Skip to main content
الرسم العثماني

فَلَمَّا وَضَعَتْهَا قَالَتْ رَبِّ إِنِّى وَضَعْتُهَآ أُنثٰى وَاللَّهُ أَعْلَمُ بِمَا وَضَعَتْ وَلَيْسَ الذَّكَرُ كَالْأُنثٰى ۖ وَإِنِّى سَمَّيْتُهَا مَرْيَمَ وَإِنِّىٓ أُعِيذُهَا بِكَ وَذُرِّيَّتَهَا مِنَ الشَّيْطٰنِ الرَّجِيمِ

الـرسـم الإمـلائـي

فَلَمَّا وَضَعَتۡهَا قَالَتۡ رَبِّ اِنِّىۡ وَضَعۡتُهَاۤ اُنۡثٰىؕ وَاللّٰهُ اَعۡلَمُ بِمَا وَضَعَتۡؕ وَ لَيۡسَ الذَّكَرُ كَالۡاُنۡثٰى‌‌ۚ وَاِنِّىۡ سَمَّيۡتُهَا مَرۡيَمَ وَاِنِّىۡۤ اُعِيۡذُهَا بِكَ وَذُرِّيَّتَهَا مِنَ الشَّيۡطٰنِ الرَّجِيۡمِ

تفسير ميسر:

فلما تمَّ حملها ووضعت مولودها قالت; ربِّ إني وضعتها أنثى لا تصلح للخدمة في "بيت المقدس" -والله أعلم بما وضَعَتْ، وسوف يجعل الله لها شأنًا- وقالت; وليس الذكر الذي أردت للخدمة كالأنثى في ذلك؛ لأن الذكر أقوى على الخدمة وأقْوَم بها، وإني سمَّيتها مريم، وإني حصَّنتها بك هي وذريَّتها من الشيطان المطرود من رحمتك.

" فلما وضعتها قالت; رب إني وضعتها أنثى والله أعلم بما وضعت" قرئ برفع التاء على أنها تاء المتكلم وأن ذلك من تمام قولها وقرئ بتسكين التاء على أنه من قول الله عز وجل "وليس الذكر كالأنثى" أي في القوة والجلد في العبادة وخدمة المسجد الأقصى "وإني سميتها مريم" فيه دليل على جواز التسمية يوم الولادة كما هو الظاهر من السياق لأنه شرع من قبلنا وقد حكى مقررا وبذلك ثبتت السنة على رسول الله صلى الله عليه وسلم حيث قال "ولد لي الليلة ولد سميته باسم أبي إبراهيم" أخرجاه وكذلك ثبت فيهما أن أنس بن مالك ذهب بأخيه حين ولدته أمه إلى رسول الله صلى الله عليه فحنكه وسماه عبدالله. وفي صحيح البخاري; أن رجلا قال; يا رسول الله ولد لي الليلة ولد فما أسميه؟ قال "سم ابنك عبدالرحمن" وثبت في الصحيح أيضا; أنه لما جاء أبو أسيد بابنه ليحنكه فذهل عنه فأمر به أبوه فرد إلى منزلهم فلما ذكر رسول الله صلى الله عليه وسلم في المجلس سماه المنذر فأما حديث قتادة عن الحسن البصري عن سمرة بن جندب أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال "كل غلام مرتهن بعقيقته يذبح عنه يوم السابع ويسمى ويحلق رأسه" فقد رواه أحمد وأهل السنن وصححه الترمذي وروى ويدمى وهو أثبت وأحفظ والله أعلم. وكذا ما رواه الزبير بن بكار في كتاب النسب أن رسول الله صلى الله عليه وسلم عق عن ولده إبراهيم وسماه إبراهيم فإسناده لا يثبت وهو مخالف لما في الصحيح ولو صح لحمل على أنه اشتهر اسمه بذلك يومئذ والله أعلم وقوله إخبارا عن أم مريم أنها قالت "وإني أعيذها بك وذريتها من الشيطان الرجيم" أي عوذتها بالله عز وجل من شر الشيطان وعوذت ذريتها وهو ولدها عيسى عليه السلام فاستجاب الله لها ذلك كما قال عبدالرزاق أنبأنا معمر عن الزهري عن ابن المسيب عن أبي هريرة قال; قال رسول الله صلى "ما من مولود يولد إلا مسه الشيطان حين يولد فيستهل صارخا من مسه إياه إلا مريم وابنها" ثم يقول أبو هريرة اقرءوا إن شئتم "وإني أعيذها بك وذريتها من الشيطان الرجيم" أخرجاه من حديث عبدالرزاق ورواه ابن جرير عن أحمد بن الفرج عن بقية عن الزبيدي عن الزهري عن أبي سلمة عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم بنحوه وروي من حديث قيس عن الأعمش عن أبي صالح عن أبي هريرة قال; قال رسول الله صلى الله عليه وسلم "ما من مولود إلا وقد عصره الشيطان عصرة أو عصرتين إلا عيسى ابن مريم ومريم" ثم قرأ رسول الله صلى الله عليه وسلم "وإني أعيذها بك وذريتها من الشيطان الرجيم" ومن حديث العلاء عن أبيه عن أبي هريرة ورواه مسلم عن أبي الطاهر عن ابن وهب عن عمرو بن الحارث عن أبي يونس عن أبي هريرة ورواه ابن وهب أيضا عن ابن أبي ذئب عن عجلان مولى المشمعل عن أبي هريرة ورواه محمد بن إسحق عن يزيد بن عبدالله بن قسيط عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم بأصل الحديث وهكذا رواه الليث بن سعد عن جعفر بن ربيعة عن عبدالرحمن بن هرمز الأعرج قال; قال أبو هريرة قال رسول الله صلى "كل بني آدم يطعن الشيطان في جنبه حين تلده أمه إلا عيسى ابن مريم ذهب يطعن فطعن بالحجاب".