الرسم العثمانيفَعَسٰى رَبِّىٓ أَن يُؤْتِيَنِ خَيْرًا مِّن جَنَّتِكَ وَيُرْسِلَ عَلَيْهَا حُسْبَانًا مِّنَ السَّمَآءِ فَتُصْبِحَ صَعِيدًا زَلَقًا
الـرسـم الإمـلائـيفَعَسٰى رَبِّىۡۤ اَنۡ يُّؤۡتِيَنِ خَيۡرًا مِّنۡ جَنَّتِكَ وَيُرۡسِلَ عَلَيۡهَا حُسۡبَانًا مِّنَ السَّمَآءِ فَتُصۡبِحَ صَعِيۡدًا زَلَـقًا ۙ
تفسير ميسر:
وهلا حين دخَلْتَ حديقتك فأعجبتك حَمِدت الله، وقلت; هذا ما شاء الله لي، لا قوة لي على تحصيله إلا بالله. إن كنت تراني أقل منك مالا وأولادًا، فعسى ربي أن يعطيني أفضل من حديقتك، ويسلبك النعمة بكفرك، ويرسل على حديقتك عذابا من السماء، فتصبح أرضًا ملساء جرداء لا تثبت عليها قدم، ولا ينبت فيها نبات، أو يصير ماؤها الذي تُسقى منه غائرًا في الأرض، فلا تقدر على إخراجه.
وقوله; " فعسى ربي أن يؤتين خيرًا من جنتك " أي في الدار الآخرة " ويرسل عليها " أي على جنتك في الدنيا التي ظننت أنها لا تبيد ولا تفنى " حسبانًا من السماء " قال ابن عباس والضحاك وقتادة ومالك عن الزهري أي عذابًا من السماء والظاهر أنه مطر عظيم مزعج يقلع زرعها وأشجارها ولهذا قال " فتصبح صعيداً زلقًا " أي بلقعًا ترابًا أملس لا يثبت فيه قدم وقال ابن عباس; كالجرز الذي لا ينبت شيئًا.
فعسى ربي بمعنى لعل أي فلعل ربي .أن يؤتين خيرا من جنتك أي في الآخرة . وقيل في الدنيا .ويرسل عليها أي على جنتك .حسبانا أي مرامي من السماء ، واحدها حسبانة ; قاله الأخفش والقتبي وأبو عبيدة . وقال ابن الأعرابي ; والحسبانة السحابة ، والحسبانة الوسادة ، والحسبانة الصاعقة . وقال الجوهري ; والحسبان ( بالضم ) ; العذاب . وقال أبو زياد الكلابي ; أصاب الأرض حسبان أي جراد . والحسبان أيضا الحساب ، قال الله - تعالى - ; الشمس والقمر بحسبان . وقد فسر الحسبان هنا بهذا . قال الزجاج ; الحسبان من الحساب ; أي يرسل عليها عذاب الحساب ، وهو حساب ما اكتسبت يداك ; فهو من باب حذف المضاف . والحسبان أيضا ; سهام قصار يرمى بها في طلق واحد ، وكان من رمي الأكاسرة . والمرامي من السماء عذاب . فتصبح صعيدا زلقا يعني أرضا بيضاء لا ينبت فيها نبات ولا يثبت عليها قدم ، وهي أضر أرض بعد أن كانت جنة أنفع أرض ; وزلقا تأكيد لوصف الصعيد ; أي تزل عنها الأقدام لملاستها . يقال ; مكان زلق ( بالتحريك ) أي [ ص; 365 ] دحض ، وهو في الأصل مصدر قولك ; زلقت رجله تزلق زلقا ، وأزلقها غيره . والزلق أيضا عجز الدابة . قال رؤبة ;كأنها حقباء بلقاء الزلقوالمزلقة والمزلقة ; الموضع الذي لا يثبت عليه قدم . وكذلك الزلاقة . والزلق الحلق ، زلق رأسه يزلقه زلقا حلقه ; قاله الجوهري . والزلق المحلوق ، كالنقض والنقض . وليس المراد أنها تصير مزلقة ، بل المراد أنها لا يبقى فيها نبات كالرأس إذا حلق لا يبقى عليه شعر ; قاله القشيري .
القول في تأويل قوله تعالى ; فَعَسَى رَبِّي أَنْ يُؤْتِيَنِ خَيْرًا مِنْ جَنَّتِكَ وَيُرْسِلَ عَلَيْهَا حُسْبَانًا مِنَ السَّمَاءِ فَتُصْبِحَ صَعِيدًا زَلَقًا (40)يقول تعالى ذكره مخبرا عن قيل المؤمن الموقن للمعاد إلى الله للكافر المرتاب في قيام الساعة; إن ترن أيها الرجل أنا أقلّ منك مالا وولدا في الدنيا، فعسى ربي أن يرزقني خيرا من بستانك هذا(وَيُرْسِلَ عَلَيْهَا) يعني على جنة الكافر التي قال لها; ما أظن أن تبيد هذه أبدا(حُسْبَانًا مِنَ السَّمَاءِ) يقول; عذابا من السماء ترمي به رميا، وتقذف. والحسبان; جمع حُسْبانة، وهي المرامي.وبنحو الذي قلنا في ذلك، قال أهل التأويل.* ذكر من قال ذلك;حدثنا بشر، قال; ثنا يزيد قال; ثنا سعيد، عن قتادة (وَيُرْسِلَ عَلَيْهَا حُسْبَانًا مِنَ السَّمَاءِ) عذابا.حُدثت عن محمد بن يزيد، عن جويبر، عن الضحاك، قال; عذابا.حدثني يونس، قال; أخبرنا ابن وهب، قال; قال ابن زيد ، في قوله; (وَيُرْسِلَ عَلَيْهَا حُسْبَانًا مِنَ السَّمَاءِ) قال; عذابا، قال; الحُسبان; قضاء من الله يقضيه.حدثني محمد بن سعد، قال; ثني أبي، قال; ثني عمي، قال; ثني أبي، عن أبيه، عن ابن عباس، قال; الحُسبان; العذاب.حدثنا الحسن بن محمد، قال; أخبرنا معمر، عن قتادة، في قوله (حُسْبَانًا مِنَ السَّمَاءِ) قال; عذابا.وقوله; (فَتُصْبِحَ صَعِيدًا زَلَقًا) يقول عز ذكره; فتصبح جنتك هذه أيها الرجل أرضا ملساء لا شيء فيها، قد ذهب كل ما فيها من غَرْس ونبت، وعادت خرابا بلاقع، زَلَقا، لا يثبت في أرضها قدم لاملساسها، ودروس ما كان نابتا فيها.حدثنا بشر، قال; ثنا يزيد، قال; ثنا سعيد، عن قتادة ، قوله; (فَتُصْبِحَ صَعِيدًا زَلَقًا) ; أي قد حصد ما فيها فلم يترك فيها شيء.حدثنا القاسم، قال; ثنا الحسين، قال; ثني حجاج، عن ابن جريج، قال; قال ابن عباس; (فَتُصْبِحَ صَعِيدًا زَلَقًا) قال; مثل الجُرُز.حدثني يونس، قال; أخبرنا ابن وهب، قال ابن زيد، في قوله; (فَتُصْبِحَ صَعِيدًا زَلَقًا) قال; صعيدا زلقا وصعيدا جُرُزا واحد ليس فيها شيء من النبات.
{ فَعَسَى رَبِّي أَنْ يُؤْتِيَنِ خَيْرًا مِنْ جَنَّتِكَ وَيُرْسِلَ عَلَيْهَا } أي: على جنتك التي طغيت بها وغرتك { حُسْبَانًا مِنَ السَّمَاءِ } أي: عذابا، بمطر عظيم أو غيره، { فَتُصْبِحَ } بسبب ذلك { صَعِيدًا زَلَقًا } أي: قد اقتلعت أشجارها، وتلفت ثمارها، وغرق زرعها، وزال نفعها.
ورد إعراب هذه الآية في آية سابقة
- القرآن الكريم - الكهف١٨ :٤٠
Al-Kahf18:40