الرسم العثمانيوَمِنْ ءَايٰتِهِۦ مَنَامُكُم بِالَّيْلِ وَالنَّهَارِ وَابْتِغَآؤُكُم مِّن فَضْلِهِۦٓ ۚ إِنَّ فِى ذٰلِكَ لَءَايٰتٍ لِّقَوْمٍ يَسْمَعُونَ
الـرسـم الإمـلائـيوَمِنۡ اٰيٰتِهٖ مَنَامُكُمۡ بِالَّيۡلِ وَالنَّهَارِ وَابۡتِغَآؤُكُمۡ مِّنۡ فَضۡلِهٖؕ اِنَّ فِىۡ ذٰلِكَ لَاٰيٰتٍ لِّقَوۡمٍ يَّسۡمَعُوۡنَ
تفسير ميسر:
ومن دلائل هذه القدرة أن جعل الله النوم راحة لكم في الليل أو النهار؛ إذ في النوم حصول الراحة وذهاب التعب، وجعل لكم النهار تنتشرون فيه لطلب الرزق، إن في ذلك لدلائل على كمال قدرة الله ونفوذ مشيئته لقوم يسمعون المواعظ سماع تأمل وتفكر واعتبار.
يقول تعالى "ومن آياته" الدالة على عظمته أنه "يريكم البرق خوفا وطمعا" أي تارة تخافون مما يحدث بعده من أمطار مزعجة وصواعق متلفة وتارة ترجون وميضه وما يأتي بعده من المطر المحتاج إليه ولهذا قال تعالى "وينزل من السماء ماء فيحيي به الأرض بعد موتها" أي بعد ما كانت هامدة لا نبات فيها ولا شيء فلما جاءها الماء "اهتزت وربت وأنبتت من كل زوج بهيج" وفي ذلك عبرة ودلالة واضحة على المعاد وقيام الساعة ولهذا قال "إن في ذلك لآيات لقوم يعقلون".
ومن آياته منامكم بالليل والنهار [ ص; 18 ] قيل ; في هذه الآية تقديم وتأخير ، والمعنى ; ومن آياته منامكم بالليل والنهار وابتغاؤكم من فضله بالنهار ; فحذف حرف الجر لاتصاله بالليل وعطفه عليه ، والواو تقوم مقام حرف الجر إذا اتصلت بالمعطوف عليه في الاسم الظاهر خاصة ; فجعل النوم بالليل دليلا على الموت ، والتصرف بالنهار دليلا على البعث . إن في ذلك لآيات لقوم يسمعون يريد سماع تفهم وتدبر . وقيل ; يسمعون الحق فيتبعونه . وقيل ; يسمعون الوعظ فيخافونه . وقيل ; يسمعون القرآن فيصدقونه ; والمعنى متقارب . وقيل ; كان منهم من إذا تلي القرآن وهو حاضر سد أذنيه حتى لا يسمع ; فبين الله عز وجل هذه الدلائل عليه . ومن آياته يريكم البرق خوفا وطمعا قيل ; المعنى أن يريكم ، فحذف ( أن ) لدلالة الكلام عليه ; قال طرفة ;ألا أيهذا الزاجري أحضر الوغى وأن أشهد اللذات هل أنت مخلديوقيل ; هو على التقديم والتأخير ; أي ويريكم البرق من آياته . وقيل ; أي ومن آياته آية يريكم بها البرق ; كما قال الشاعر [ ابن مقبل ] ;وما الدهر إلا تارتان فمنهما أموت وأخرى أبتغي العيش أكدح
القول في تأويل قوله تعالى ; وَمِنْ آيَاتِهِ مَنَامُكُمْ بِاللَّيْلِ وَالنَّهَارِ وَابْتِغَاؤُكُمْ مِنْ فَضْلِهِ إِنَّ فِي ذَلِكَ لآيَاتٍ لِقَوْمٍ يَسْمَعُونَ (23)يقول تعالى ذكره; ومن حججه عليكم أيها القوم، تقديره الساعات والأوقات، ومخالفته بين الليل والنهار، فجعل الليل لكم سكنا تسكنون فيه، وتنامون فيه، وجعل النهار مضيئا لتصرّفكم في معايشكم والتماسكم فيه من رزق ربكم (إِنَّ فِي ذَلِكَ لآياتٍ لقَوْمٍ يَسْمَعُونَ) يقول تعالى ذكره; إن في فعل الله ذلك كذلك، لعبرا وذكرى وأدلة على أن فاعل ذلك لا يُعجزه شيء أراده (لِقَوْمٍ يِسْمَعُونَ) مواعظ الله، فيتعظون بها، ويعتبرون فيفهمون حجج الله عليهم.
أي: سماع تدبر وتعقل للمعاني والآيات في ذلك.إن ذلك دليل على رحمة اللّه تعالى كما قال: { وَمِنْ رَحْمَتِهِ جَعَلَ لَكُمُ اللَّيْلَ وَالنَّهَارَ لِتَسْكُنُوا فِيهِ وَلِتَبْتَغُوا مِنْ فَضْلِهِ وَلَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ } وعلى تمام حكمته إذ حكمته اقتضت سكون الخلق في وقت ليستريحوا به ويستجموا وانتشارهم في وقت، لمصالحهم الدينية والدنيوية ولا يتم ذلك إلا بتعاقب الليل والنهار عليهم، والمنفرد بذلك هو المستحق للعبادة.
ورد إعراب هذه الآية في آية سابقة
- القرآن الكريم - الروم٣٠ :٢٣
Ar-Rum30:23