الرسم العثمانيوَإِذَا بَدَّلْنَآ ءَايَةً مَّكَانَ ءَايَةٍ ۙ وَاللَّهُ أَعْلَمُ بِمَا يُنَزِّلُ قَالُوٓا إِنَّمَآ أَنتَ مُفْتَرٍۢ ۚ بَلْ أَكْثَرُهُمْ لَا يَعْلَمُونَ
الـرسـم الإمـلائـيوَاِذَا بَدَّلۡنَاۤ اٰيَةً مَّكَانَ اٰيَةٍۙ وَّ اللّٰهُ اَعۡلَمُ بِمَا يُنَزِّلُ قَالُوۡۤا اِنَّمَاۤ اَنۡتَ مُفۡتَرٍؕ بَلۡ اَكۡثَرُهُمۡ لَا يَعۡلَمُوۡنَ
تفسير ميسر:
وإذا بدَّلنا آية بآية أخرى، والله الخالق أعلم بمصلحة خَلْقه بما ينزله من الأحكام في الأوقات المختلفة، قال الكفار; إنما أنت -يا محمد- كاذب مختَلِق على الله ما لم يَقُلْه. ومحمد صلى الله عليه وسلم ليس كما يزعمون. بل أكثرهم لا عِلْم لهم بربهم ولا بشرعه وأحكامه.
يخبر تعالى عن ضعف عقول المشركين وقلة ثباتهم وإيقانهم وإنه لا يتصور منهم الإيمان وقد كتب عليهم الشقاوة وذلك أنهم إذا رأوا تغيير الأحكام ناسخها بمنسوخها قالوا لرسول الله صلى الله عليه وسلم "إنما أنت مفتر" أي كذاب وإنما هو الرب تعالى يفعل ما يشاء ويحكم ما يريد وقال مجاهد "بدلنا آية مكان آية" أي رفعناها وأثبتنا غيرها وقال قتادة هو كقوله تعالى "ما ننسخ من آية أو ننسها" الآية.
قوله تعالى ; وإذا بدلنا آية مكان آية والله أعلم بما ينزل قالوا إنما أنت مفتر بل أكثرهم لا يعلمونقوله تعالى ; وإذا بدلنا آية مكان آية والله أعلم بما ينزل قيل ; المعنى بدلنا شريعة متقدمة بشريعة مستأنفة ; قاله ابن بحر . مجاهد ; أي رفعنا آية وجعلنا موضعها غيرها . وقال الجمهور ; نسخنا آية بآية أشد منها عليهم . والنسخ والتبديل رفع الشيء مع وضع غيره مكانه . وقد تقدم الكلام في النسخ في البقرة مستوفىقالوا يريد كفار قريش .إنما أنت مفتر أي كاذب مختلق ، وذلك لما رأوا من تبديل الحكم .بل أكثرهم لا يعلمون لا يعلمون أن الله شرع الأحكام وتبديل البعض بالبعض .
يقول تعالى ذكره; وإذا نسخنا حكم آية ، فأبدلنا مكانه حكم أخرى، والله أعلم بما ينـزل ; يقول; والله أعلم بالذي هو أصلح لخلقه فيما يبدِّل ويغير من أحكامه، قالوا; إنما أنت مفتر يقول; قال المشركون بالله ، المكذبو رسوله لرسوله; إنما أنت يا محمد مفتر; أي مكذب تخرص بتقوّل الباطل على الله ، يقول الله تعالى بل أكثر هؤلاء القائلين لك يا محمد; إنما أنت مفتر جهال ، بأنّ الذي تأتيهم به من عند الله ناسخه ومنسوخه ، لا يعلمون حقيقة صحته.وبنحو الذي قلنا في تأويل قوله ( وَإِذَا بَدَّلْنَا آيَةً مَكَانَ آيَةٍ ) قال أهل التأويل.* ذكر من قال ذلك;حدثني محمد بن عمرو، قال; ثنا أبو عاصم، قال; ثنا عيسى وحدثني الحارث، قال; ثنا الحسن، قال; ثنا ورقاء وحدثني المثنى، قال; ثنا أبو حُذيفة، قال; ثنا شبل وحدثني المثنى، قال; أخبرنا إسحاق، قال; ثنا عبد الله، عن ورقاء جميعا، عن ابن أبي نجيح، عن مجاهد، في قوله ( وَإِذَا بَدَّلْنَا آيَةً مَكَانَ آيَةٍ ) رفعناها فأنـزلنا غيرها.حدثنا القاسم، قال; ثنا الحسين، قال; ثني حجاج، عن ابن جريج، عن مجاهد ( وَإِذَا بَدَّلْنَا آيَةً مَكَانَ آيَةٍ ) قال; نسخناها، بدّلناها، رفعناها، وأثبتنا غيرها.حدثنا بشر، قال; ثنا يزيد، قال; ثنا سعيد، عن قتادة، قوله ( وَإِذَا بَدَّلْنَا آيَةً مَكَانَ آيَةٍ ) هو كقوله مَا نَنْسَخْ مِنْ آيَةٍ أَوْ نُنْسِهَا .حدثني يونس، قال; أخبرنا ابن وهب، قال; قال ابن زيد، في قوله ( وَإِذَا بَدَّلْنَا آيَةً مَكَانَ آيَةٍ ) قالوا; إنما أنت مفتر، تأتي بشيء وتنقضه، فتأتي بغيره. قال; وهذا التبديل ناسخ، ولا نبدل آية مكان آية إلا بنسخ.
يذكر تعالى أن المكذبين بهذا القرآن يتتبعون ما يرونه حجة لهم، وهو أن الله تعالى هو الحاكم الحكيم، الذي يشرع الأحكام، ويبدل حكما مكان آخر لحكمته ورحمته، فإذا رأوه كذلك قدحوا في الرسول وبما جاء به و { قَالُوا إِنَّمَا أَنْتَ مُفْتَرٍ } قال الله تعالى: { بَلْ أَكْثَرُهُمْ لَا يَعْلَمُونَ } فهم جهال لا علم لهم بربهم ولا بشرعه، ومن المعلوم أن قدح الجاهل بلا علم لا عبرة به، فإن القدح في الشيء فرع عن العلم به، وما يشتمل عليه مما يوجب المدح أو القدح.
(الواو) عاطفة
(إذا بدّلنا آية) مثل إذا قرأت القرآن ،
(مكان) مفعول به ثان منصوبـ (آية) مضاف إليه مجرور
(الواو) اعتراضيّة- أو حاليّة-
(الله) لفظ الجلالة مبتدأ مرفوع
(أعلم) خبر مرفوع
(الباء) حرف جرّ
(ما) اسم موصول مبنيّ في محلّ جرّ متعلّق بـ (أعلم)
(ينزّل) مضارع مرفوع، والفاعل هو (قالوا) فعل ماض وفاعله
(إنّما) كافّة ومكفوفة
(أنت) ضمير منفصل مبنيّ في محلّ رفع مبتدأ
(مفتر) خبر مرفوع وعلامة الرفع الضمّة المقدّرة على الياء المحذوفة، فهو اسم منقوص
(بل) للإضراب الانتقاليّ
(أكثرهم) مبتدأ مرفوع.. و (هم) ضمير مضاف إليه
(لا) نافية
(يعلمون) مضارع مرفوع.. و (الواو) فاعل.
جملة: «بدّلنا ... » في محلّ جرّ مضاف إليه.
وجملة: «الله أعلم ... » لا محلّ لها اعتراضيّة.
وجملة: «ينزّل ... » لا محلّ لها صلة الموصولـ (ما) .
وجملة: «قالوا ... » لا محلّ لها جواب شرط غير جازم.
وجملة: «أنت مفتر» في محلّ نصب مقول القول.
وجملة: «أكثرهم لا يعلمون» لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: «لا يعلمون» في محلّ رفع خبر المبتدأ
(أكثرهم) .
- القرآن الكريم - النحل١٦ :١٠١
An-Nahl16:101