الرسم العثمانيوَكَأَيِّن مِّنْ ءَايَةٍ فِى السَّمٰوٰتِ وَالْأَرْضِ يَمُرُّونَ عَلَيْهَا وَهُمْ عَنْهَا مُعْرِضُونَ
الـرسـم الإمـلائـيوَكَاَيِّنۡ مِّنۡ اٰيَةٍ فِى السَّمٰوٰتِ وَالۡاَرۡضِ يَمُرُّوۡنَ عَلَيۡهَا وَهُمۡ عَنۡهَا مُعۡرِضُوۡنَ
تفسير ميسر:
وكثير من الدلائل الدالة على وحدانية الله وقدرته منتشرة في السموات والأرض، كالشمس والقمر والجبال والأشجار، يشاهدونها وهم عنها معرضون، لا يفكرون فيها ولا يعتبرون.
يخبر تعالى عن غفلة أكثر الناس عن التفكر في آيات الله ودلائل توحيده بما خلقه الله في السموات والأرض من كواكب زاهرات ثوابت وسيارات وأفلاك دائرات والجميع مسخرات; وكم في الأرض من قطع متجاورات وحدائق وجنات وجبال راسيات وبحار زاخرات وأمواج متلاطمات وقفار شاسعات وكم من أحياء وأموات وحيوان ونبات وثمرات متشابهة ومختلفات في الطعوم والروائح والألوان والصفات فسبحان الواحد الأحد خالق أنواع المخلوقات المتفرد بالدوام والبقاء والصمدية للأسماء والصفات وغير ذلك.
قوله تعالى ; وكأين من آية في السماوات والأرض قال الخليل وسيبويه ; هي " أي " دخل عليها كاف التشبيه وبنيت معها ، فصار في الكلام معنى كم ، وقد مضى في " آل عمران " القول فيها مستوفى . ومضى القول في آية السماوات والأرض في " البقرة " . وقيل ; الآيات آثار عقوبات الأمم السالفة ; أي هم غافلون معرضون عن تأملها . وقرأ عكرمة [ ص; 238 ] وعمرو بن فائد " والأرض " رفعا ، ابتداء وخبره " يمرون عليها " . وقرأ السدي " والأرض " نصبا بإضمار فعل ، والوقف على هاتين القراءتين على السماوات . وقرأ ابن مسعود ; " يمشون عليها " .
القول في تأويل قوله تعالى ; وَكَأَيِّنْ مِنْ آيَةٍ فِي السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ يَمُرُّونَ عَلَيْهَا وَهُمْ عَنْهَا مُعْرِضُونَ (105)قال أبو جعفر; يقول جل وعز; وكم من آية في السموات والأرض لله , وعبرةٍ وحجةٍ، (3) وذلك كالشمس والقمر والنجوم ونحو ذلك من آيات السموات، وكالجبال والبحار والنبات والأشجار وغير ذلك من آيات الأرض ، ( يمرُّون عليها ) ، يقول; يعاينونها فيمرُّون بها معرضين عنها، لا يعتبرون بها، ولا يفكرون فيها وفيما دلت عليه من توحيد ربِّها , وأن الألوهةَ لا تنبغي إلا للواحد القهَّار الذي خلقها وخلق كلَّ شيء، فدبَّرها.* * *وبنحو الذي قلنا في ذلك قال أهل التأويل .* ذكر من قال ذلك;19953 - حدثنا بشر , قال; حدثنا يزيد , قال; حدثنا سعيد , عن قتادة; ( وكأين من آية في السماوات والأرض يمرون عليها ) ، وهي في مصحف عبد الله;; " يَمْشُونَ عَلَيْهَا "، السماء والأرض آيتان عظيمتان.----------------------الهوامش;(3) انظر تفسير" كأين" فيما سلف 7 ; 263 .
{ وَكَأَيِّنْ } أي: وكم { مِنْ آيَةٍ فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ يَمُرُّونَ عَلَيْهَا } دالة لهم على توحيد الله { وَهُمْ عَنْهَا مُعْرِضُونَ }
(الواو) استئنافيّة
(كأيّن) اسم كناية عن عدد مبنيّ على السكون في محلّ رفع مبتدأ
(من آية) جارّ ومجرور تمييز الكناية
(في السموات) جارّ ومجرور نعت لآية
(الأرض) معطوف على السموات بالواو مجرور
(يمرّون) مضارع مرفوع.. و (الواو) فاعلـ (على) حرف جرّ و (ها) ضمير في محلّ جرّ متعلّق بـ (يمرّون) ،
(الواو) حاليّة
(هم) ضمير منفصل مبتدأ
(عنها) مثل عليها متعلّق بـ (معرضون) وهو الخبر مرفوع، وعلامة الرفع الواو.
جملة: «كأيّن من آية ... » لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: «يمرّون ... » في محلّ رفع خبر المبتدأ
(كأيّن) .
وجملة: «هم عنها معرضون ... » في محلّ نصب حال.
(الواو) عاطفة
(ما) حرف نفي(يؤمن) مضارع مرفوع
(أكثرهم) فاعل مرفوع.. و (هم) ضمير مضاف إليه
(بالله) جارّ ومجرور متعلّق بـ (يؤمن) ،
(إلّا) حرف للحصر
(وهم مشركون) مثل وهم معرضون.
وجملة: «ما يؤمن أكثرهم ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة الاستئناف المتقدّمة.
وجملة: «هم مشركون ... » في محلّ نصب حال.
(الهمزة) للاستفهام
(الفاء) عاطفة ،
(آمنوا) فعل ماض وفاعله
(أن) حرف مصدريّ ونصبـ (تأتي) مضارع منصوب و (هم) ضمير مفعول به
(غاشية) فاعل مرفوع
(من عذاب) جارّ ومجرور نعت لغاشية
(الله) لفظ الجلالة مضاف إليه
(أو) حرف عطف
(تأتيهم الساعة) مثل تأتيهم غاشية ومعطوف عليه
(بغتة) مصدر في موضع الحال منصوبـ (وهم لا يشعرون) مثل وهم يمكرون.. في الآية
(102) و (لا) نافية.والمصدر المؤوّلـ (أن تأتيهم ... ) في محلّ نصب مفعول به عامله أمنوا.
جملة: «آمنوا ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة ما يؤمن أكثرهم.
وجملة: «تأتيهم غاشية ... » لا محلّ لها صلة الموصول الحرفيّ
(أن) .
وجملة: «تأتيهم الساعة ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة تأتيهم غاشية.
وجملة: «هم لا يشعرون ... » في محلّ نصب حال.
وجملة: «لا يشعرون ... » في محلّ رفع خبر المبتدأ
(هم) .
- القرآن الكريم - يوسف١٢ :١٠٥
Yusuf12:105