الرسم العثمانيأَوَلَمْ يَرَوْا أَنَّ اللَّهَ يَبْسُطُ الرِّزْقَ لِمَن يَشَآءُ وَيَقْدِرُ ۚ إِنَّ فِى ذٰلِكَ لَءَايٰتٍ لِّقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ
الـرسـم الإمـلائـياَوَلَمۡ يَرَوۡا اَنَّ اللّٰهَ يَبۡسُطُ الرِّزۡقَ لِمَنۡ يَّشَآءُ وَيَقۡدِرُؕ اِنَّ فِىۡ ذٰلِكَ لَاٰيٰتٍ لِّقَوۡمٍ يُّؤۡمِنُوۡنَ
تفسير ميسر:
أولم يعلموا أن الله يوسع الرزق لمن يشاء امتحانًا، هل يشكر أو يكفر؟ ويضيِّقه على من يشاء اختبارًا، هل يصبر أو يجزع؟ إن في ذلك التوسيع والتضييق لآيات لقوم يؤمنون بالله ويعرفون حكمة الله ورحمته.
قوله تعالى "أو لم يروا أن الله يبسط الرزق لمن يشاء ويقدر" أي هو المتصرف الفاعل لذلك بحكمته وعدله فيوسع على قوم ويضيق على آخرين "إن في ذلك لآيات لقوم يؤمنون".
أَوَلَمْ يَرَوْا أَنَّ اللَّهَ يَبْسُطُ الرِّزْقَ لِمَنْ يَشَاءُ وَيَقْدِرُأي يوسع الخير في الدنيا لمن يشاء أو يضيق ; فلا يجب أن يدعوهم الفقر إلى القنوط .إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَاتٍأي علامات وعبرا ودلالات .لِقَوْمٍ يُؤْمِنُونَبالله وبما جاءت به رسلهم .
القول في تأويل قوله تعالى ; أَوَلَمْ يَرَوْا أَنَّ اللَّهَ يَبْسُطُ الرِّزْقَ لِمَنْ يَشَاءُ وَيَقْدِرُ إِنَّ فِي ذَلِكَ لآيَاتٍ لِقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ (37)يقول تعالى ذكره; أولم ير هؤلاء الذين يفرحون عند الرخاء يصيبهم والخصب، وييأسون من الفرج عند شدّة تنالهم، بعيون قلوبهم، فيعلموا أن الشدّة والرخاء بيد الله، وأن الله يبسط الرزق لمن يشاء من عباده فيوسعه عليه، ويقدر على من أراد فيضيقه عليه (إنَّ فِي ذلكَ لآياتٍ لِقَوْمٍ يُؤمِنُونَ) يقول; إن في بسطه ذلك على من بسطه عليه، وقدره على من قدره عليه، ومخالفته بين من خالف بينه من عباده في الغنى والفقر، لدلالة واضحة لمن صدّق حجج الله وأقرّ بها إذا عاينها ورآها.
{ أَوَلَمْ يَرَوْا أَنَّ اللَّهَ يَبْسُطُ الرِّزْقَ لِمَنْ يَشَاءُ وَيَقْدِرُ } فالقنوط بعد ما علم أن الخير والشر من اللّه والرزق سعته وضيقه من تقديره ضائع ليس له محل. فلا تنظر أيها العاقل لمجرد الأسباب بل اجعل نظرك لمسببها ولهذا قال: { إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَاتٍ لِقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ } فهم الذين يعتبرون بسط اللّه لمن يشاء وقبضه، ويعرفون بذلك حكمة اللّه ورحمته وجوده وجذب القلوب لسؤاله في جميع مطالب الرزق.
(الهمزة) للاستفهام التوبيخيّ
(الواو) عاطفة
(لمن) متعلّق بـ (يبسط..) .
والمصدر المؤوّلـ (أنّ الله يبسط..) في محلّ نصب سدّ مسدّ مفعولي يروا.
(في ذلك) متعلّق بخبر إنّ
(اللام) لام الابتداء للتوكيد
(لقوم) متعلّق بنعت لآيات.
جملة: «يروا ... » لا محلّ لها معطوفة على استئناف مقدّر أي:
أغفلوا ولم يروا ...وجملة: «يبسط....» في محلّ رفع خبر أنّ.
وجملة: «يشاء ... » لا محلّ لها صلة الموصولـ (من) .
وجملة: «يقدر....» لا محلّ لها معطوفة على جملة الصلة.
وجملة: «إنّ في ذلك لآيات ... » لا محلّ لها استئناف بيانيّ.
وجملة: «يؤمنون ... » في محلّ جر نعت لقوم.
(38)
(الفاء) رابطة لجواب شرط مقدّر
(حقّه) مفعول به ثان منصوبـ (الواو) عاطفة في الموضعين
(للذين) متعلّق بـ (خبر) ،
(هم) ضمير فصل .
وجملة: «آت ... » في محلّ جزم جواب شرط مقدّر أي: إن كان الرزق بيد الله فآت ...وجملة: «ذلك خير ... » لا محلّ لها استئناف بيانيّ- أو تعليليّة-.
وجملة: «يريدون ... » لا محلّ لها صلة الموصولـ (الذين) .وجملة: «أولئك ... المفلحون» لا محلّ لها معطوفة على جملة ذلك خير .
- القرآن الكريم - الروم٣٠ :٣٧
Ar-Rum30:37