الرسم العثمانييٰبَنِىَّ اذْهَبُوا فَتَحَسَّسُوا مِن يُوسُفَ وَأَخِيهِ وَلَا تَا۠يْـَٔسُوا مِن رَّوْحِ اللَّهِ ۖ إِنَّهُۥ لَا يَا۠يْـَٔسُ مِن رَّوْحِ اللَّهِ إِلَّا الْقَوْمُ الْكٰفِرُونَ
الـرسـم الإمـلائـييٰبَنِىَّ اذۡهَبُوۡا فَتَحَسَّسُوۡا مِنۡ يُّوۡسُفَ وَاَخِيۡهِ وَلَا تَايۡــَٔسُوۡا مِنۡ رَّوۡحِ اللّٰهِؕ اِنَّهٗ لَا يَايۡــَٔسُ مِنۡ رَّوۡحِ اللّٰهِ اِلَّا الۡقَوۡمُ الۡكٰفِرُوۡنَ
تفسير ميسر:
قال يعقوب; يا أبنائي عودوا إلى "مصر" فاستقصوا أخبار يوسف وأخيه، ولا تقطعوا رجاءكم من رحمة الله، إنه لا يقطع الرجاء من رحمة الله إلا الجاحدون لقدرته، الكافرون به.
يقول تعالى مخبرا عن يعقوب عليه السلام إنه ندب بنيه على الذهاب في الأرض يستعلمون أخبار يوسف وأخيه بنيامن والتحسس يكون في الخير والتجسس يكون في الشر ونهضهم وبشرهم وأمرهم أن لا ييأسوا من روح الله أي لا يقطعوا رجاءهم وأملهم من الله فيما يرومونه ويقصدونه فإنه لا يقطع الرجاء ولا ييأس من روح الله إلا القوم الكافرون.
قوله تعالى ; يا بني اذهبوا فتحسسوا من يوسف وأخيه ولا تيأسوا من روح الله إنه لا ييئس من روح الله إلا القوم الكافرون[ ص; 220 ] قوله تعالى ; يا بني اذهبوا فتحسسوا من يوسف وأخيه هذا يدل على أنه تيقن حياته ; إما بالرؤيا ، وإما بإنطاق الله تعالى الذئب كما في أول القصة ، وإما بإخبار ملك الموت إياه بأنه لم يقبض روحه ; وهو أظهر . والتحسس طلب الشيء بالحواس ; فهو تفعل من الحس ، أي اذهبوا إلى هذا الذي طلب منكم أخاكم ، واحتال عليكم في أخذه فاسألوا عنه وعن مذهبه . ويروى أن ملك الموت قال له ; اطلبه من هاهنا ! وأشار إلى ناحية مصر . وقيل ; إن يعقوب تنبه على يوسف برد البضاعة ، واحتباس أخيه ، وإظهار الكرامة ; فلذلك وجههم إلى جهة مصر دون غيرها .ولا تيأسوا من روح الله أي لا تقنطوا من فرج الله ; قاله ابن زيد ، يريد ; أن المؤمن يرجو فرج الله ، والكافر يقنط في الشدة . وقال قتادة والضحاك ; من رحمة الله .إنه لا ييأس من روح الله إلا القوم الكافرون دليل على أن القنوط من الكبائر ، وهو اليأس وسيأتي في " الزمر " بيانه إن شاء الله تعالى .
القول في تأويل قوله تعالى ; يَا بَنِيَّ اذْهَبُوا فَتَحَسَّسُوا مِنْ يُوسُفَ وَأَخِيهِ وَلا تَيْأَسُوا مِنْ رَوْحِ اللَّهِ إِنَّهُ لا يَيْئَسُ مِنْ رَوْحِ اللَّهِ إِلا الْقَوْمُ الْكَافِرُونَ (87)قال أبو جعفر; يقول تعالى ذكره; حين طمع يعقوب في يوسف ، قال لبنيه; (يا بني اذهبوا) إلى الموضع الذي جئتم منه وخلفتم أخويكم به ، ( فتحسَّسوا من يوسف ) ، يقول; التمسوا يوسف وتعرَّفوا من خبره .* * *وأصل " التحسُّس "،" التفعل " من " الحِسِّ".* * *، ( وأخيه ) يعني بنيامين ، ( ولا تيأسوا من روح الله ) ، يقول; ولا تقنطوا من أن يروِّح الله عنا ما نحن فيه من الحزن على يوسف وأخيه بفرَجٍ من عنده، فيرينيهما ، ( إنه لا ييأس من روح الله ) يقول; لا يقنط من فرجه ورحمته ويقطع رجاءه منه (1) ( إلا القوم الكافرون ) ، يعني; القوم الذين يجحدون قُدرته على ما شاءَ تكوينه .* * *وبنحو الذي قلنا في ذلك قال أهل التأويل .*ذكر من قال ذلك;19734- حدثنا ابن وكيع قال، حدثنا عمرو ، عن أسباط ، عن السدي; ( يا بني اذهبوا فتحسسوا من يوسف وأخيه ) ، بمصر ، ( ولا تيأسوا من روح الله ) ، قال; من فرج الله أن يردَّ يوسف.19735- حدثنا بشر قال، حدثنا يزيد قال، حدثنا سعيد ، عن قتادة ، في قوله; ( ولا تيأسوا من روح الله ) ، أي من رحمة الله.19736- حدثنا محمد بن عبد الأعلى قال، حدثنا محمد بن ثور ، عن معمر ، عن قتادة نحوه .19737- حدثنا ابن حميد قال، حدثنا سلمة ، عن ابن إسحاق قال، ثم إن يعقوب قال لبنيه ، وهو على حسن ظنه بربه مع الذي هو فيه من الحزن; ( يا بني اذهبوا ) إلى البلاد التي منها جئتم ، ( فتحسسوا من يوسف وأخيه ولا تيأسوا من روح الله ) ; أي من فرجه ، ( إنه لا ييأس من روح الله إلا القوم الكافرون )19738- حدثت عن الحسين بن الفرج قال، سمعت أبا معاذ يقول; أخبرنا عبيد بن سليمان قال، سمعت الضحاك يقول في قوله; ( ولا تيأسوا من روح الله ) ، يقول; من رحمة الله.19739- حدثني يونس قال، أخبرنا ابن وهب قال، قال ابن زيد في قوله; ( ولا تيأسوا من روح الله ) ، قال; من فرج الله ، يفرِّج عنكم الغمّ الذي أنتم فيه
أي: قال يعقوب عليه السلام لبنيه: { يَا بَنِيَّ اذْهَبُوا فَتَحَسَّسُوا مِنْ يُوسُفَ وَأَخِيهِ } أي: احرصوا واجتهدوا على التفتيش عنهما { وَلَا تَيْأَسُوا مِنْ رَوْحِ اللَّهِ } فإن الرجاء يوجب للعبد السعي والاجتهاد فيما رجاه، والإياس: يوجب له التثاقل والتباطؤ، وأولى ما رجا العباد، فضل الله وإحسانه ورحمته وروحه، { إِنَّهُ لَا يَيْئَسُ مِنْ رَوْحِ اللَّهِ إِلَّا الْقَوْمُ الْكَافِرُونَ } فإنهم لكفرهم يستبعدون رحمته، ورحمته بعيدة منهم، فلا تتشبهوا بالكافرين.
(يا) أداة نداء
(بنيّ) منادى مضاف منصوب، وعلامة النصب الياء فهو ملحق بجمع المذكّر، و (الياء) الثانية ضمير مضاف إليه
(اذهبوا) فعل أمر مبنيّ على حذف النون.. و (الواو) فاعلـ (الفاء) عاطفة
(تحسّسوا) مثل اذهبوا
(من يوسف) جارّ ومجرور متعلّق بـ (تحسّسوا) ،
(الواو) عاطفة
(أخيه) معطوف على يوسف مجرور وعلامة الجرّ الياء ...و (الهاء) مضاف إليه
(الواو) عاطفة
(لا) ناهية جازمة
(تيئسوا) مضارع مجزوم وعلامة الجزم حذف النون ... و (الواو) فاعلـ (من روح) جارّ ومجرور متعلّق بـ (تيئسوا) ،
(الله) لفظ الجلالة مضاف إليه مجرور
(إنّه) حرف مشبّه بالفعل- ناسخ- و (الهاء) ضمير الشأن اسم إنّ في محلّ نصبـ (لا) نافية
(ييئس) مضارع مرفوع
(من روح الله) مثل الأولى، والجارّ متعلّق بـ (ييئس) ،
(إلّا) أداة حصر
(القوم) فاعل مرفوع
(الكافرون) نعت للقوم مرفوع وعلامة الرفع الواو.
جملة: «النداء ... » لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: «اذهبوا ... » لا محلّ لها جواب النداء.
وجملة: «تحسّسوا ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة جواب النداء.
وجملة: «لا تيئسوا ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة جواب النداء.
وجملة: «إنّه لا ييئس ... » لا محلّ لها تعليليّة.
وجملة: «لا ييئس ... » في محلّ رفع خبر إنّ.
- القرآن الكريم - يوسف١٢ :٨٧
Yusuf12:87