الرسم العثمانيقَالَ مَعَاذَ اللَّهِ أَن نَّأْخُذَ إِلَّا مَن وَجَدْنَا مَتٰعَنَا عِندَهُۥٓ إِنَّآ إِذًا لَّظٰلِمُونَ
الـرسـم الإمـلائـيقَالَ مَعَاذَ اللّٰهِ اَنۡ نَّاۡخُذَ اِلَّا مَنۡ وَّجَدۡنَا مَتَاعَنَا عِنۡدَهٗۤ ۙ اِنَّاۤ اِذًا لَّظٰلِمُوۡنَ
تفسير ميسر:
قال يوسف; نعتصم بالله ونستجير به أن نأخذ أحدًا غير الذي وجدنا المكيال عنده -كما حكمتم أنتم-، فإننا إن فعلنا ما تطلبون نكون في عداد الظالمين.
"قال معاذ الله أن نأخذ إلا من وجدنا متاعنا عنده" أي كما قلتم واعترفتم " أنا إذا لظالمون " أي إن أخذنا بريئا بسقيم.
قوله تعالى ; قال معاذ الله مصدر . " أن نأخذ " في موضع نصب ; أي من أن نأخذ . إلا من وجدنا في موضع نصب ب " نأخذ " . متاعنا عنده أي معاذ الله أن نأخذ البريء بالمجرم ونخالف ما تعاقدنا عليه .إنا إذا لظالمون أي أن نأخذ غيره .
القول في تأويل قوله تعالى ; قَالَ مَعَاذَ اللَّهِ أَنْ نَأْخُذَ إِلا مَنْ وَجَدْنَا مَتَاعَنَا عِنْدَهُ إِنَّا إِذًا لَظَالِمُونَ (79)قال أبو جعفر;-يقول تعالى ذكره; قال يوسف لإخوته; (معاذ الله) ، أعوذ بالله .* * *وكذلك تفعل العرب في كل مصدر وضعته موضع " يفعل " و " تفعل " ، فإنها تنصب ، كقولهم; " حمدًا لله ، وشكرًا له " بمعنى; أحمد الله وأشكره.* * *والعرب تقول في ذلك; " معاذَ الله "، و " معاذةَ الله " فتدخل فيه هاء التأنيث. كما يقولون; " ما أحسن معناة هذا الكلام " ، و " عوذ الله " ، و " عوذة الله " ، و " عياذ الله ". ويقولون; اللهم عائذًا بك ، كأنه قيل; " أعوذ بك عائذا " ، أو أدعوك عائذًا .* * *، (أن نأخذ إلا من وجدنا متاعنا عنده) يقول; أستجير بالله من أن نأخذ بريئًا بسقيم، (1) كما;-19615 - حدثنا ابن حميد ، قال; حدثنا سلمة ، عن ابن إسحاق; (قال معاذ الله أن نأخذ إلا من وجدنا متاعنا عنده إنا إذا لظالمون) ، يقول; إن أخذنا غير الذي وجدنا متاعنا عنده إنَّا إذًا نفعل ما ليس لنا فعله ونجور على الناس.19616 - حدثنا ابن وكيع ، قال; حدثنا عمرو ، عن أسباط ، عن السدي; قَالُوا يَا أَيُّهَا الْعَزِيزُ إِنَّ لَهُ أَبًا شَيْخًا كَبِيرًا فَخُذْ أَحَدَنَا مَكَانَهُ إِنَّا نَرَاكَ مِنَ الْمُحْسِنِينَ * قَالَ مَعَاذَ اللَّهِ أَنْ نَأْخُذَ إِلا مَنْ وَجَدْنَا مَتَاعَنَا عِنْدَهُ إِنَّا إِذًا لَظَالِمُونَ ، قال يوسف; إذا أتيتم أباكم فأقرئوه السلام ، وقولوا له; إن ملك مصر يدعو لك أن لا تموت حتى ترى ابنك يوسف ، حتى يعلمَ أنّ في أرض مصر صدِّيقين مثلَه.* * *----------------------الهوامش;(1) انظر تفسير" عاذ" فيما سلف ص ; 32 ، تعليق ; 1 ، والمراجع هناك .
فـ { قَالَ } يوسف { مَعَاذَ اللَّهِ أَنْ نَأْخُذَ إِلَّا مَنْ وَجَدْنَا مَتَاعَنَا عِنْدَهُ } أي: هذا ظلم منا، لو أخذنا البريء بذنب من وجدنا متاعنا عنده، ولم يقل \"من سرق\" كل هذا تحرز من الكذب، { إِنَّا إِذًا } أي: إن أخذنا غير من وجد في رحله { لَظَالِمُونَ } حيث وضعنا العقوبة في غير موضعها.
(قال) فعل ماض، والفاعل هو (معاذ) مفعول مطلق لفعل محذوف تقديره أعوذ
(الله) لفظ الجلالة مضاف إليه مجرور
(أن) حرف مصدريّ ونصبـ (نأخذ) مضارع منصوب، والفاعل نحن
(إلّا) أداة حصر بتضمين معاذ الله معنى لا يصحّ ولا يجوز..
(من) اسم موصول مبنيّ في محلّ نصب مفعول به
(وجدنا) فعل ماض وفاعله،
(متاعنا) مفعول به منصوب ...و (نا) مضاف إليه
(عند) ظرف مكان منصوب متعلّق بـ (وجدنا) ، و (الهاء) مضاف إليه
(إنّا) مرّ إعرابه ،
(إذاً) حرف جواب لا عمل له
(اللام) المزحلقة
(ظالمون) خبر إنّ مرفوع، وعلامة الرفع الواو.
جملة: «قال ... » لا محلّ لها استئناف بيانيّ.
وجملة: «
(أعوذ) معاذ ... » في محلّ نصب مقول القول.
وجملة: «نأخذ ... » لا محلّ لها صلة الموصول الحرفيّ
(أن) .
والمصدر المؤوّلـ (أن نأخذ) في محلّ جرّ بحرف جرّ محذوف أي: من أن نأخذ.. متعلّق بـ (معاذ) ، وجملة: «وجدنا ... » لا محلّ لها صلة الموصولـ (من) .
وجملة: «إنّا ... لظالمون» لا محلّ لها تفسير لشرط مقدّر مع جوابه أي إن أخذنا مكانه ظلمنا ...
- القرآن الكريم - يوسف١٢ :٧٩
Yusuf12:79