علوا وسفلا , وذلك قوله تعالى ; " يفجرونها تفجيرا " [ الإنسان ; 6 ] .فيروى في الخبر ( إنه يشير بقضيته فيجري من غير أخدود حيث شاء من قصوره وفي مجالسه ) .فهذه الأشياء كلها عيشة قد أعطت الرضا من نفسها , فهي فاعلة للرضا , وهي انذلت وانقادت بذلا وسماحة .
حدثنا بذلك أبو كُرَيب، قال; ثنا وكيع، عن سفيان، عن ابن أبي نجيح، عن مجاهد ( فَهُوَ فِي عِيشَةٍ رَاضِيَةٍ ) يقول; في عيشة قد رضيها في الجنة.كما حدثنا بشر، قال; ثنا يزيد، قال; ثنا سعيد، عن قتادة ( فَهُوَ فِي عِيشَةٍ رَاضِيَةٍ ) يعني; في الجنة.
{ فَهُوَ فِي عِيشَةٍ رَاضِيَةٍ } في جنات النعيم.
ورد إعراب هذه الآية في آية سابقة