الرسم العثمانياللَّهُ يَصْطَفِى مِنَ الْمَلٰٓئِكَةِ رُسُلًا وَمِنَ النَّاسِ ۚ إِنَّ اللَّهَ سَمِيعٌۢ بَصِيرٌ
الـرسـم الإمـلائـياَللّٰهُ يَصۡطَفِىۡ مِنَ الۡمَلٰٓٮِٕكَةِ رُسُلًا وَّمِنَ النَّاسِؕ اِنَّ اللّٰهَ سَمِيۡعٌۢ بَصِيۡرٌ
تفسير ميسر:
الله سبحانه وتعالى يختار من الملائكة رسلا إلى أنبيائه، ويختار من الناس رسلا لتبليغ رسالاته إلى الخلق، إن الله سميع لأقوال عباده، بصير بجميع الأشياء، وبمن يختاره للرسالة مِن خلقه. وهو سبحانه يعلم ما بين أيدي ملائكته ورسله من قبل أن يخلقهم، ويعلم ما هو كائن بعد فنائهم. وإلى الله وحده ترجع الأمور.
يخبر تعالى أنه يختار من الملائكة رسلا فيما يشاء من شرعه وقدره ومن الناس لإبلاغ رسالاته " إن الله سميع بصير " أي سميع لأقوال عباده بصير بهم عليم بمن يستحيي ذلك منهم كما قال " الله أعلم حيث يجعل رسالته.
قوله تعالى ; الله يصطفي من الملائكة رسلا ومن الناس إن الله سميع بصيرقوله تعالى ; الله يصطفي من الملائكة رسلا ومن الناس ختم السورة بأن الله اصطفى محمدا - صلى الله عليه وسلم - لتبليغ الرسالة ؛ أي ليس بعثه محمدا أمرا بدعيا . وقيل ; إن الوليد بن المغيرة قال ; أو أنزل عليه الذكر من بيننا ؛ فنزلت الآية . وأخبر أن الاختيار إليه سبحانه وتعالى . إن الله سميع لأقوال عباده ( بصير ) بمن يختاره من خلقه لرسالته .
يقول تعالى ذكره; الله يختار من الملائكة رسلا كجبرئيل وميكائيل اللذين كانا يرسلهما إلى أنبيائه، ومن شاء من عباده ومن الناس, كأنبيائه الذين أرسلهم إلى عباده من بني آدم. ومعنى الكلام; الله يصطفي من الملائكة رسلا ومن الناس أيضا رسلا وقد قيل; إنما أنـزلت هذه الآية لما قال المشركون; أنـزل عليه الذكر من بيننا, فقال الله لهم; ذلك إلي وبيدي دون خلقي, أختار من شئت منهم للرسالة.وقوله ( إِنَّ اللَّهَ سَمِيعٌ بَصِيرٌ ) يقول; إن الله سميع لما يقول المشركون في محمد صلى الله عليه وسلم, وما جاء به من عند ربه, بصير بمن يختاره لرسالته من خلقه.
تفسير الايتين 75 و76 :ـلما بين تعالى كماله وضعف الأصنام، وأنه المعبود حقا، بين حالة الرسل، وتميزهم عن الخلق بما تميزوا به من الفضائل فقال: { اللَّهُ يَصْطَفِي مِنَ الْمَلَائِكَةِ رُسُلًا وَمِنَ النَّاسِ } أي: يختار ويجتبي من الملائكة رسلا، ومن الناس رسلا، يكونون أزكى ذلك النوع، وأجمعه لصفات المجد، وأحقه بالاصطفاء، فالرسل لا يكونون إلا صفوة الخلق على الإطلاق، والذي اختارهم واصطفاهم ليس جاهلا بحقائق الأشياء، أو يعلم شيئا دون شيء، وإنما المصطفى لهم، السميع، البصير، الذي قد أحاط علمه وسمعه وبصره بجميع الأشياء، فاختياره إياهم، عن علم منه، أنهم أهل لذلك، وأن الوحي يصلح فيهم كما قال تعالى: { اللَّهُ أَعْلَمُ حَيْثُ يَجْعَلُ رِسَالَتَهُ } { وَإِلَى اللَّهِ تُرْجَعُ الْأُمُورُ } أي: هو يرسل الرسل، يدعون الناس إلى الله، فمنهم المجيب، ومنهم الراد لدعوتهم، ومنهم العامل، ومنهم الناكل، فهذا وظيفة الرسل، وأما الجزاء على تلك الأعمال، فمصيرها إلى الله، فلا تعدم منه فضلا أو عدلا.
(من الملائكة) متعلّق بـ (يصطفي) ، وكذلك
(من الناس) ،
(بصير) خبر ثان مرفوع جملة: «الله يصطفى ... » لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: «يصطفي ... » في محلّ رفع خبر المبتدأ
(الله) .
وجملة: «إنّ الله سميع ... » لا محلّ لها استئناف بيانيّ- أو تقريريّ-
(ما) اسم موصول مفعول به في محلّ نصبـ (بين) ظرف منصوب متعلّق بمحذوف صلة ما
(ما خلفهم) مثل ما بين.. ومعطوف عليه
(الواو) عاطفة
(إلى الله) متعلّق بالمبنيّ للمجهولـ (ترجع) ..
وجملة: ... » لا محلّ لها استئنافيّة .
وجملة: «ترجع الأمور» لا محلّ لها معطوفة على جملة يعلم.
- القرآن الكريم - الحج٢٢ :٧٥
Al-Hajj22:75