الرسم العثمانيوَكُنُوزٍ وَمَقَامٍ كَرِيمٍ
الـرسـم الإمـلائـيوَّكُنُوۡزٍ وَّمَقَامٍ كَرِيۡمٍۙ
تفسير ميسر:
فأخرج الله فرعون وقومه من أرض "مصر" ذات البساتين وعيون الماء وخزائن المال والمنازل الحسان. وكما أخرجناهم، جعلنا هذه الديار من بعدهم لبني إسرائيل.
قال الله تعالى "فأخرجناهم من جنات وعيون وكنوز ومقام كريم" أي فخرجوا من هذا النعيم إلى الجحيم وتركوا تلك المنازل العالية والبساتين والأنهار والأموال والأرزاق والملك والجاه الوافر في الدنيا.
" وكنوز " جمع كنز ; وقد مضى هذا في سورة ( براءة ) . والمراد بها هاهنا [ ص; 99 ] الخزائن . وقيل ; الدفائن . وقال الضحاك ; الأنهار ; وفيه نظر ; لأن العيون تشملها . " ومقام كريم " قال ابن عمر وابن عباس ومجاهد ; المقام الكريم المنابر ; وكانت ألف منبر لألف جبار يعظمون عليها فرعون وملكه . وقيل ; مجالس الرؤساء والأمراء ; حكاه ابن عيسى وهو قريب من الأول . وقال سعيد بن جبير ; المساكن الحسان . وقال ابن لهيعة ; سمعت أن المقام الكريم الفيوم . وقيل ; كان يوسف عليه السلام قد كتب على مجلس من مجالسه ( لا إله إلا الله إبراهيم خليل الله ) فسماها الله كريمة بهذا . وقيل ; مرابط الخيل لتفرد الزعماء بارتباطها عدة وزينة ; فصار مقامها أكرم منزل بهذا ; ذكره الماوردي . والأظهر أنها المساكن الحسان كانت تكرم عليهم . والمقام في اللغة يكون الموضع ويكون مصدرا . قال النحاس ; المقام في اللغة ; الموضع ; من قولك قام يقوم ، وكذا المقامات واحدها مقامة ; كما قال [ زهير بن أبي سلمى ] ;وفيهم مقامات حسان وجوههم وأندية ينتابها القول والفعلوالمقام أيضا المصدر من قام يقوم . والمقام ( بالضم ) الموضع من أقام . والمصدر أيضا من أقام يقيم .
وكنوز ذهب وفضة, ومقام كريم. قيل; إن ذلك المقام الكريم; المنابر.
وَمَقَامٍ كَرِيمٍ يعجب الناظرين, ويلهي المتأملين، تمتعوا به دهرا طويلا وقضوا بلذته وشهواته, عمرا مديدا, على الكفر والفساد, والتكبر على العباد والتيه العظيم .
ورد إعراب هذه الآية في آية سابقة
- القرآن الكريم - الشعراء٢٦ :٥٨
Asy-Syu'ara'26:58