أَيَوَدُّ أَحَدُكُمْ أَن تَكُونَ لَهُۥ جَنَّةٌ مِّن نَّخِيلٍ وَأَعْنَابٍ تَجْرِى مِن تَحْتِهَا الْأَنْهٰرُ لَهُۥ فِيهَا مِن كُلِّ الثَّمَرٰتِ وَأَصَابَهُ الْكِبَرُ وَلَهُۥ ذُرِّيَّةٌ ضُعَفَآءُ فَأَصَابَهَآ إِعْصَارٌ فِيهِ نَارٌ فَاحْتَرَقَتْ ۗ كَذٰلِكَ يُبَيِّنُ اللَّهُ لَكُمُ الْءَايٰتِ لَعَلَّكُمْ تَتَفَكَّرُونَ
اَيَوَدُّ اَحَدُكُمۡ اَنۡ تَكُوۡنَ لَهٗ جَنَّةٌ مِّنۡ نَّخِيۡلٍ وَّاَعۡنَابٍ تَجۡرِىۡ مِنۡ تَحۡتِهَا الۡاَنۡهٰرُۙ لَهٗ فِيۡهَا مِنۡ كُلِّ الثَّمَرٰتِۙ وَاَصَابَهُ الۡكِبَرُ وَلَهٗ ذُرِّيَّةٌ ضُعَفَآءُ ۖۚ فَاَصَابَهَاۤ اِعۡصَارٌ فِيۡهِ نَارٌ فَاحۡتَرَقَتۡؕ كَذٰلِكَ يُبَيِّنُ اللّٰهُ لَـكُمُ الۡاٰيٰتِ لَعَلَّكُمۡ تَتَفَكَّرُوۡنَ
تفسير ميسر:
أيرغب الواحد منكم أن يكون له بستان فيه النخيل والأعناب، تجري من تحت أشجارِه المياه العذبة، وله فيه من كل ألوان الثمرات، وقد بلغ الكِبَر، ولا يستطيع أن يغرس مثل هذا الغرس، وله أولاد صغار في حاجة إلى هذا البستان وفي هذه الحالة هبَّت عليه ريح شديدة، فيها نار محرقة فأحرقته؛ وهكذا حال غير المخلصين في نفقاتهم، يأتون يوم القيامة ولا حسنة لهم. وبمثل هذا البيان يبيِّن الله لكم ما ينفعكم؛ كي تتأملوا، فتخلصوا نفقاتكم لله.
قال البخاري عند تفسير هذه الآية; حدثنا إبراهيم بن موسى حدثنا هشام هو ابن يوسف عن ابن جريج سمعت عبدالله بن أبي مليكة يحدث عن ابن عباس وسمعت أخاه أبا بكر بن أبي مليكة يحدث عن عبيد بن عمير قال; قال عمر بن الخطاب يوما لأصحاب النبي - صلى الله عليه وسلم - فيمن ترون هذه الآية نزلت؟ "أيود أحدكم أن تكون له جنة من نخيل وأعناب" قالوا; الله أعلم فغضب عمر فقال; قولوا نعلم أو لا نعلم فقال ابن عباس; في نفسي منها شيء يا أمير المؤمنين فقال عمر; يا ابن أخي قل ولا تحقر نفسك فقال ابن عباس رضي الله عنهما ضربت مثلا بعمل قال عمر; أي عمل؟ قال ابن عباس لرجل غني يعمل بطاعة الله ثم بعث الله له الشيطان فعمل بالمعاصي حتى أغرق أعماله ثم رواه البخاري عن الحسن بن محمد الزعفراني عن حجاج بن محمد الأعور عن ابن جريج فذكره وهو من أفراد البخاري رحمه الله وفي هذا الحديث كفاية في تفسير هذه الآية وتبيين ما فيها من المثل بعمل من أحسن العمل أولا ثم بعد ذلك انعكس سيره فبدل الحسنات بالسيئات عياذا بالله من ذلك فأبطل بعمله الثاني ما أسلفه فيما تقدم من الصالح واحتاج إلى شيء من الأول في أضيق الأحوال فلم يحصل منه شيء وخانه أحوج ما كان إليه ولهذا قال تعالى "وأصابه الكبر وله ذرية ضعفاء فأصابها إعصار" وهو الريح الشديد "فيه نار فاحترقت" أي أحرق ثمارها وأباد أشجارها فأي حال يكون حاله؟ وقد روى ابن أبي حاتم من طريق العوفي عن ابن عباس قال; ضرب الله مثلا حسنا وكل أمثاله حسن قال "أيود أحدكم أن تكون له جنة من نخيل وأعناب تجري من تحتها الأنهار له فيها من كل الثمرات" يقول ضيعة في شيبته "وأصابه الكبر" وولده وذريته ضعاف عند آخر عمره فجاءه "إعصار فيه نار" فاحترق بستانه فلم يكن عنده قوة أن يغرس مثله ولم يكن عند نسله خير يعودون به عليه وكذلك الكافر يكون يوم القيامة إذ رد إلى الله عز وجل ليس له خير فيستعتب كما ليس لهذا قوة فيغرس مثل بستانه ولا يجده قدم لنفسه خيرا يعود عليه كما لم يغن عن هذا ولده وحرم أجره عند أفقر ما كان إليه حرم هذا جنته عندما كان أفقر ما كان إليها عند كره وضعف ذريته وهكذا روى الحاكم في مستدركه أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - كان يقول في دعائه اللهم اجعل أوسع رزقك علي عند كبر سني وانقضاء عمري ولهذا قال تعالى "كذلك يبين الله لكم الآيات لعلكم تتفكرون" أي تعتبرون وتفهمون الأمثال والمعاني وتنزلونها على المراد منها كما قال تعالى "وتلك الأمثال نضربها للناس وما يعقلها إلا العالمون".
قوله تعالى ; أيود أحدكم أن تكون له جنة من نخيل وأعناب تجري من تحتها الأنهار له فيها من كل الثمرات وأصابه الكبر وله ذرية ضعفاء فأصابها إعصار فيه نار فاحترقت كذلك يبين الله لكم الآيات لعلكم تتفكرونقوله تعالى ; أيود أحدكم أن تكون له جنة من نخيل وأعناب الآية . حكى الطبري عن السدي أن هذه الآية مثل آخر لنفقة الرياء ، ورجح هو هذا القول .قلت ; وروي عن ابن عباس أيضا قال ; هذا مثل ضربه الله للمرائين بالأعمال يبطلها يوم القيامة أحوج ما كان إليها ، كمثل رجل كانت له جنة وله أطفال لا ينفعونه فكبر وأصاب الجنة إعصار أي ريح عاصف فيه نار فاحترقت ففقدها أحوج ما كان إليها . وحكي عن ابن زيد أنه قرأ قول الله تعالى ; يا أيها الذين آمنوا لا تبطلوا صدقاتكم بالمن والأذى الآية ، قال ; ثم ضرب في ذلك مثلا فقال ; أيود أحدكم الآية . قال ابن عطية ; وهذا أبين من الذي رجح الطبري ، وليست هذه الآية بمثل آخر لنفقة الرياء ، هذا هو مقتضى سياق الكلام . وأما بالمعنى في غير هذا السياق فتشبه حال كل منافق أو كافر عمل عملا وهو يحسب أنه يحسن صنعا فلما جاء إلى وقت الحاجة لم يجد شيئا .قلت ; قد روي عن ابن عباس أنها مثل لمن عمل لغير الله من منافق وكافر على ما يأتي ، إلا أن الذي ثبت في البخاري عنه خلاف هذا . خرج البخاري عن عبيد بن عمير قال ; قال [ ص; 290 ] عمر بن الخطاب يوما لأصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم ; فيم ترون هذه الآية نزلت أيود أحدكم أن تكون له جنة من نخيل وأعناب ؟ قالوا ; الله ورسوله أعلم ، فغضب عمر وقال ; قولوا ; نعلم أو لا نعلم! فقال ابن عباس ; في نفسي منها شيء يا أمير المؤمنين ، قال ; يا ابن أخي قل ولا تحقر نفسك ، قال ابن عباس ; ضربت مثلا لعمل . قال عمر ; أي عمل ؟ قال ابن عباس ; لعمل رجل غني يعمل بطاعة الله ثم بعث الله عز وجل له الشيطان فعمل في المعاصي حتى أحرق عمله . في رواية ; فإذا فني عمره واقترب أجله ختم ذلك بعمل من أعمال الشقاء ، فرضي ذلك عمر . وروى ابن أبي مليكة أن عمر تلا هذه الآية . وقال ; هذا مثل ضرب للإنسان يعمل عملا صالحا حتى إذا كان عند آخر عمره أحوج ما يكون إليه عمل عمل السوء . قال ابن عطية ; فهذا نظر يحمل الآية على كل ما يدخل تحت ألفاظها ، وبنحو ذلك قال مجاهد وقتادة والربيع وغيرهم . وخص النخيل والأعناب بالذكر لشرفهما وفضلهما على سائر الشجر . وقرأ الحسن " جنات " بالجمع . تجري من تحتها الأنهار تقدم ذكره . له فيها من كل الثمرات يريد ليس شيء من الثمار إلا وهو فيها نابت .قوله تعالى ; وأصابه الكبر عطف ماضيا على مستقبل وهو " تكون " وقيل ; " يود " فقيل ; التقدير وقد أصابه الكبر . وقيل إنه محمول على المعنى ؛ لأن المعنى أيود أحدكم أن لو كانت له جنة . وقيل ; الواو واو الحال ، وكذا في قوله تعالى ( وله ) .قوله تعالى ; فأصابها إعصار فيه نار فاحترقت قال الحسن ; إعصار فيه نار ريح فيها برد شديد . الزجاج ; الإعصار في اللغة الريح الشديدة التي تهب من الأرض إلى السماء كالعمود ، وهي التي يقال لها ; الزوبعة . قال الجوهري ; الزوبعة رئيس من رؤساء الجن ، ومنه سمي الإعصار زوبعة . ويقال ; أم زوبعة ، وهي ريح تثير الغبار وترتفع إلى السماء كأنها عمود . وقيل ; الإعصار ريح تثير سحابا ذا رعد وبرق . المهدوي ; قيل لها إعصار لأنها تلتف كالثوب إذا عصر . ابن عطية ; وهذا ضعيف .قلت ; بل هو صحيح ؛ لأنه المشاهد المحسوس ، فإنه يصعد عمودا ملتفا . وقيل ; إنما قيل للريح إعصار ؛ لأنه يعصر السحاب ، والسحاب معصرات إما لأنها حوامل فهي كالمعصر من [ ص; 291 ] النساء . وإما لأنها تنعصر بالرياح . وحكى ابن سيده ; أن المعصرات فسرها قوم بالرياح لا بالسحاب . ابن زيد ; الإعصار ريح عاصف وسموم شديدة ، وكذلك قال السدي ; الإعصار الريح والنار السموم . ابن عباس ; ريح فيها سموم شديدة . قال ابن عطية ; ويكون ذلك في شدة الحر ويكون في شدة البرد ، وكل ذلك من فيح جهنم ونفسها ، كما تضمن قول النبي صلى الله عليه وسلم ; إذا اشتد الحر فأبردوا عن الصلاة فإن شدة الحر من فيح جهنم و إن النار اشتكت إلى ربها الحديث . وروي عن ابن عباس وغيره ; ( إن هذا مثل ضربه الله تعالى للكافرين والمنافقين ، كهيئة رجل غرس بستانا فأكثر فيه من الثمر فأصابه الكبر وله ذرية ضعفاء - يريد صبيانا بنات وغلمانا - فكانت معيشته ومعيشة ذريته من ذلك البستان ، فأرسل الله على بستانه ريحا فيها نار فأحرقته ، ولم يكن عنده قوة فيغرسه ثانية ، ولم يكن عند بنيه خير فيعودون على أبيهم . وكذلك الكافر والمنافق إذا ورد إلى الله تعالى يوم القيامة ليست له كرة يبعث فيرد ثانية ، كما ليست عند هذا قوة فيغرس بستانه ثانية ، ولم يكن عنده من افتقر إليه عند كبر سنه وضعف ذريته غنى عنه .كذلك يبين الله لكم الآيات لعلكم تتفكرون يريد كي ترجعوا إلى عظمتي وربوبيتي ولا تتخذوا من دوني أولياء . وقال ابن عباس أيضا ; تتفكرون في زوال الدنيا وفنائها وإقبال الآخرة وبقائها .
القول في تأويل قوله ; أَيَوَدُّ أَحَدُكُمْ أَنْ تَكُونَ لَهُ جَنَّةٌ مِنْ نَخِيلٍ وَأَعْنَابٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الأَنْهَارُ لَهُ فِيهَا مِنْ كُلِّ الثَّمَرَاتِ وَأَصَابَهُ الْكِبَرُ وَلَهُ ذُرِّيَّةٌ ضُعَفَاءُ فَأَصَابَهَا إِعْصَارٌ فِيهِ نَارٌ فَاحْتَرَقَتْقال أبو جعفر; ومعنى ذلك; (20) . يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تُبْطِلُوا صَدَقَاتِكُمْ بِالْمَنِّ وَالأَذَى كَالَّذِي يُنْفِقُ مَالَهُ رِئَاءَ النَّاسِ وَلا يُؤْمِنُ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ فَمَثَلُهُ كَمَثَلِ صَفْوَانٍ عَلَيْهِ تُرَابٌ فَأَصَابَهُ وَابِلٌ فَتَرَكَهُ صَلْدًا لا يَقْدِرُونَ عَلَى شَيْءٍ مِمَّا كَسَبُوا =( أيود أحدكم أن تكون له جنة من نخيل وأعناب تجري من تحتها الأنهار له فيها &; 5-542 &; من كل الثمرات وأصَابه الكبر)، الآية. (21)* * *ومعنى قوله; ( أيود أحدكم )، أيحب أحدكم، (22) . أن تكون له جنة - يعني بستانًا (23) . =( من نخيل وأعناب تجري من تحتها الأنهار )، يعني; من تحت الجنة =(وله فيها من كل الثمرات )، و " الهاء " في قوله; ( له ) عائدة على " أحد ", و " الهاء " و " الألف " في; ( فيها ) على الجنة,( وأصابه )، يعني; وأصاب أحدكم =( الكبر وله ذريه ضعفاء ).* * *وإنما جعل جل ثناؤه البستانَ من النخيل والأعناب = الذي قال جل ثناؤه لعباده المؤمنين; أيود أحدكم أن تكون له = (24) . مثلا لنفقة المنافق التي ينفقها رياء الناس, لا ابتغاء مرضاة الله, فالناس -بما يظهر لهم من صدقته, وإعطائه لما يعطى وعمله الظاهر - يثنون عليه ويحمدونه بعمله ذلك أيام حياته = (25) . في حسنه كحسن البستان وهي الجنة التي ضربها الله عز وجل لعمله مثلا (26) . من نخيل وأعناب, له فيها من كل الثمرات, لأن عمله ذلك الذي يعمله في الظاهر في الدنيا, له فيه من كل خير من عاجل الدنيا, يدفع به عن نفسه ودمه وماله وذريته, ويكتسب به المحمَدة وحسن الثناء عند الناس, ويأخذ به سهمه من المغنم مع أشياء كثيرة يكثر إحصاؤها, فله في ذلك من كل خير في الدنيا, كما وصف جل ثناؤه الجنة التي وصف مثلا لعمله, بأن فيها من كل الثمرات. (27) .* * *&; 5-543 &;ثم قال جل ثناؤه; ( وأصابه الكبر وله ذرية ضعفاء)، يعني أنّ صاحب الجنة أصابه الكبر =( وله ذرية ضعفاء ) صغارٌ أطفال = (28) .( فأصابها ) يعني; فأصاب الجنة -( إعصار فيه نار فاحترقت )، يعني بذلك أنّ جنته تلك أحرقتها الريح التي فيها النار، في حال حاجته إليها, وضرورته إلى ثمرتها بكبره، وضعفه عن عمارتها, وفي حال صغر ولده وعجزه عن إحيائها والقيام عليها. فبقي لا شيء له، أحوج ما كان إلى جنته وثمارها، بالآفة التي أصابتها من الإعصار الذي فيه النار.يقول; فكذلك المنفق ماله رياء الناس, أطفأ الله نوره, وأذهب بهاء عمله, وأحبط أجره حتى لقيه, وعاد إليه أحوج ما كان إلى عمله, حين لا مُسْتَعْتَبَ له، (29) . ولا إقالة من ذنوبه ولا توبة, واضمحل عمله كما احترقت الجنة التي وصف جل ثناؤه صفتها عند كبر صاحبها وطفولة ذريته أحوجَ ما كان إليها فبطلت منافعها عنه.* * *وهذا المثل الذي ضربه الله للمنفقين أموالهم رياء الناس في هذه الآية، نظير المثل الآخر الذي ضربه لهم بقوله; فَمَثَلُهُ كَمَثَلِ صَفْوَانٍ عَلَيْهِ تُرَابٌ فَأَصَابَهُ وَابِلٌ فَتَرَكَهُ صَلْدًا لا يَقْدِرُونَ عَلَى شَيْءٍ مِمَّا كَسَبُوا .* * *قال أبو جعفر; وقد تنازع أهل التأويل في تأويل هذه الآية, إلا أن معاني قولهم في ذلك وإن اختلفت تصاريفهم فيها عائدةٌ إلى المعنى الذي قلنا في ذلك, وأحسنهم إبانة لمعناها وأقربهم إلى الصواب قولا فيها السدي.&; 5-544 &;6091 - حدثني موسى قال، حدثنا عمرو قال، حدثنا أسباط, عن السدي; ( أيود أحدكم أن تكون له جنةٌ من نخيل وأعناب تجري من تحتها الأنهار له فيها من كل الثمرات وأصابه الكبر وله ذرية ضعفاء فأصابها إعصار فيه نار فاحترقت ) هذا مثل آخر لنفقة الرياء. إنه ينفق ماله يرائي الناس به, فيذهب ماله منه وهو يرائي, فلا يأجره الله فيه. فإذا كان يوم القيامة واحتاجَ إلى نفقته, وجدها قد أحرقها الرياء, فذهبت كما أنفق هذا الرجل على جنته, حتى إذا بلغت وكثر عياله واحتاج إلى جنته جاءت ريح فيها سَموم فأحرقت جنته, فلم يجد منها شيئًا. (30) . فكذلك المنفق رياء.6092 - حدثني محمد بن عمرو قال، حدثنا أبو عاصم, عن عيسى, عن ابن أبي نجيح, عن مجاهد في قول الله عز وجل; ( أيود أحدكم أن تكون له جنة من نخيل وأعناب ) كمثل المفرِّط في طاعة الله حتى يموت. قال، يقول; أيود أحدكم أن يكون له دنيا لا يعمل فيها بطاعة الله, كمثل هذا الذي له جنات تجري من تحتها الأنهار,( له فيها من كل الثمرات وأصابه الكبر وله ذرية ضعفاء فأصابها إعصارٌ فيه نار فاحترقت ), فمثله بعد موته كمثل هذا حين أحرقت جنته وهو كبير, لا يغني عنها شيئًا, وولده صغار لا يغنون عنها شيئًا, وكذلك المفرِّط بعد الموت كل شيء عليه حَسْرة.6093 - حدثني المثنى قال، حدثنا أبو حذيفة قال، حدثنا شبل, عن ابن أبي نجيح, عن مجاهد, مثله.6094 - حدثنا ابن حميد قال، حدثنا جرير, عن عبد الملك, عن عطاء, قال; سأل عُمر الناس عن هذه الآية فما وجد أحدًا يشفيه, حتى قال ابن عباس وهو خلفه; يا أمير المؤمنين، إنِّي أجد في نفسي منها شيئًا, قال; فتلفت إليه, فقال; تحوَّل ههنا، لم تحقّر نفسك؟ قال; هذا مثل ضربه الله عز وجل &; 5-545 &; فقال; أيودُّ أحدكم أن يعمل عمره بعمل أهل الخير وأهل السعادة, حتى إذا كان أحوجَ ما يكون إلى أن يختمه بخير حين فني عمره, واقترب أجله, ختم ذلك بعمل من عمل أهل الشقاء، فأفسده كله فحرقه أحوج ما كان إليه.6095 - حدثنا ابن وكيع قال; حدثنا أبي، عن محمد بن سليم، عن ابن أبي مليكة; أن عمر تلا هذه الآية; " أيود أحدكم أن تكون له جنة من نخيل وأعناب "، قال; هذا مثل ضرب للإنسان; يعمل عملا صالحًا، حتى إذا كان عنده آخر عمره أحوجَ ما يكون إليه، عمل عمل السوء. (31) .6096 - حدثني المثنى، قال; حدثنا سويد، قال; أخبرنا ابن المبارك، عن ابن جريج، قال; سمعت أبا بكر بن أبي مليكة يخبر عن عبيد بن عمير أنه سمعه يقول; سأل عمر أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال; فيم تَرَون أنـزلت; " أيود أحدكم أن تكون له جنة من نخيل وأعناب " ؟ فقالوا; الله أعلم. فغضب عمر فقال; قولوا; " نعلم " أو " لا نعلم ". فقال ابن عباس; في نفسي منها شيء، يا أمير المؤمنين. فقال عمر; قل يا ابن أخي، ولا تحقِّر نفسك! قال ابن عباس; ضربت مثلا لعمل. قال عمر; أي عمل؟ قال; لعمل. فقال عمر; رجل عنيٌّ يعمل الحسنات، ثم بعث الله له الشيطان، فعمل بالمعاصي حتى أغرق أعماله كلها= قال; وسمعت عبد الله بن أبي مليكة يحدث نحو هذا عن ابن عباس، سمعه منه. (32) .&; 5-546 &;6097 - حدثنا القاسم، قال; حدثنا الحسين، قال; ثني حجاج، عن ابن جريج، قال; سمعت أبا بكر بن أبي مليكة يخبر أنه سمع عبيد بن عمير= قال; ابن جريج; وسمعت عبد الله بن أبي مليكة، قال; سمعت ابن عباس= قالا جميعًا; إن عمر بن الخطاب سأل أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم فذكر نحوه= إلا أنه قال عمر; للرجل يعمل بالحسنات، ثم يُبعث له الشيطان فيعمل بالمعاصي. (33) .6098 - حدثنا القاسم، قال; حدثنا الحسين، قال; حدثني حجاج، عن ابن جريج، قال; سألت عطاء عنها= ثم قال ابن جريج; وأخبرني عبد الله بن كثير، عن مجاهد= قالا ضربت مثلا للأعمال = قال ابن جريج; وقال ابن عباس; ضربت مثلا للعمل، يبدأ فيعمل عملا صالحًا، فيكون مثلا للجنة التي من نخيل وأعناب تجري من تحتها الأنهار، له فيها من كل الثمرات - ثم يسيء في آخر عمره، فيتمادى على الإساءة حتى يموت على ذلك، فيكون الإعصار الذي فيه النار التي أحرقت الجنة، مثلا لإساءته التي مات وهو عليها. قال ابن عباس; الجنة عيشُه وعيش ولده فاحترقت، فلم يستطع أن يدفع عن جنته من أجل كبره، ولم يستطع ذريته أن يدفعوا عن جنتهم من أجل صغرهم حتى احترقت.يقول; هذا مثله، تلقاه وهو أفقر ما كان إليّ، فلا يجد له عندي شيئًا، (34) ولا يستطيع أن يدفع عن نفسه من عذاب الله شيئًا، ولا يستطيع من كبره وصغر أولاده أن يعملوا جنة، (35) كذلك لا توبة إذا انقطع العمل حين مات= قال &; 5-547 &; ابن جريج، عن مجاهد; سمعت ابن عباس قال; هو مثل المفرِّط في طاعة الله حتى يموت = قال ابن جريج، وقال مجاهد; أيود أحدكم أن تكون له دنيا لا يعمل فيها بطاعة الله، كمثل هذا الذي له جنة ؟ فمثله بعد موته كمثل هذا حين أحرقت جنته وهو كبير لا يغني عنها شيئًا، (36) وأولاده صغار ولا يغنون عنه شيئًا. وكذلك المفرِّط بعد الموت، كل شيء عليه حسرة.6099 - حدثنا بشر، قال; حدثنا يزيد، قال; حدثنا سعيد، عن قتادة قوله; " أيود أحدكم أن تكون له جنة من نخيل وأعناب تجري من تحتها الأنهار " الآية، يقول; أصابها ريح فيها سموم شديدة (37) كَذَلِكَ يُبَيِّنُ اللَّهُ لَكُمُ الآيَاتِ لَعَلَّكُمْ تَتَفَكَّرُونَ ،; فهذا مثلٌ، فاعقلوا عن الله جل وعز أمثاله، فإنه قال; وَتِلْكَ الأَمْثَالُ نَضْرِبُهَا لِلنَّاسِ وَمَا يَعْقِلُهَا إِلا الْعَالِمُونَ [سورة العنكبوت; 43]، هذا رجل كبرت سنه، ورَقَّ عظمه، وكثر عياله، (38) ثم احترقت جنته على بقية ذلك، كأحوج ما يكون إليه، يقول; أيحب أحدكم أن يضلَّ عنه عمله يوم القيامة كأحوج ما يكون إليه؟6100 - حدثنا الحسن بن يحيى، قال; أخبرنا عبد الرزاق، قال; أخبرنا معمر، عن قتادة في قوله; " أيود أحدكم أن تكون له جنةٌ" إلى قوله; " فاحترقت " يقول; فذهبت جنته كأحوج ما كان إليها حين كبرت سِنُّه وضعُف عن الكسب=" وله ذرية ضعفاء " لا ينفعونه. قال; وكان الحسن يقول; " فاحترقت " فذهبت أحوجَ ما كان إليها، فذلك قوله; أيود أحدكم أن يذهب عمله أحوجَ &; 5-548 &; ما كان إليه؟6101 - حدثني محمد بن سعد، قال; ثني أبي، قال; ثني عمي، قال; ثني أبي، عن أبيه، عن ابن عباس; ضرب الله مثلا حسنًا، وكل أمثاله حسنٌ تبارك وتعالى. وقال قال; (39) " أيود أحدكم أن تكون له جنة من نخيل " إلى قوله; " فيها من كل الثمرات " يقول; صنعه في شبيبته، فأصابه الكبر وله ذرية ضعفاء عند آخر عمره، فجاءه إعصار فيه نار فاحترق بستانه، فلم يكن عنده قوة أن يغرس مثله، ولم يكن عند نسله خير يعودون عليه. وكذلك الكافر يوم القيامة، إذا رُدّ إلى الله تعالى ليس له خيرٌ فيستعتب، (40) كما ليس له قوة فيغرس مثل بستانه، (41) ولا يجد خيرًا قدم لنفسه يعود عليه، كما لم يغن عن هذا ولده، وحُرِم أجره عند أفقرِ ما كان إليه، كما حرم هذا جنته عند أفقر ما كان إليها عند كبره وضعف ذريته. وهو مثل ضربه الله للمؤمن والكافر فيما أوتيا في الدنيا; كيف نجَّى المؤمنَ في الآخرة، وذخر له من الكرامة والنعيم، وخزَن عنه المال في الدنيا، وبسط للكافر في الدنيا من المال ما هو منقطعٌ، وخزَن له من الشر ما ليس بمفارقه أبدًا، ويخلد فيها مهانًا، من أجل أنه [ فخر على صاحبه] ووثق بما عنده، (42) ولم يستيقن أنه ملاق ربه. (43) .&; 5-549 &;6102 - حدثت عن عمار، قال; حدثنا ابن أبي جعفر، عن أبيه، عن الربيع; " أيود أحدكم أن تكون له جنة "، الآية، قال; [هذا مثل ضربه الله]; أيود أحدكم أن تكون له جنة من نخيل وأعناب [ له فيها من كل الثمرات]، والرجل [قد كبر سنه وضعف]، وله أولاد صغار [وابتلاهم الله] في جنتهم، (44) فبعث الله عليها إعصارًا فيه نار فاحترقت، (45) فلم يستطع الرجل أن يدفع عن جنته من الكبر، (46) ولا ولده لصغرهم، فذهبت جنته أحوجَ ما كان إليها. يقول; أيحب أحدكم أن يعيش في الضلالة والمعاصي حتى يأتيه الموت، فيجيء يوم القيامة قد ضلّ عنه عمله أحوجَ ما كان إليه؟ فيقول; ابن آدم، أتيتني أحوجَ ما كنت قطُّ إلى خير، فأين ما قدمت لنفسك؟6103 - حدثني يونس، قال; أخبرنا ابن وهب، قال; قال ابن زيد; وقرأ قول الله عز وجل; يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تُبْطِلُوا صَدَقَاتِكُمْ بِالْمَنِّ وَالأَذَى ، ثم ضرب ذلك مثلا فقال; " أيود أحدكم أن تكون له جنّة من نخيل وأعناب "، حتى بلغ " فأصابها إعصار فيه نار فاحترقت ". قال; جرت أنهارها وثمارها، وله ذرية ضعفاء، فأصابها إعصار فيه نار فاحترقت. أيودُّ أحدكم هذا؟ كما يتجمَّل أحدكم إذ يخرُج من صدقته ونفقته، (47) حتى إذا كان له عندي جنّة وجرت أنهارها وثمارها، &; 5-550 &; وكانت لولده وولد ولده أصابها ريح إعصار فحرقها.6104 - حدثني المثنى، قال; حدثنا إسحاق، قال; حدثنا زهير، عن جويبر، عن الضحاك في قوله; " أيود أحدكم أن تكون له جنة من نخيل وأعناب تجري من تحتها الأنهار "، رجل غرس بستانًا فيه من كل الثمرات، فأصابه الكبر، وله ذرية ضعفاء، فأصابها إعصار فيه نار فاحترقت، فلا يستطيع أن يدفع عن بستانه من كبره، ولم يستطع ذريته أن يدفعوا عن بستانه، فذهبت معيشته ومعيشة ذريته. فهذا مثل ضربه الله للكافر، يقول; يلقاني يوم القيامة وهو أحوج ما يكون إلى خير يصيبه، فلا يجد له عندي خيرًا، ولا يستطيع أن يدفع عن نفسه من عذاب الله شيئًا.* * *قال أبو جعفر; وإنما دللنا أن الذي هو أولى بتأويل ذلك ما ذكرناه، لأن الله جل ثناؤه تقدَّم إلى عباده المؤمنين بالنهي عن المنّ والأذى في صدقاتهم، ثم ضرب مثلا لمن منَّ وآذى من تصدق عليه بصدقة، فمثَّله بالمرائي من المنافقين المنفقين أموالهم رئاء الناس. وكانت قصة هذه الآية وما قبلها من المثل، نظيرةَ ما ضرب لهم من المثل قبلها، فكان إلحاقُها بنظيرتها أولى من حمل تأويلها على أنه مثلُ ما لم يَجر له ذكر قبلها ولا معها. (48)* * *فإن قال لنا قائل; وكيف قيل; " وأصابه الكبر "، وهو فعل ماض، فعطف به على قوله; " أيود أحدكم "؟قيل; إن ذلك كذلك، لأن قوله; " أيود "، يصح أن يوضع فيه " لو " مكان " أن " فلما صلحت ب " لو " و " أن " ومعناهما جميعًا الاستقبال، استجازت العرب أن &; 5-551 &; يردّوا " فعل " بتأويل " لو " على " يفعل " مع " أن " (49) فلذلك قال; " فأصابها "، وهو في مذهبه بمنـزلة " لو "، إذْ ضارعت " أن " في معنى الجزاء، فوضعت في مواضعها، وأجيبت " أن " بجواب " لو " و " لو " بجواب " أن "، فكأنه قيل; أيود أحدكم لو كانت له جنة من نخيل وأعناب، تجري من تحتها الأنهار، له فيها من كل الثمرات وأصابه الكبر؟ (50) .فإن قال; وكيف قيل ههنا; " وله ذرية ضعفاء "، وقال في [النساء;9]، وَلْيَخْشَ الَّذِينَ لَوْ تَرَكُوا مِنْ خَلْفِهِمْ ذُرِّيَّةً ضِعَافًا ؟قيل; لأن " فعيلا " يجمع على " فعلاء " و " فِعال "، فيقال; " رجل ظريف من قوم ظرفاء وظراف ".* * *وأما " الإعصار "، فإنه الريح العاصف، تهب من الأرض إلى السماء كأنها عمود، تجمع " أعاصير "، ومنه قول يزيد بن مفرغ الحميري;أُنَــاسٌ أَجَارُونَــا فَكَـانَ جِـوارُهُمْأَعَـاصِيرَ مِـنْ فَسْـوِ العِـرَاقِ المُبَذَّرِ (51)* * *&; 5-552 &;قال أبو جعفر; واختلف أهل التأويل في تأويل قوله; " إعصار فيه نار فاحترقت " .فقال بعضهم; معنى ذلك; ريح فيها سموم شديدةٌ.* ذكر من قال ذلك;6105 - حدثني محمد بن عبد الله بن بزيع، قال; حدثنا يوسف بن خالد السمتي، قال; حدثنا نافع بن مالك، عن عكرمة، عن ابن عباس في قوله; " إعصار فيه نار "، ريح فيها سموم شديدةٌ.6106 - حدثنا أبو كريب، قال; حدثنا ابن عطية، قال; حدثنا إسرائيل، عن أبي إسحاق، عن التميمي، عن ابن عباس في; " إعصارٌ فيه نار "، قال; السموم الحارة التي خلق منها الجانّ، التي تحرق.&; 5-553 &;6107 - حدثنا أحمد (52) قال; حدثنا أبو أحمد، قال; حدثنا شريك، عن أبي إسحاق، عن التميمي، عن ابن عباس; " فأصابها إعصار فيه نار فاحترقت "، قال; هي السموم الحارة التي لا تبقى أحدًا. (53) .6108 - حدثنا المثنى، قال; حدثنا الحماني، قال; حدثنا شريك، عن أبي إسحاق، عن التميمي، عن ابن عباس; " إعصار فيه نار فاحترقت " التي تقتل.6109 - حدثنا أحمد بن إسحاق، قال; حدثنا أبو أحمد، قال; حدثنا إسرائيل، عن أبي إسحاق، عمن ذكره، عن ابن عباس، قال; إن السموم التي خلق منها الجان جزء من سبعين جزءًا من النار.6110 - حدثني محمد بن سعد، قال; ثني أبي، قال; ثني عمي، قال; ثني أبي، عن أبيه، عن ابن عباس; " إعصار فيه نار فاحترقت "، هي ريح فيها سموم شديدٌ.6111 - حدثنا القاسم، قال; حدثنا الحسين، قال; ثني حجاج، عن ابن جريج، قال; قال ابن عباس; " إعصار فيه نار "، قال; سموم شديد.6112 - حدثنا بشر، قال; حدثنا يزيد، قال; حدثنا سعيد، عن قتادة; " إعصار فيه نار "، يقول; أصابها ريح فيها سموم شديدة.6113 - حدثنا الحسن بن يحيى، قال; أخبرنا عبد الرزاق، قال; أخبرنا معمر، عن قتادة، نحوه.6114 - حدثني موسى، قال; حدثنا عمرو، قال; حدثنا أسباط، عن &; 5-554 &; السدي; " إعصار فيه نار فاحترقت " أما الإعصار فالريح، وأما النار فالسموم.6115 - حدثت عن عمار، قال; حدثنا ابن أبي جعفر، عن أبيه، عن الربيع; " إعصار فيه نار "، يقول; ريح فيها سموم شديد.* * *وقال آخرون; هي ريح فيها برد شديد.* ذكر من قال ذلك;6116 - حدثنا الحسن بن يحيى، قال; أخبرنا عبد الرزاق، قال; أخبرنا معمر، قال; كان الحسن يقول في قوله; " إعصار فيه نار فاحترقت "، فيها صِرٌّ وبرد. (54)6117 - حدثني المثنى، قال; حدثنا إسحاق، قال; حدثنا أبو زهير، عن جويبر، عن الضحاك; " إعصار فيه نار فاحترقت "، يعني بالإعصار، ريح فيها بَرْدٌ.* * *القول في تأويل قوله ; كَذَلِكَ يُبَيِّنُ اللَّهُ لَكُمُ الآيَاتِ لَعَلَّكُمْ تَتَفَكَّرُونَ (266)قال أبو جعفر; يعني بذلك جل ثناؤه; كما بيَّن لكم ربُّكم تبارك وتعالى أمَر النفقة في سبيله، وكيف وجْهُها، وما لكم وما ليس لكم فعله فيها = كذلك يبين لكم الآيات سوى ذلك، فيعرّفكم أحكامها وحلالها وحرامها، ويوضح لكم حُججها، إنعامًا منه بذلك عليكم =" لعلكم تتفكرون "، يقول; لتتفكروا بعقولكم، فتتدبّروا وتعتبروا بحجج الله فيها، وتعملوا بما فيها من أحكامها، فتطيعوا الله به.* * *وبنحو الذي قلنا في ذلك قال أهل التأويل.&; 5-555 &;* ذكر من قال ذلك;6118 - حدثنا الحسن بن يحيى، قال; أخبرنا عبد الرزاق، قال; أخبرنا الثوري، قال; قال مجاهد; " لعلكم تتفكرون " قال; تطيعون.6119 - حدثني المثنى، قال; حدثنا أبو صالح، قال; ثني معاوية، عن علي، عن ابن عباس; " كذلك يبين الله لكم الآيات لعلكم تتفكرون " يعني في زوال الدنيا وفنائها، وإقبال الآخرة وبقائها.------------(20) في المطبوعة ; "يعنى تعالى ذكره" . لا أدرى لم غيره الطابع .(21) يعنى أبو جعفر ; أن هذه الآية ، مردودة على الآية السابقة التي ساقها .(22) انظر تفسير"ود" فيما سلف 2 ; 470 .(23) انظر تفسير"جنة" فيما سلف قريبا ; 535 تعليق ; 1 ، ومراجعه .(24) وضعت هذا الرقم على هذه المواضع جميعًا لكي أبين سياق هذه الجملة المتراكبة ، وهذا سياقها ، وما بين ذلك فصول متتابعة ; "وإنما جعل ثناؤه البستان... مثلا لنفقة المنافق... في حسنه كحسن البستان وهي الجنة... من نخيل وأعناب..." .(25) وضعت هذا الرقم على هذه المواضع جميعا لكي أبين سياق هذه الجملة المتراكبة ، وهذا سياقها ، وما بين ذلك فصول متتابعة ; "وإنما جعل ثناؤه البستان... مثلا لنفقة المنافق... في حسنه كحسن البستان وهي الجنة... من نخيل وأعناب..." .(26) وضعت هذا الرقم علىهذه المواضع جميعا لكي أبين سياق هذه الجملة المتراكبة ، وهذا سياقها ، وما بين ذلك فصول متتابعة ; "وإنما جعل ثناؤه البستان... مثلا لنفقة المنافق... في حسنه كحسن البستان وهي الجنة... من نخيل وأعناب..." .(27) في المطبوعة والمخطوطة ; "بعمله" والصواب ما أثبت ، وسياق الجملة ; "كما وصف جل ثناؤه الجنة ، ... بأن فيها من كل الثمرات" .(28) قد مضت"ذرية" فيما سلف 3 ; 19 ، 73 ، ولم يفسرها . وذلك من اختصاره لتفسيره كما بينا في مقدمة الجزء الأول ، وكما جاء في ترجمته .(29) لا مستعتب ; أي لا استقالة ولا استدراك ولا استرضاء لله تعالى ; من قولهم ; "استعتبت فلانًا" أي استقلت مما فعلت ، وطلبت رضاه ، ورجعت عن الإساءة إليه .(30) في المخطوطة ; "ريح فيها سمره" الهاء الأخيرة متصلة بالراء ، ولم أجد لها وجها ، والذي في المطبوعة ، هو ما في الدر المنثور 1 ; 340 ، وفي سائر الآثار الأخرى .(31) الأثر ; 6095 -"محمد بن سليم المكي أبو عثمان" . روي عن ابن أبي مليكة ، قال الحافظ ابن حجر ; "ولم أر له رواية عن غيره" . روى عنه وكيع بن الجراح ، وعبد الله بن داود الخريبي ، وأبو عاصم النبيل . مترجم في التهذيب . وهذا الأثر أشار إليه في الفتح 8 ; 151 في كلامه عن الأثر ; 6096 .(32) الأثر ; 6096 -رواه البخاري من طريق هشام بن يوسف ، عن ابن جريج ، وأشار الحافظ في الفتح 8 ; 151 ، إلى رواية الطبري له من طريق ابن المبارك ، عن ابن جريج . وكان فيالمطبوعة ; "رحل عنى" مهملة ، والصواب ما أثبت من المراجع . وانظر التعليق التالي .(33) الأثر ; 6097 -رواه الحاكم في المستدرك 2 ; 283 ، وأشار إليه الحافظ في الفتح 8 ; 151 وهو مكرر الذي قبله . وسلقه الحاكم بلفظة وقال"وهذا حديث صحيح على شرط الشيخين ، ولم يخرجاه" ووافقه الذهبي .(34) في المطبوعة ; "تلقاه" ، وفي المخطوطة "للعال" مصحفة مضطربة الخط ، وهذا صواب قراءتها .(35) في المخطوطة ; "من كبره وصغره أن يعملوا جنته" ، وما في المطبوعة أشبه بالصواب .(36) في المطبوعة ; "حين أحرقت جنته" ، وأثبت ما في المخطوطة .(37) في المطبوعة ; "سموم شديدة" ، و"السموم" مذكر ، ويؤنث ، لمعنى الريح الحارة .(38) في المخطوطة والمطبوعة ; "دق عظمه" ، والصواب بالراء ، وفي حديث عثمان ; "كبرت سني ، ورق عظمي" ، وقولهم ; "رق عظم فلان" ، أي كبر وضعف . والرقق (بفتحتين) . ضعف العظام ، قال الشاعر في ناقته; خَطَّـارَةٌ بَعْـدَ غِـبّ الجَـهْدِ نَاجِيـةٌلـم تَلْـقَ فِـي عَظْمِهَـا وَهْنًا وَلا رَقَقَا.(39) في المخطوطة ; "وقال قال أيوب ; أيود أحدكم" ، وقوله ; "أيوب" لا معنى له هنا ، ليس في هذا الإسناد من اسمه"أيوب" ، ولو كان أيضًا ، لكان سياقًا مضطربًا . وظاهر أن"أيوب" هي"أيود" ، والناسخ في هذا الموضع قد اضطرب . كما سترى في التعليق التالي . وصحته ما جاء في الدر المنثور 1 ; 340 ، كما سترى بعد .(40) كان بين الكلمات في المخطوطة بياض هكذا ; "ذرية ضعفاء عمره فجاءه إعصار فيه نار فاحترقت عنده قوة إن نسله خير يعودون الكافر يوم القيامة إذا رد إلى خير فيستعتب"، وهو مع البياض خلط من الكلام ! وأثبت ما في المطبوعة، وهو نص الأثر كما أخرجه السيوطي في الدر المنثور 1; 340 ، ونسبه لابن جرير ، وأبي حاتم . وابن كثير في التفسير 2; 38، 39 .(41) في المخطوطة والمطبوعة ; "كما ليس له قوة" ، والصواب من الدر المنثور ، وابن كثير .(42) الذي بين القوسين هو ما ثبت في المطبوعة ، أما المخطوطة فكانت ; "من أكل أنه ووثق بما عنده" بياض . ولم أجد بقية الأثر في المراجع السالفة ، فتركت ما استظهره طابع المطبوعة على حاله . ولو استظهرته لقلت ; "من أجل أنه كفر بلقاء ربه" ، والله أعلم .(43) الأثر ; 6101 -في الدر المنثور 1 ; 340 ، وابن كثير 2 ; 38 ، 39 ، كما أسلفت .(44) الذي وضعته بين الأقواس ، هو ما استظهر الطابع في المطبوعة فيما أرجح ، وكان مكانه في المخطوطة بياض .(45) كان في المخطوطة ; "فبعث الله عنها إعصار فيه نار" ، وهو تحريف وخطأ ، وما في المطبوعة أشبه بالصواب .(46) في المخطوطة ; "من الكفر" . وهو خطأ بين .(47) في المطبوعة"فما يحمل" ، وفي المخطوطة"كما يحمل" ، ثم فيهما جميعًا ; "أن يخرج" ، وهو كلام لا مفهوم له . واستظهرت قراءاتها كذلك ، لأن الذي يخرج نفقته رئاء الناس ، إنما يتجمل بذلك عندهم . وهذا هو الصواب سياق الأثر . والمخطوطة كما تبين من التعليقات السالفة ، فاسدة كل الفساد من اضطراب كتابة الناسخ ، ومن عجلته ، أو عجزه عن قراءة النسخة التي نقل عنها .(48) انظر ما قاله القرطبي في تفسيره 3 ; 318 ، في رد اختيار ابن جرير في تفسيره . ومذهب ابن جرير أوثق وأضبط في البيان ، وفي الاستدلال .(49) أي ; أن يردوا الفعل الماضي بتأويل"لو" على الفعل المضارع مع"أن" .(50) هذا نص مقالة الفراء في معاني القرآن 1 ; 175 ، وقد استوفى الباب هناك . وانظر ما سلف في جواب"لو" بالماضي من الفعل 2 ; 458 /3 ; 184 ، 185 ، والتعليق هناك .(51) تاريخ الطبري 6 ; 178 ، والأغاني 17 ; 178 ; وسيأتي في التفسير 15 ; 53 مصحفًا أيضًا ; "من فسق العراق المبذر" . والبيت في المطبوعة والمخطوطة هنا ; "من سوء العراق المنذر" ، وهو كلام بلا معنى ، ولكنى رأيت شارحًا شرحه على ذلك ، فأشهد الله كاد يقتلني من فرط الضحك ! وهو من أبيات ثلاثة قالها ابن مفرغ في خبره مع بن زياد ، حين هجاه ، وهجا معاوية بن أبي سفيان (وانظر ما سلف 4 ; 293 وتعليق ; 2) وفارق عبادًا مقبلًا إلى البصرة ، فطاف بأشرافها من قريش يسجير بهم ، فما كان منهم إلا الوعد ، ثم أتي المنذر بن الجارود (من عبد القيس) فأجاره وأدخله داره ، ووشى الوشاة به إلى عبيد الله بن زيادة أنه دار المنذر . وكان المنذر في مجلس عبيد الله ، فلم يشعر إلى بابن مفرغ قد أقيم على رأسه ، فقام المنذر فقال ; أيها الأمير ، قد أجرته! فقال ; يا منذر ، واله يمدحنك وأباك ويهجوني أنا وأبي ، ثم تجيره على ! فأمر به فسقى دواء وحمل على حمار يطاف به وهو يسلح في ثيابه من جراء الدواء ، فقال عندئذ لعبيد الله بن زياد; يَغْسِـلُ المَـاءُ مَـا صَنَعْـتَ وَقَـولِيراَسِـخٌ مِنْـكَ فِـي العِظَـامِ البَـوالِىثم هجا المنذر بن الجارود فقال; تَــرَكْتُ قُرَيْشًــا أَنْ أُجَـاوِرَ فِيهـمُوَجَـاورْتُ عبـدَ القَيْس أَهْـلَ المُشَقَّرِأُنــاسٌ أَجَارُونَــا فَكَـانَ جِـوَارُهُمْأَعَـاصِيرَ مِـنْ فَسْـوِ العِـرَاقِ المبَذَّرِفَـأَصْبَحَ جَـارِي مِـنْ جَذِيمـةَ نَائمًـاولا يمنَــعُ الجِـيرَانَ غَـيْرُ المُشَـمِّرِوقوله ; "من فسو العراق" ، وذلك أن عبد القيس ونبي حنيفة وغيرهم من أهل البحرين وما جاورها ، كانوا يعيرون بالفسو ، لأن بلادهم بلاد نخل فيأكلونه ، ويحدث في أجوافهم الرياح والقراقير . والمبذر ; من التبذير ، وهو الإسراف في المال وتشتيه وتفريقه . وهذه صفة قد انتزعها ابن مفرغ أحسن انتزاع في هذا الموضع ، فجعلت سخرتته بالمنذر بن الجارود ، ألذع ما تكون ، مع روعة قوله ; "أعاصير"!!قد جاء الأخطل بعد ذلك فهجا ابنه أيضًا مالك بن المنذر بن الجارود ، فقال له; وَعَبْـــدُ القَيْسِ مُصْفَــرٌ لِحَاهَــاكَــأَنَّ فُسَــاءَهَا قِطَــعُ الضَّبَـابِ!!فبلغ منه ما بلغ!! ، وانظر طبقات فحول الشعراء ; 298 ، 299 ، والتعليق هناك .(52) في المطبوعة والمخطوطة ; "حدثنا حميد" ، والصواب ; "أحمد" ، وهو ; "أحمد بن إسحق الأهوازي" ، كما سلف مئات من المرات في روايته عن أبي أحمد الزبيري ، فاطلبه في الفهارس ، وانظر الآتي رقم ; 6109 .(53) في المطبوعة حذف قوله ; "لا تبقي أحدًا" ، وعلق عليه بقوله ; "في بعض النسخ زيادة ; "التي لا تضر أحدًا" ، وهي في المخطوطة كذلك ، ولكن الناسخ أفسد الكلمة ، وصوابها كما أثبت ; "لا تبقى أحدًا" . وسيأتي في حديث التميمي عن عباس ، وهو الحديث التالي ; "التي تقتل" . فهذا هذا .(54) الصر (بكسر الصاد) . البرد الذي يضرب النبات ويحرقه .
وهذا المثل مضروب لمن عمل عملا لوجه الله تعالى من صدقة أو غيرها ثم عمل أعمالا تفسده، فمثله كمثل صاحب هذا البستان الذي فيه من كل الثمرات، وخص منها النخل والعنب لفضلهما وكثرة منافعهما، لكونهما غذاء وقوتا وفاكهة وحلوى، وتلك الجنة فيها الأنهار الجارية التي تسقيها من غير مؤنة، وكان صاحبها قد اغتبط بها وسرته، ثم إنه أصابه الكبر فضعف عن العمل وزاد حرصه، وكان له ذرية ضعفاء ما فيهم معاونة له، بل هم كل عليه، ونفقته ونفقتهم من تلك الجنة، فبينما هو كذلك إذ أصاب تلك الجنة إعصار وهو الريح القوية التي تستدير ثم ترتفع في الجو، وفي ذلك الإعصار نار فاحترقت تلك الجنة، فلا تسأل عما لقي ذلك الذي أصابه الكبر من الهم والغم والحزن، فلو قدر أن الحزن يقتل صاحبه لقتله الحزن، كذلك من عمل عملا لوجه الله فإن أعماله بمنزلة البذر للزروع والثمار، ولا يزال كذلك حتى يحصل له من عمله جنة موصوفة بغاية الحسن والبهاء، وتلك المفسدات التي تفسد الأعمال بمنزلة الإعصار الذي فيه نار، والعبد أحوج ما يكون لعمله إذا مات وكان بحالة لا يقدر معها على العمل، فيجد عمله الذي يؤمل نفعه هباء منثورا، ووجد الله عنده فوفاه حسابه. والله سريع الحساب فلو علم الإنسان وتصور هذه الحال وكان له أدنى مسكة من عقل لم يقدم على ما فيه مضرته ونهاية حسرته ولكن ضعف الإيمان والعقل وقلة البصيرة يصير صاحبه إلى هذه الحالة التي لو صدرت من مجنون لا يعقل لكان ذلك عظيما وخطره جسيما، فلهذا أمر تعالى بالتفكر وحثَّ عليه، فقال: { كذلك يبين الله لكم الآيات لعلكم تتفكرون
(الهمزة) للاستفهام وفيه معنى الإبعاد القريب من النفي(يودّ) مضارع مرفوع
(أحد) فاعل مرفوع و (كم) ضمير مضاف إليه
(أن) حرف مصدريّ ونصبـ (تكون) مضارع ناقص منصوبـ (اللام) حرف جرّ و (الهاء) ضمير في محلّ جرّ متعلّق بمحذوف خبر تكون مقدّما
(جنّة) اسم تكون مرفوع والمصدر المؤوّلـ (أن تكون) في محلّ نصب مفعول به عامله يودّ(من نخيل) جارّ ومجرور متعلّق بمحذوف نعت لجنّة
(الواو) عاطفة
(أعناب) معطوف على نخيل مجرور مثله
(تجري) مضارع مرفوع وعلامة الرفع الضمّة المقدرة على الياء
(من تحت) جارّ ومجرور متعلّق بـ (تجري) و (ها) ضمير مضاف إليه، وهو على حذف مضاف أي تجري من تحت أشجارها
(الأنهار) فاعل مرفوع
(له) مثل الأول متعلّق بمحذوف خبر مقدّم
(في) حرف جرّ و (ها) ضمير في محلّ جرّ متعلّق بالخبر المحذوف ،
(من كلّ) جارّ ومجرور نعت لمبتدأ مقدّر أي: له فيها ثمر- أو رزق- من الثمرات
(الثمرات) مضاف إليه مجرور
(الواو) حالية بتقدير قد
(أصاب) فعل ماض و (الهاء) مفعول به،
(الكبر) فاعل مرفوع
(الواو) حاليّة
(له) مثل الأول متعلّق بمحذوف خبر مقدّم
(ذرّيّة) مبتدأ مؤخّر مرفوع
(ضعفاء) نعت لذريّة مرفوع مثله
(الفاء) عاطفة
(أصابها) مثل أصابه
(إعصار) فاعل مرفوع
(فيه) مثل فيها متعلّق بمحذوف خبر مقدّم
(نار) مبتدأ مؤخّر مرفوع
(الفاء) عاطفة
(احترق) فعل ماض و (التاء) للتأنيث، والفاعل ضمير مستتر تقديره هي.
(الكاف) حرف جرّ وتشبيه
(ذا)اسم اشارة مبنيّ في محلّ جرّ متعلّق بمحذوف مفعول مطلق عامله يبيّن
(اللام) للبعد و (الكاف) للخطابـ (يبيّن) مضارع مرفوع
(الله) لفظ الجلالة فاعل مرفوع
(لكم) مثل له متعلّق بـ (يبيّن) ،
(الآيات) مفعول به منصوب وعلامة النصب الكسرة
(لعلّ) حرف مشبّه بالفعل للترجّي و (كم) ضمير في محلّ نصب اسم لعلّ
(تتفكرون) مضارع مرفوع.. والواو فاعل جملة: «يودّ أحدكم» لا محلّ لها استئنافيّةوجملة: «تكون له جنّة» لا محلّ لها صلة الموصول الحرفيّ
(أن) وجملة: «تجري من تحتها الأنهار» في محلّ نصب حال من جنّة وقد وصفت وجملة: «له فيها من كلّ الثمرات» في محلّ نصب حال ثانية من جنّة وجملة: «أصابه الكبر» في محلّ نصب حال من الضمير في(له) فيها.وجملة: «له ذريّة» في محلّ نصب حال من الضمير في أصابهوجملة: «أصابها إعصار» في محلّ نصب معطوفة على جملة تجري وجملة: «فيه نار» في محلّ رفع نعت لإعصاروجملة: «احترقت» في محلّ نصب معطوفة على جملة أصابها إعصار وجملة: «يبيّن الله» لا محلّ لها استئنافيّةوجملة: «لعلّكم تتفكّرون» لا محلّ لها تعليليّةوجملة: «تتفكّرون» في محلّ رفع خبر لعلّ.