أَلَمْ يَجْعَلْ كَيْدَهُمْ فِى تَضْلِيلٍ
اَلَمۡ يَجۡعَلۡ كَيۡدَهُمۡ فِىۡ تَضۡلِيۡلٍۙ
تفسير ميسر:
ألم يجعل ما دبَّروه من شر في إبطال وتضييع؟
بأن الله سبحانة أهلكهم ودمرهم وردهم بكيدهم وغيظهم لم ينالوا خيرا.
قوله تعالى ; ألم يجعل كيدهم في تضليلقوله تعالى ; ألم يجعل كيدهم في تضليل أي في إبطال وتضييع ; لأنهم أرادوا أن يكيدوا قريشا بالقتل والسبي ، والبيت بالتخريب والهدم . فحكي عن عبد المطلب أنه بعث ابنه عبد الله على فرس له ، ينظر ما لقوا من تلك الطير ، فإذا القوم مشدخين جميعا ، فرجع يركض فرسه ، كاشفا عن فخذه ، فلما رأى ذلك أبوه قال ; إن ابني هذا أفرس العرب . وما كشف عن فخذه إلا بشيرا أو نذيرا . فلما دنا من ناديهم بحيث يسمعهم الصوت ، قالوا ; ما وراءك ؟ قال ; هلكوا جميعا . فخرج عبد المطلب وأصحابه ، فأخذوا أموالهم . وكانت أموال بني عبد المطلب منها ، وبها تكاملت رياسة عبد المطلب ; لأنه احتمل ما شاء من صفراء وبيضاء ، ثم خرج أهل مكة بعده ونهبوا . وقيل ; إن عبد المطلب حفر حفرتين فملأهما من الذهب والجوهر ، ثم قال لأبي مسعود الثقفي وكان خليلا لعبد المطلب - ; اختر أيهما شئت . ثم أصاب الناس من أموالهم حتى ضاقوا ذرعا ، فقال عبد المطلب عند ذلك ;أنت منعت الحبش والأفيالا وقد رعوا بمكة الأجبالا وقد خشينا منهم القتالاوكل أمر لهم معضالاشكرا وحمدا لك ذا الجلالاقال ابن إسحاق ; ولما رد الله الحبشة عن مكة عظمت العرب قريشا ، وقالوا ; هم ; أهل الله ، قاتل الله عنهم وكفاهم مئونة عدوهم . وقال عبد الله بن عمرو بن مخزوم ، في قصة أصحاب الفيل ;أنت الجليل ربنا لم تدنس أنت حبست الفيل بالمغمسمن بعد ما هم بشر مبلس حبسته في هيئة المكركسوما لهم من فرج ومنفسوالمكركس ; المنكوس المطروح .
( أَلَمْ يَجْعَلْ كَيْدَهُمْ فِي تَضْلِيلٍ )يقول; ألم يجعل سعي الحبشة أصحاب الفيل في تخريب الكعبة ( فِي تَضْلِيلٍ ) يعني; في تضليلهم عما أرادوا وحاولوا من تخريبها.
«ألم يجعل» أي جعل «كيدهم» في هدم الكعبة «في تضليل» خسارة وهلاك.
(الهمزة) مثل الأولى
(في تضليل) متعلّق بمحذوف مفعول بهثان
(عليهم) متعلّق بـ (أرسل) ،
(أبابيل) نعت لـ (طيرا) منصوب، ومنع من التنوين لصيغة منتهى الجموع
(بحجارة) متعلّق بـ (ترميهم) ،
(من سجّيل) متعلّق بنعت لـ (حجارة) ،
(كعصف) متعلّق بمحذوف مفعول به ثان..
جملة: «لم يجعل ... » لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: «أرسل ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة يجعل.
وجملة: «ترميهم ... » في محلّ نصب نعت ثان لـ (طيرا) .
وجملة: «جعلهم ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة أرسل.
(2) تضليل: مصدر قياسيّ للرباعيّ ضلّل، وزنه تفعيل.
(3) أبابيل: اسم جمع لا واحد له من لفظه، وقيل واحده إبّول زنة سنّور أو أبّول زنة عصفور أو إبّيل زنة سكّين أو إبّال زنة مفتاح.
(5) عصف: اسم لورق الزرع أو حطامه على وزن المصدر فعل بفتح فسكون.
(5) مأكول: اسم مفعول من الثلاثيّ أكل، وزنه مفعول.