الرسم العثمانيلَّهُمْ عَذَابٌ فِى الْحَيٰوةِ الدُّنْيَا ۖ وَلَعَذَابُ الْءَاخِرَةِ أَشَقُّ ۖ وَمَا لَهُم مِّنَ اللَّهِ مِن وَاقٍ
الـرسـم الإمـلائـيلَهُمۡ عَذَابٌ فِى الۡحَيٰوةِ الدُّنۡيَا وَلَعَذَابُ الۡاٰخِرَةِ اَشَقُّ ۚ وَمَا لَهُمۡ مِّنَ اللّٰهِ مِنۡ وَّاقٍ
تفسير ميسر:
لهؤلاء الكفار الصادين عن سبيل الله عذاب شاق في الحياة الدنيا بالقتل والأسر والخزي، ولَعذابهم في الآخرة أثقل وأشد، وليس لهم مانع يمنعهم من عذاب الله.
ذكر تعالى عقاب الكفار وثواب الأبرار فقال بعد إخباره عن حال المشركين وما هم عليه من الكفر والشرك " لهم عذاب في الحياة الدنيا " أي بأيدي المؤمنين قتلا وأسرا " ولعذاب الآخرة " أي المدخر مع هذا الخزي في الدنيا " أشق " أي من هذا بكثير كما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم للمتلاعنين "إن عذاب الدنيا أهون من عذاب الآخرة " وهو كما قال صلوات الله وسلامه عليه فإن عذاب الدنيا له انقضاء وذاك دائم أبدا في نار هي بالنسبة إلى هذه سبعون ضعفا ووثاق لا يتصور كثافته وشدته كما قال تعالى " فيومئذ لا يعذب عذابه أحد ولا يوثق وثاقه أحد " وقال تعالى " وأعتدنا لمن كذب بالساعة سعيرا إذا رأتهم من مكان بعيد سمعوا له تغيظا وزفيرا وإذا ألقوا منها مكانا ضيقا مقرنين دعوا هنالك ثبورا لا تدعو اليوم ثبورا واحدا وادعوا ثبورا كثيرا قل أذلك خير أم جنة الخلد التي وعد المتقون كانت لهما جزاء ومصيرا ".
قوله تعالى ; " لهم عذاب في الحياة الدنيا " أي للمشركين الصادين ; بالقتل والسبي والإسار ، وغير ذلك من الأسقام والمصائب .ولعذاب الآخرة أشق أي أشد ; من قولك ; شق علي كذا يشق .وما لهم من الله من واق أي مانع يمنعهم من عذابه ولا دافع . و " من " زائدة .
قال أبو جعفر; يقول تعالى ذكره، لهؤلاء الكفار الذين وَصَف صفَتَهم في هذه السورة، عذابٌ في الحياة الدنيا بالقتل والإسار والآفاتِ التي يُصيبهم الله بها(ولعذاب الآخرة أشق) ، يقول; ولتعذيبُ الله إياهم في الدار الآخرة أشدُّ من تعذيبه إيَّاهم في الدنيا." وأشقّ" إنما هو " أفعلُ" من المشقَّة .* * *وقوله; (وما لهم من الله من وَاقٍ) ، يقول تعالى ذكره; وما لهؤلاء الكفار من أحدٍ يقيهم من عذاب الله إذا عذَّبهم, لا حَمِيمٌ ولا وليٌّ ولا نصيرٌ, لأنه جل جلاله لا يعادُّه أحدٌ فيقهره، (74) فيتخَلَّصَه من عذابه بالقهر, (75) ولا يشفع عنده أحدٌ إلا بإذنه، وليس يأذن لأحد في الشفاعة لمن كفر به فمات على كفره قبل التَّوبة منه .------------------------الهوامش;(74) عاده يعاده ، عدادًا ومعادة" ، ناهده وقارنه ، و" العد" ، بكسر العين ، القرن ، بكسر فسكون .(75) في المطبوعة ;" فيخلصه" ، و" تخلصه" ، استنقذه .
{ لَهُمْ عَذَابٌ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَلَعَذَابُ الْآخِرَةِ أَشَقُّ } من عذاب الدنيا لشدته ودوامه، { وَمَا لَهُمْ مِنَ اللَّهِ مِنْ وَاقٍ } يقيهم من عذاب الله، فعذابه إذا وجهه إليهم لا مانع منه.
(لهم عذاب) مثل إليه متاب ،
(في الحياة الدّنيا) مرّ إعرابها ، والجارّ متعلّق بنعت لعذابـ (الواو) عاطفة
(اللام) للابتداء تفيد التوكيد
(عذاب) مبتدأ مرفوع
(الآخرة) مضاف إليه مجرور
(أشقّ) خبر مرفوع.
(الواو) عاطفة
(ما لهم من واق) مثل ماله من هاد ،
(من الله) جارّ ومجرور متعلّق بـ (واق) .
جملة: «لهم عذاب ... » لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: «لعذاب الآخرة أشقّ ... » لا محلّ لها معطوفة على الاستئنافيّة .
وجملة: «ما لهم.. من واق» لا محلّ لها معطوفة على الاستئنافيّة.
- القرآن الكريم - الرعد١٣ :٣٤
Ar-Ra'd13:34