وَقَالَ الَّذِى اشْتَرٰىهُ مِن مِّصْرَ لِامْرَأَتِهِۦٓ أَكْرِمِى مَثْوٰىهُ عَسٰىٓ أَن يَنفَعَنَآ أَوْ نَتَّخِذَهُۥ وَلَدًا ۚ وَكَذٰلِكَ مَكَّنَّا لِيُوسُفَ فِى الْأَرْضِ وَلِنُعَلِّمَهُۥ مِن تَأْوِيلِ الْأَحَادِيثِ ۚ وَاللَّهُ غَالِبٌ عَلٰىٓ أَمْرِهِۦ وَلٰكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يَعْلَمُونَ
وَقَالَ الَّذِى اشۡتَرٰٮهُ مِنۡ مِّصۡرَ لِامۡرَاَتِهٖۤ اَكۡرِمِىۡ مَثۡوٰٮهُ عَسٰٓى اَنۡ يَّـنۡفَعَنَاۤ اَوۡ نَـتَّخِذَهٗ وَلَدًا ؕ وَكَذٰلِكَ مَكَّنَّا لِيُوۡسُفَ فِى الۡاَرۡضِ وَلِنُعَلِّمَهٗ مِنۡ تَاۡوِيۡلِ الۡاَحَادِيۡثِؕ وَاللّٰهُ غَالِبٌ عَلٰٓى اَمۡرِهٖ وَلٰـكِنَّ اَكۡثَرَ النَّاسِ لَا يَعۡلَمُوۡنَ
تفسير ميسر:
ولما ذهب المسافرون بيوسف إلى "مصر" اشتراه منهم عزيزها، وهو الوزير، وقال لامرأته; أحسني معاملته، واجعلي مقامه عندنا كريمًا، لعلنا نستفيد من خدمته، أو نقيمه عندنا مقام الولد، وكما أنجينا يوسف وجعلنا عزيز "مصر" يَعْطِف عليه، فكذلك مكنَّا له في أرض "مصر"، وجعلناه على خزائنها، ولنعلِّمه تفسير الرؤى فيعرف منها ما سيقع مستقبلا. والله غالب على أمره، فحكمه نافذ لا يبطله مبطل، ولكن أكثر الناس لا يعلمون أن الأمر كله بيد الله.
يقول تعالى " وكذلك مكنا ليوسف في الأرض ولنعلمه من تأويل الأحاديث والله غالب علي أمره ولكن أكثر الناس لا يعلمون" يخبر تعالى بألطافه بيوسف عليه السلام أنه قيض له الذي اشتراه من مصر حتى اعنى به وأكرمه وأوصى أهله به وتوسم فيه الخير والصلاح فقال لامرأته " أكرمي مثواه عسى أن ينفعنا أو نتخذه ولدا " وكان الذي اشتراه من مصر عزيزها وهو الوزير ; حدثنا العوفي عن ابن عباس وكان اسمه قطفير وقال محمد بن إسحاق; اسمه أطفير بن روحيب وهو العزيز وكان على خزائن مصر وكان الملك يومئذ الريان بن الوليد رجل من العماليق قال; واسم امرأته راعيل بنت رعابيل وقال غيره اسمها زليخا وقال محمد بن إسحاق أيضا عن محمد بن السائب عن أبي صالح عن ابن عباس; كان الذي باعه بمصر مالك بن دعر بن قريب بن عنقا بن مديان بن إبراهيم فالله أعلم وقال أبو إسحاق عن أبي عبيدة عن عبد الله بن مسعود أنه قال; أفرس الناس ثلاثه; عزيز مصر حين قال لامرأته " أكرمي مثواه " والمرأة التي قالت لأبيها " يا أبت استأجره " الآية وأبو بكر الصديق حين استخلف عمر بن الخطاب رضي الله عنهما. يقول تعالى; كما أنقذنا يوسف من إخوته " كذلك مكنا ليوسف في الأرض " يعني بلاد مصر "ولنعلمه من تأويل الأحاديث" قال مجاهد والسدي; هو تعبير الرؤيا " والله غالب على أمره " إي إذا أراد شيئا فلا رد ولا يمانع ولا يخالف بل هو الغالب لما سواء. قال سعيد بن جبير في قوله " والله غالب علي أمره " أي فعال لما يشاء وقوله " ولكن أكثر الناس لا يعلمون " يقول لا يدرون حكمته في خلقه وتلطفه وفعله لما يريد.
قوله تعالى ; وقال الذي اشتراه من مصر لامرأته أكرمي مثواه عسى أن ينفعنا أو نتخذه ولدا وكذلك مكنا ليوسف في الأرض ولنعلمه من تأويل الأحاديث والله غالب على أمره ولكن أكثر الناس لا يعلمونقوله تعالى ; وقال الذي اشتراه من مصر لامرأته أكرمي مثواه قيل ; الاشتراء هنا بمعنى الاستبدال ; إذ لم يكن ذلك عقدا ، مثل ; أولئك الذين اشتروا الضلالة بالهدى . وقيل ; إنهم ظنوه في ظاهر الحال اشتراء ، فجرى هذا اللفظ على ظاهر الظن . قال الضحاك ; هذا الذي اشتراه ملك مصر ، ولقبه العزيز . السهيلي ; واسمه قطفير . وقال ابن إسحاق ; إطفير بن رويحب اشتراه لامرأته راعيل ; ذكره الماوردي . وقيل ; كان اسمها زليخاء . وكان الله ألقى محبة يوسف على قلب العزيز ، فأوصى به أهله ; ذكره القشيري . وقد ذكر القولين في اسمها الثعلبي وغيره . وقال ابن عباس ; إنما اشتراه قطفير وزير ملك مصر ، وهو الريان بن الوليد . وقيل ; الوليد بن الريان ، وهو رجل من العمالقة . وقيل ; هو فرعون موسى ; لقول موسى ; ولقد جاءكم يوسف من قبل بالبينات وأنه عاش أربعمائة سنة . وقيل ; فرعون موسى من أولاد فرعون يوسف ، على ما يأتي في [ غافر ] بيانه . وكان هذا العزيز الذي اشترى يوسف على خزائن الملك ; واشترى يوسف من مالك بن دعر بعشرين دينارا ، وزاده حلة ونعلين . وقيل ; اشتراه من أهل الرفقة . وقيل ; تزايدوا في ثمنه فبلغ أضعاف وزنه مسكا وعنبرا وحريرا وورقا وذهبا ولآلئ وجواهر لا يعلم قيمتها إلا الله ; فابتاعه قطفير من مالك بهذا الثمن ; قاله وهب بن منبه . وقال وهب أيضا وغيره ; ولما اشترى مالك بن دعر يوسف من إخوته كتب بينهم وبينه كتابا ; هذا ما اشترى مالك بن دعر من بني يعقوب ، وهم فلان وفلان مملوكا لهم بعشرين درهما ، وقد شرطوا له أنه آبق ، وأنه لا ينقلب به إلا مقيدا مسلسلا ، [ ص; 140 ] وأعطاهم على ذلك عهد الله . قال ; فودعهم يوسف عند ذلك ، وجعل يقول ; حفظكم الله وإن ضيعتموني ، نصركم الله وإن خذلتموني ، رحمكم الله وإن لم ترحموني ; قالوا ; فألقت الأغنام ما في بطونها دما عبيطا لشدة هذا التوديع ، وحملوه على قتب بغير غطاء ولا وطاء ، مقيدا مكبلا مسلسلا ، فمر على مقبرة آل كنعان فرأى قبر أمه - وقد كان وكل به أسود يحرسه فغفل الأسود - فألقى يوسف نفسه على قبر أمه فجعل يتمرغ ويعتنق القبر ويضطرب ويقول ; يا أماه ! ارفعي رأسك تري ولدك مكبلا مقيدا مسلسلا مغلولا ; فرقوا بيني وبين والدي ، فاسألي الله أن يجمع بيننا في مستقر رحمته إنه أرحم الراحمين ، فتفقده الأسود على البعير فلم يره ، فقفا أثره ، فإذا هو بياض على قبر ، فتأمله فإذا هو إياه ، فركضه برجله في التراب ومرغه وضربه ضربا وجيعا ; فقال له ; لا تفعل ! والله ما هربت ولا أبقت وإنما مررت بقبر أمي فأحببت أن أودعها ، ولن أرجع إلى ما تكرهون ; فقال الأسود ; والله إنك لعبد سوء ، تدعو أباك مرة وأمك أخرى ! فهلا كان هذا عند مواليك ; فرفع يديه إلى السماء وقال ; اللهم إن كانت لي عندك خطيئة أخلقت بها وجهي فأسألك بحق آبائي إبراهيم وإسحاق ويعقوب أن تغفر لي وترحمني ; فضجت الملائكة في السماء ، ونزل جبريل فقال له ; يا يوسف غض صوتك فلقد أبكيت ملائكة السماء أفتريد أن أقلب الأرض فأجعل عاليها سافلها ؟ قال ; تثبت يا جبريل ، فإن الله حليم لا يعجل ; فضرب الأرض بجناحه فأظلمت ، وارتفع الغبار ، وكسفت الشمس ، وبقيت القافلة لا يعرف بعضها بعضا ; فقال رئيس القافلة ; من أحدث منكم حدثا ؟ - فإني أسافر منذ كيت وكيت ما أصابني قط مثل هذا - فقال الأسود ; أنا لطمت ذلك الغلام العبراني فرفع يده إلى السماء وتكلم بكلام لا أعرفه ، ولا أشك أنه دعا علينا ; فقال له ; ما أردت إلا هلاكنا ايتنا به ، فأتاه به ، فقال له ; يا غلام لقد لطمك فجاءنا ما رأيت ; فإن كنت تقتص فاقتص ممن شئت ، وإن كنت تعفو فهو الظن بك ; قال ; قد عفوت رجاء أن يعفو الله عني ; فانجلت الغبرة ، وظهرت الشمس ، وأضاء مشارق الأرض ومغاربها ، وجعل التاجر يزوره بالغداة والعشي ويكرمه ، حتى وصل إلى مصر فاغتسل في نيلها وأذهب الله عنه كآبة السفر ، ورد عليه جماله ، ودخل به البلد نهارا فسطع نوره على الجدران ، وأوقفوه للبيع فاشتراه قطفير وزير الملك ; قاله ابن عباس على ما تقدم .وقيل ; إن هذا الملك لم يمت حتى آمن واتبع يوسف على دينه ، ثم مات الملك ويوسف يومئذ على خزائن الأرض ; فملك بعده قابوس وكان كافرا ، فدعاه يوسف إلى الإسلام فأبى .أكرمي مثواه أي منزله ومقامه بطيب المطعم واللباس الحسن ; [ ص; 141 ] وهو مأخوذ من ثوى بالمكان أي أقام به ; وقد تقدم في [ آل عمران ] وغيره .عسى أن ينفعنا أي يكفينا بعض المهمات إذا بلغ .أو نتخذه ولدا قال ابن عباس ; كان حصورا لا يولد له ، وكذا قال ابن إسحاق ; كان قطفير لا يأتي النساء ولا يولد له . فإن قيل ; كيف قال أو نتخذه ولدا وهو ملكه ، والولدية مع العبدية تتناقض ؟ قيل له ; يعتقه ثم يتخذه ولدا بالتبني ; وكان التبني في الأمم معلوما عندهم ، وكذلك كان في أول الإسلام ، على ما يأتي بيانه في [ الأحزاب ] إن شاء الله تعالى . وقال عبد الله بن مسعود ; أحسن الناس فراسة ثلاثة ; العزيز حين تفرس في يوسف فقال ; عسى أن ينفعنا أو نتخذه ولدا ، وبنت شعيب حين قالت لأبيها في موسى استأجره إن خير من استأجرت القوي الأمين ، وأبو بكر حين استخلف عمر . قال ابن العربي ; عجبا للمفسرين في اتفاقهم على جلب هذا الخبر ، والفراسة هي علم غريب على ما يأتي بيانه في سورة [ الحجر ] وليس كذلك فيما نقلوه ; لأن الصديق إنما ولى عمر بالتجربة في الأعمال ، والمواظبة على الصحبة وطولها ، والاطلاع على ما شاهد منه من العلم والمنة ، وليس ذلك من طريق الفراسة ; وأما بنت شعيب فكانت معها العلامة البينة على ما يأتي بيانه في [ القصص ] . وأما أمر العزيز فيمكن أن يجعل فراسة ; لأنه لم يكن معه علامة ظاهرة . والله أعلم .قوله تعالى ; وكذلك مكنا ليوسف في الأرض الكاف في موضع نصب ; أي وكما أنقذناه من إخوته ومن الجب فكذلك مكنا له ; أي عطفنا عليه قلب الملك الذي اشتراه حتى تمكن من الأمر والنهي في البلد الذي الملك مستول عليه .ولنعلمه من تأويل الأحاديث أي فعلنا ذلك تصديقا لقول يعقوب ; ويعلمك من تأويل الأحاديث . وقيل ; المعنى مكناه لنوحي إليه بكلام منا ، ونعلمه تأويله . وتفسيره ، وتأويل الرؤيا ، وتم الكلام .والله غالب على أمره الهاء راجعة إلى الله تعالى ; أي لا يغلب الله شيء ، بل هو الغالب على أمر نفسه فيما يريده أن يقول له ; كن فيكون . وقيل ; ترجع إلى يوسف ; أي الله غالب على أمر يوسف يدبره ويحوطه ولا يكله إلى غيره ، حتى لا يصل إليه كيد كائد .ولكن أكثر الناس لا يعلمون أي لا يطلعون على غيبه . وقيل ; المراد بالأكثر الجميع ; لأن أحدا لا يعلم الغيب . وقيل ; هو مجرى على ظاهره ; إذ قد يطلع من يريد على بعض غيبه . وقيل ; المعنى ولكن أكثر الناس لا يعلمون أن الله غالب على أمره ، وهم المشركون ومن لا يؤمن بالقدر .وقالت الحكماء في [ ص; 142 ] هذه الآية ; والله غالب على أمره حيث أمره يعقوب ألا يقص رؤياه على إخوته فغلب أمر الله حتى قص ، ثم أراد إخوته قتله فغلب أمر الله حتى صار ملكا وسجدوا بين يديه ، ثم أراد الإخوة أن يخلو لهم وجه أبيهم فغلب أمر الله حتى ضاق عليهم قلب أبيهم ، وافتكره بعد سبعين سنة أو ثمانين سنة ، فقال ; يا أسفا على يوسف ثم تدبروا أن يكونوا من بعده قوما صالحين ، أي تائبين فغلب أمر الله حتى نسوا الذنب وأصروا عليه حتى أقروا بين يدي يوسف في آخر الأمر بعد سبعين سنة ، وقالوا لأبيهم ; إنا كنا خاطئين ثم أرادوا أن يخدعوا أباهم بالبكاء والقميص فغلب أمر الله فلم ينخدع ، وقال ; بل سولت لكم أنفسكم أمرا ثم احتالوا في أن تزول محبته من قلب أبيهم فغلب أمر الله فازدادت المحبة والشوق في قلبه ، ثم دبرت امرأة العزيز أنها إن ابتدرته بالكلام غلبته ، فغلب أمر الله حتى قال العزيز ; استغفري لذنبك إنك كنت من الخاطئين ، ثم دبر يوسف أن يتخلص من السجن بذكر الساقي فغلب أمر الله فنسي الساقي ، ولبث يوسف في السجن بضع سنين .
القول في تأويل قوله تعالى ; وَقَالَ الَّذِي اشْتَرَاهُ مِنْ مِصْرَ لامْرَأَتِهِ أَكْرِمِي مَثْوَاهُ عَسَى أَنْ يَنْفَعَنَا أَوْ نَتَّخِذَهُ وَلَدًا وَكَذَلِكَ مَكَّنَّا لِيُوسُفَ فِي الأَرْضِ وَلِنُعَلِّمَهُ مِنْ تَأْوِيلِ الأَحَادِيثِ وَاللَّهُ غَالِبٌ عَلَى أَمْرِهِ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لا يَعْلَمُونَ (21) قال أبو جعفر; يقول جل ثناؤه; وقال الذي اشترى يوسف من بائعه بمصر . * * * وذكر أن اسمه; " قطفير " . 18941 - حدثني محمد بن سعد , قال;حدثني أبي , قال;حدثني عمي , قال;حدثني أبي , عن أبيه , عن ابن عباس , قال; كان اسم الذي اشتراه قطفير. (39) * * * وقيل; إن اسمه إطفير بن روحيب , وهو العزيز , وكان على خزائن مصر , وكان الملك يومئذ الريَّان بن الوليد , رجل من العماليق، كذلك; - 18942 - حدثنا ابن حميد , قال; حدثنا سلمة , عن ابن إسحاق (40) . * * * وقيل; إن الذي باعه بمصر كان مالك بن ذعر بن بُويب بن عفقان بن مديان بن إبراهيم، (41) كذلك; - 18943 - حدثنا ابن حميد , قال; حدثنا سلمة , عن ابن إسحاق , عن محمد بن السائب , عن أبي صالح , عن ابن عباس . * * * (وقال الذي اشتراه من مصر لامرأته)، واسمها فيما ذكر ابن إسحاق; راعيل بنت رعائيل. 18944 - حدثنا بذلك ابن حميد , قال; حدثنا سلمة , عن ابن إسحاق. * * * (أكرمي مثواه)، يقول; أكرمي موضع مقامه، وذلك حيث يَثوِي ويُقيم فيه. * * * يقال; " ثوى فلان بمكان كذا "; إذا أقام فيه. (42) * * * وبنحو الذي قلنا في ذلك قال أهل التأويل . * ذكر من قال ذلك; 18945 - حدثنا بشر , قال; حدثنا يزيد , قال; حدثنا سعيد , عن قتادة , قوله; (أكرمي مثواه) منـزلته , وهي امرأة العزيز . 18946 - حدثنا القاسم , قال; حدثنا الحسين , قال;حدثني حجاج , عن ابن جريج , قوله; (وقال الذي اشتراه من مصر لامرأته أكرمي مثواه)، قال; منـزلته. 18947 - حدثني محمد بن عمرو , قال; حدثنا أبو عاصم , قال; حدثنا عيسى , عن ابن أبي نجيح , عن مجاهد اشتراه الملك , والملك مسلم. * * * وقوله; (عسى أن ينفعنا أو نتخذه ولدًا) ذكر أن مشتري يوسف قال هذا القول لامرأته، حين دفعه إليها , لأنه لم يكن له ولد، ولم يأت النساء , فقال لها; أكرميه عسَى أن يكفينا بعض ما نعاني من أمورنا إذا فهم الأمور التي يُكلَّفها وعرفها ، (أو نتخذه ولدًا)، يقول; أو نتبنَّاه . 18948 - حدثنا ابن حميد , قال; حدثنا سلمة , عن ابن إسحاق , قال; كان إطفير فيما ذكر لي رجلا لا يأتي النساء، وكانت امرأته راعيل امرأةً حسناء ناعمةً طاعمة، في مُلك ودُنْيا. (43) 18949 - حدثنا ابن وكيع , قال; حدثنا أبي , عن سفيان , عن أبي إسحاق , عن أبي الأحوص , عن عبد الله , قال; أفرس الناس ثلاثة; العزيز حين تفرّس في يوسف فقال لامرأته; (أكرمي مثواه عسى أن ينفعنا أو نتخذه ولدًا) ، وأبو بكر حين تفرَّس في عمر ، والتي قالت; يَا أَبَتِ اسْتَأْجِرْهُ إِنَّ خَيْرَ مَنِ اسْتَأْجَرْتَ الْقَوِيُّ الأَمِينُ [سورة القصص; 26] . 18950 - حدثنا ابن وكيع , قال; حدثنا عمرو بن محمد , قال; حدثنا أسباط , عن السدي , قال; انطُلِق بيوسف إلى مصر , فاشتراه العزيز ملك مصر , فانطلق به إلى بيته فقال لامرأته; (أكرمي مثْواه عسى أن ينفعنا أو نتخذهُ ولدًا). 18951 - حدثنا أحمد بن إسحاق , قال; حدثنا أبو أحمد , قال; حدثنا إسرائيل , عن أبي إسحاق , عن أبي عبيدة , عن عبد الله , قال; أفرس الناس ثلاثة; العزيز حين قال لامرأته; (أكرمي مثواه)، والقوم فيه زاهدون ، وأبو بكر حين تفرَّس في عمر فاستخلفه ، والمرأة التي قالت; يَا أَبَتِ اسْتَأْجِرْهُ . * * * وقوله; (وكذلك مكنَّا ليوسف في الأرض) يقول عز وجل ; وكما أنقذنا يوسف من أيدي إخوته وقد هموا بقتله , وأخرجناه من الجبّ بعدَ أن ألقي فيه , فصيرناه إلى الكرامة والمنـزلة الرفيعة عند عزيز مصر , كذلك مكنّا له في الأرض، فجعلناه على خزائنها . (44) * * * وقوله; (ولنعلمه من تأويل الأحاديث) يقول تعالى ذكره; وكي نعلم يوسف من عبارة الرؤيا، (45) مكنا له في الأرض، كما; - 18952 - حدثني محمد بن عمرو , قال; حدثنا أبو عاصم , قال; حدثنا عيسى , عن ابن أبي نجيح , عن مجاهد; (من تأويل الأحاديث) قال; عبارة الرؤيا. 18953 - حدثنا الحسن بن محمد , قال; حدثنا شبابة , قال; حدثنا ورقاء , عن ابن أبي نجيح , عن مجاهد , مثله . 18954- حدثنا ابن وكيع , قال; حدثنا عمرو بن محمد , قال; حدثنا أسباط , عن السدي; (ولنعلمه من تأويل الأحاديث) قال; تعبير الرؤيا. 18955 - حدثنا ابن وكيع , قال; حدثنا أبو أسامة , عن شبل , عن ابن أبي نجيح عن مجاهد; (ولنعلمه من تأويل الأحاديث) قال; عبارة الرؤيا. * * * وقوله; (والله غالب على أمره) يقول تعالى ذكره; والله مستولٍ على أمر يوسف، يسوسه ويدبّره ويحوطه. * * * و " الهاء " في قوله; (على أمره) عائدة على يوسف. * * * وروي عن سعيد بن جبير في معنى " غالب " , ما; -18956- حدثني الحارث , قال; حدثنا عبد العزيز , قال; حدثنا إسرائيل , عن أبي حصين , عن سعيد بن حبير; (والله غالب على أمره) قال; فعالٍ. (46) * * * وقوله (ولكن أكثر الناس لا يعلمون) يقول; ولكن أكثر الناس الذين زهدوا في يوسف، فباعوه بثمن خسيس , والذين صَار بين أظهرهم من أهل مصر حين بيع فيهم , لا يعلمون ما الله بيوسف صانع، وإليه يوسف من أمره صائرٌ . ---------------------- الهوامش; (39) الأثر ; 18941 - رواه الطبري في تاريخه 1 ; 172 ، وكان في المخطوطة في الموضعين ;" قطيفين" ، وفي التاريخ قبل الخبر" قطين" ، وفي الخبر" قطفير" . (40) الأثر ; 18942 - رواه الطبري في تاريخه 1 ; 172 . (41) في التاريخ 1 ; 172 ;" دعر" بالدال مهملة ، وكان في المطبوعة هنا" عنقاء" وفي المخطوطة ;" عفقا" بغير نون في آخره . وكان في المطبوعة ;" ثويب" ، وهي غير منقوطة في المخطوطة ، فتبعت ما في التاريخ . (42) انظر تفسير" المثوى" فيما سلف 7 ; 279 12 ; 117 . (43) الأثر ; 18948 - رواه أبو جعفر في تاريخه 1 ; 172 ، 173 . (44) انظر تفسير" التمكين" فيما سلف 11 ; 63 12 ; 315 . (45) انظر تفسير" التأويل" فيما سلف 15 ; 560 ، تعليق ; 1 ، والمراجع هناك . (46) ممكن أن تقرأ" فعال" مشددة العين من" الفعل" ، ولكني أستجيد أن تقرأها" فعال" الفاء حرف عطف بعده" عال" من" العلو" . أما الأولى ، فإني لا أكاد أرتضيها .
أي: لما ذهب به السيارة إلى مصر وباعوه بها، فاشتراه عزيز مصر، فلما اشتراه، أعجب به، ووصى عليه امرأته وقال: { أَكْرِمِي مَثْوَاهُ عَسَى أَنْ يَنْفَعَنَا أَوْ نَتَّخِذَهُ وَلَدًا } أي: إما أن ينفعنا كنفع العبيد بأنواع الخدم، وإما أن نستمتع فيه استمتاعنا بأولادنا، ولعل ذلك أنه لم يكن لهما ولد، { وَكَذَلِكَ مَكَّنَّا لِيُوسُفَ فِي الْأَرْضِ } أي: كما يسرنا له أن يشتريه عزيز مصر، ويكرمه هذا الإكرام، جعلنا هذا مقدمة لتمكينه في الأرض من هذا الطريق. { وَلِنُعَلِّمَهُ مِنْ تَأْوِيلِ الْأَحَادِيثِ } إذا بقي لا شغل له ولا همَّ له سوى العلم صار ذلك من أسباب تعلمه علما كثيرا، من علم الأحكام، وعلم التعبير، وغير ذلك. { وَاللَّهُ غَالِبٌ عَلَى أَمْرِهِ } أي: أمره تعالى نافذ، لا يبطله مبطل، ولا يغلبه مغالب، { وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يَعْلَمُونَ } فلذلك يجري منهم ويصدر ما يصدر، في مغالبة أحكام الله القدرية، وهم أعجز وأضعف من ذلك.
(الواو) استئنافيّة
(قال) فعل ماض
(الذي) اسم موصول مبنيّ في محلّ رفع فاعلـ (اشتراه) فعل ماض و (الهاء) مفعول به، والفاعل هو وهو العائد
(من مصر) جارّ ومجرور متعلّق بحال من فاعل اشترى، وعلامة الجرّ الفتحة فهو ممنوع من الصرف
(لامرأته) جارّ ومجرور متعلّق بـ (قال) ، و (الهاء) مضاف إليه
(أكرمي) فعل أمر مبنيّ على حذف النون..و (الياء) ضمير متّصل في محلّ رفع فاعلـ (مثواه) مفعول به منصوب وعلامة النصب الفتحة المقدّرة على الألف.. و (الهاء) مضاف إليه
(عسى) فعل ماض تام مبنيّ على الفتح المقدّر على الألف
(أن ينفع) مضارع منصوب بأن الناصب و (نا) ضمير مفعول به، والفاعل هو.
والمصدر المؤوّلـ (أن ينفعنا..) في محلّ رفع فاعل عسى.
(أو) حرف عطف
(نتّخذ) مضارع منصوب معطوف على ينفع، و (الهاء) ضمير مفعول به أوّل، والفاعل نحن
(ولدا) مفعول به ثان منصوبـ (الواو) استئنافيّة
(الكاف) حرف جرّ وتشبيه
(ذلك) اسم إشارة مبنيّ في محلّ جرّ متعلّق بمحذوف مفعول مطلق عامله مكّنا، والإشارة إلى التمكين من قلب العزيز.. و (اللام) للبعد و (الكاف) للخطابـ (مكّنّا) مثل أوحينا ،
(ليوسف) جارّ ومجرور متعلّق بـ (مكّنّا) ، وعلامة الجرّ الفتحة
(في الأرض) جارّ ومجرور متعلّق بـ (مكّنّا) ،
(الواو) عاطفة،
(اللام) لام التعليلـ (نعلّمه) مضارع منصوب بأن مضمرة بعد اللام.. و (الهاء) مفعول به، والفاعل نحن للتعظيم
(من تأويل) جارّ ومجرور متعلّق بـ (نعلّمه) ،
(الأحاديث) مضاف إليه مجرور.
والمصدر المؤوّلـ (أن نعلّمه) في محلّ جرّ باللام معطوف على مصدر مؤوّل محذوف متعلّق بـ (مكّنّا) أي مكّنّا ليوسف لنملّكه ولنعلّمه .(الواو) استئنافيّة
(اللَّه) لفظ الجلالة مبتدأ مرفوع
(غالب) خبر مرفوع
(على أمره) جارّ ومجرور متعلّق بغالب، و (الهاء) مضاف إليه
(الواو) عاطفة
(لكنّ) حرف استدراك ونصب- ناسخ-
(أكثر) اسم لكنّ منصوبـ (الناس) مضاف إليه مجرور
(لا) نافية
(يعلمون) مضارع مرفوع.. والواو فاعل.
جملة: «قال الذي اشتراه ... » لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: «اشتراه ... » لا محلّ لها صلة الموصولـ (الذي) .
وجملة: «أكرمي ... » في محلّ نصب مقول القول.
وجملة: «عسى أن ينفعنا ... » لا محلّ لها تعليليّة.
وجملة: «ينفعنا ... » لا محلّ لها صلة الموصول الحرفيّ
(أن) .
وجملة: «نتّخذه ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة ينفعنا.
وجملة: «مكّنّا ... » لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: «نعلمه ... » لا محلّ لها صلة الموصول الحرفيّ
(أن) المضمر.
وجملة: «اللَّه غالب ... » لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: «لكنّ أكثر الناس ... » لا محلّ لها معطوفة على الاستئنافيّة الأخيرة.
وجملة: «لا يعلمون» في محلّ رفع خبر لكنّ.