الرسم العثمانيفَأُلْقِىَ السَّحَرَةُ سُجَّدًا قَالُوٓا ءَامَنَّا بِرَبِّ هٰرُونَ وَمُوسٰى
الـرسـم الإمـلائـيفَاُلۡقِىَ السَّحَرَةُ سُجَّدًا قَالُوۡۤا اٰمَنَّا بِرَبِّ هٰرُوۡنَ وَمُوۡسٰى
تفسير ميسر:
فألقى موسى عصاه، فبلعت ما صنعوا، فظهر الحق وقامت الحجة عليهم. فألقى السحرة أنفسهم على الأرض ساجدين وقالوا; آمنا برب هارون وموسى، لو كان هذا سحرًا ما غُلِبْنا.
قال وذكر عن سعيدابن سلام حدثنا إسماعيل بن عبد الله بن سلمان عن سالم الأفطس عن سعيد بن جبير قوله"ألقي السحرة سجدا" قال رأوا منازلهم تبين لهم وهم في سجودهم وكذا قال عكرمة والقاسم بن أبي بزة.
قوله تعالى فألقي السحرة سجدا لما رأوا من عظيم الأمر وخرق العادة في العصا ؛ فإنها ابتلعت جميع ما احتالوا به من الحبال والعصي ؛ وكانت حمل ثلاثمائة بعير ثم عادت عصا لا يعلم أحد أين ذهبت الحبال والعصي إلا الله تعالى . وقد مضى في ( الأعراف ) هذا المعنى وأمر العصا مستوفى قالوا آمنا برب هارون وموسى أي به ؛ يقال ; آمن له وآمن به ؛ ومنه فآمن له لوط وفي الأعراف
( وَأَلْقِ مَا فِي يَمِينِكَ تَلْقَفْ مَا صَنَعُوا ) يقول; وألق عصاك تبتلع حبالهم وعصيهم التي سحروها حتى خيل إليك أنها تسعى.وقوله ( إِنَّمَا صَنَعُوا كَيْدُ سَاحِرٍ ) اختلفت القرّاء في قراءة قوله، فقرأته عامة قرّاء المدينة والبصرة وبعض قرّاء الكوفة ( إِنَّمَا صَنَعُوا كَيْدُ سَاحِرٍ ) برفع كيد وبالألف في ساحر بمعنى; إن الذي صنعه هؤلاء السحرة كيد من ساحر. وقرأ ذلك عامة قرّاء الكوفة ( إِنَّمَا صَنَعُوا كَيْدُ سَاحِرٍ ) برفع الكيد وبغير الألف في السحر بمعنى إن الذي صنعوه كيد سحر.والقول في ذلك عندي أنهما قراءتان مشهورتان متقاربتا المعنى، وذلك أن الكيد هو المكر والخدعة، فالساحر مكره وخدعته من سحر يسحر، ومكر السحر وخدعته; تخيله إلى المسحور، على خلاف ما هو به في حقيقته، فالساحر كائد بالسحر، والسحر كائد بالتخييل، فإلى أيهما أضفت الكيد فهو صواب، وقد ذُكر عن بعضهم أنه قرأ ( كَيْدَ سِحْرٍ) بنصب كيد ، ومن قرأ ذلك كذلك، جعل إنما حرفا واحدا وأعمل صنعوا في كيد.قال أبو جعفر; وهذه قراءة لا أستجيز القراءة بها لإجماع الحجة من القرّاء على خلافها.وقوله ( وَلا يُفْلِحُ السَّاحِرُ حَيْثُ أَتَى ) يقول; ولا يظفر الساحر بسحره بما طلب أين كان. وقد ذكر عن بعضهم أنه كان يقول; معنى ذلك; أن الساحر يُقتل حيث وُجد. وذكر بعض نحويي البصرة، أن ذلك في حرف ابن مسعود ( ولا يُفْلِحُ السَّاحِرُ أيْنَ أتَى) وقال; العرب تقول; جئتك من حيث لا تعلم، ومن أين لا تعلم، وقال غيره من أهل العربية الأول; جزاء يقتل الساحر حيث أتى وأين أتى وقال; وأما قول العرب; جئتك من حيث لا تعلم، ومن أين لا تعلم، فإنما هو جواب لم يفهم، فاستفهم كما قالوا; أين الماء والعشب.
فوقع الحق وظهر وسطع، وبطل السحر والمكر والكيد، في ذلك المجمع العظيم.
(الفاء) عاطفة
(ألقي) فعل ماض مبنيّ للمجهولـ (السحرة) نائب الفاعل، مرفوع
(سجّدا) حال منصوبة
(بربّ) متعلّق بـ (آمنّا) .
جملة: «ألقي السحرة ... » لا محلّ لها معطوفة على مستأنف مقدّر أي:
فألقى موسى عصاه فتلقّفت كلّ ما صنعوا فألقي السحرة ...وجملة: «قالوا ... » لا محلّ لها استئناف بيانيّ .
وجملة: «آمنّا ... » في محلّ نصب مقول القول.
- القرآن الكريم - طه٢٠ :٧٠
Taha20:70