الرسم العثمانيمَآ ءَامَنَتْ قَبْلَهُم مِّن قَرْيَةٍ أَهْلَكْنٰهَآ ۖ أَفَهُمْ يُؤْمِنُونَ
الـرسـم الإمـلائـيمَاۤ اٰمَنَتۡ قَبۡلَهُمۡ مِّنۡ قَرۡيَةٍ اَهۡلَـكۡنٰهَاۚ اَفَهُمۡ يُؤۡمِنُوۡنَ
تفسير ميسر:
ما آمنت قبل كفار "مكة" من قرية طلب أهلها المعجزات مِن رسولهم وتحققت، بل كذَّبوا، فأهلكناهم، أفيؤمن كفار"مكة" إذا تحققت المعجزات التي طلبوها؟ كلا إنهم لا يؤمنون.
ولهذا قال تعالى " ما آمنت قبلهم من قرية أهلكناها أفهم يؤمنون " أي ما آتينا قرية من القرى الذي بعث فيهم الرسل آية على يدي نبيها فآمنوا بها بل كذبوا فأهلكناهم بذلك أفهؤلاء يؤمنون بالآيات لو رأوها دون أولئك؟ كلا بل " إن الذين حقت عليهم كلمة ربك لا يؤمنون ولو جاءتهم كل آية حتى يروا العذاب الأليم " هذا كله وقد شاهدوا من الآيات الباهرات والحجج القاطعات والدلائل البينات على يدي رسول الله صلى الله عليه وسلم ما هو أظهر وأجلى وأبهر وأقطع وأقهر مما شوهد مع غيره من الأنبياء صلوات الله وسلامه عليهم أجمعين. قال ابن أبي حاتم رحمه الله ذكر عن زيد بن الحباب حدثنا ابن لهيعة حدثنا الحارث بن زيد الحضرمي عن علي ابن رباح اللخمي حدثني من شهد عبادة بن الصامت يقول; كنا في المسجد ومعنا أبو بكر الصديق رضي الله عنه يقرأ بعض القرآن فجاء عبد الله بن أبي ابن سلول ومعه نمرقة وزربية فوضع واتكأ وكان صبيحا فصيحا جدلا فقال يا أبا بكر قل لمحمد يأتينا بآية كما جاء الأولون؟ جاء موسى بالألواح وجاء داود بالزبور وجاء صالح بالناقة وجاء عيسى بالإنجيل وبالمائدة. فبكى أبو بكر - رضي الله عنه- فخرج رسول- الله صلى الله عليه وسلم- فقال أبو بكر قوموا إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم نستغيث به من هذا المنافق فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم; " إنه لا يقام لي إنما يقام لله عز وجل " فقلنا يا رسول الله;" إنا لقينا من هذا المنافق فقال; " إن جبريل قال لي اخرج فأخبر بنعم الله التي أنعم بها عليك وفضيلته التي فضلت بها فبشرني أني بُعثت إلى الأحمر والأسود وأمرني أن أنذر الجن وآتاني كتابه وأنا أُمِّيٌّ وغفر دنبي ما تقدم وما تأخر وذكر اسمي في الأذان وأمدني بالملائكة وآتاني النصر وجعل الرعب أمامي وآتاتي الكوثر وجعل حوضي من أكثر الحياض يوم القيامة ووعدني المقام المحمود والناس مهطعون مقنعو رءوسهم وجعلني في أول زمرة تخرج من الناس وأدخل في شفاعتي سبعين ألفا من أمتي الجنة بغير حساب وآتاني السلطان والملك وجعلني في أعلى غرفة في الجنة في جنات النعيم فليس فوقي أحد إلا الملائكة الذين يحملون العرش وأجل لي ولأمتي الغنائم ولم تحل لأحد كان قبلنا " وهذا الحديث غريب جدا.
قوله تعالى ; ما آمنت قبلهم من قرية قال ابن عباس ; يريد قوم صالح وقوم فرعون . أهلكناها يريد كان في علمنا هلاكها . أفهم يؤمنون يريد يصدقون ؛ أي فما آمنوا بالآيات فاستؤصلوا ، فلو رأى هؤلاء ما اقترحوا لما آمنوا ؛ لما سبق من القضاء بأنهم لا يؤمنون أيضا ؛ وإنما تأخر عقابهم لعلمنا بأن في أصلابهم من يؤمن . ومن زائدة في قوله ; من قرية كقوله ; فما منكم من أحد عنه حاجزين .
يقول تعالى ذكره; ما آمن من قبل هؤلاء المكذّبين محمدا من مشركي قومه الذين قالوا; فليأتنا محمد بآية كما جاءت به الرسل قبله من أهل قرية عذّبناهم بالهلاك في الدنيا، إذ جاءهم رسولنا إليهم بآية معجزة ( أَفَهُمْ يُؤْمِنُونَ ) يقول; أفهؤلاء المكذبون محمدا السائلوه الآية يؤمنون إن جاءتهم آية ولم تؤمن قبلهمْ أسلافهم من الأمم الخالية التي أهلكناها برسلها مع مجيئها.وبنحو الذي قلنا في ذلك، قال أهل التأويل.* ذكر من قال ذلك;حدثني محمد بن عمرو، قال; ثنا أبو عاصم، قال; ثنا عيسى، وحدثني الحارث، قال; ثنا الحسن، قال; ثنا ورقاء جميعا، عن ابن أبي نجيح، عن مجاهد ( أَهْلَكْنَاهَا أَفَهُمْ يُؤْمِنُونَ ) يصدّقون بذلك.حدثنا القاسم، قال; ثنا الحسين، قال; ثني حجاج، عن ابن جريج، عن مجاهد، مثله.حدثنا بشر، قال; ثنا يزيد، قال; ثنا سعيد، عن قتادة، قوله ( مَا آمَنَتْ قَبْلَهُمْ مِنْ قَرْيَةٍ أَهْلَكْنَاهَا أَفَهُمْ يُؤْمِنُونَ ) أي الرسل كانوا إذا جاءوا قومهم بالبينات فلم يؤمنوا لم يناظروا.
{ مَا آمَنَتْ قَبْلَهُمْ مِنْ قَرْيَةٍ أَهْلَكْنَاهَا } أي: بهذه الآيات المقترحة، وإنما سنته تقتضي أن من طلبها، ثم حصلت له، فلم يؤمن أن يعاجله بالعقوبة. فالأولون ما آمنوا بها، أفيؤمن هؤلاء بها؟ ما الذي فضلهم على أولئك، وما الخير الذي فيهم، يقتضي الإيمان عند وجودها؟ وهذا الاستفهام بمعنى النفي، أي: لا يكون ذلك منهم أبدا.
(ما) نافية
(قبلهم) ظرف منصوب متعلّق بـ (آمنت) ،
(قرية) مجرور لفظا مرفوع محلا فاعل آمنت
(الهمزة) للاستفهام الإنكاريّ
(الفاء) عاطفة.
وجملة: «أهلكناها..» نعت لقرية في محلّ جرّ- على اللفظ- وجملة: «هم يؤمنون ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة آمنت، لاتفاق الجملتين بمعنى النفي، إذ الاستفهام إنكاريّ.
وجملة: «يؤمنون ... » في محلّ رفع خبر المبتدأ هم.
(ما أرسلنا قبلك) مثل ما آمنت قلبهم
(إلّا) أداة حصر
(رجالا) مفعول به منصوبـ (إليهم) متعلّق بـ (نوحي) ،
(الفاء) رابطة لجواب شرط مقدّر
(كنتم) فعل ماض ناقص- ناسخ- مبنيّ على السكون في محلّ جزم فعل الشرط.. و (تم) ضمير اسم كان
(لا) نافية.
وجملة: «ما أرسلنا ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة ما آمنت.
وجملة: «نوحي إليهم ... » في محلّ نصب نعت لـ (رجالا) وجملة: «اسألوا ... » في محلّ جزم جواب شرط مقدّر يفسّره ما بعده أي: إن كنتم لا تعلمون فاسألوا..
وجملة: «كنتم لا تعلمون ... » لا في محلّ لها استئناف بيانيّ.. وجواب الشرط محذوف دلّ عليه الجواب الأول.
(الواو) عاطفة
(ما جعلنا) مثل ما أرسلنا.. و (هم) ضمير مفعول به
(جسدا) مفعول به ثان منصوب ، وجملة: «ما جعلناهم ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة ما أرسلنا.
وجملة: «لا يأكلون الطعام» في محلّ نصب نعت لـ (جسدا) .جملة: «ما آمنت.. من قرية» لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: «ما كانوا خالدين ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة ما جعلناهم..
(ثمّ) حرف عطف
(الوعد) مفعول به ثان عامله صدقناهم
(الفاء) عاطفة
(الواو) عاطفة
(من) اسم موصول مبنيّ في محلّ نصب معطوف على ضمير الغائب في(أنجيناهم) .
وجملة: «صدقناهم ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة جعلناهم.
وجملة: «أنجيناهم ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة صدقناهم.
وجملة: «نشاء ... » لا محلّ لها صلة الموصولـ (من) .
وجملة: «أهلكنا ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة أنجيناهم.
10- 13
- القرآن الكريم - الأنبياء٢١ :٦
Al-Anbiya'21:6