Skip to main content
الرسم العثماني

اللَّهُ الَّذِى خَلَقَ السَّمٰوٰتِ وَالْأَرْضَ وَمَا بَيْنَهُمَا فِى سِتَّةِ أَيَّامٍ ثُمَّ اسْتَوٰى عَلَى الْعَرْشِ ۖ مَا لَكُم مِّن دُونِهِۦ مِن وَلِىٍّ وَلَا شَفِيعٍ ۚ أَفَلَا تَتَذَكَّرُونَ

الـرسـم الإمـلائـي

اَللّٰهُ الَّذِىۡ خَلَقَ السَّمٰوٰتِ وَالۡاَرۡضَ وَمَا بَيۡنَهُمَا فِىۡ سِتَّةِ اَيَّامٍ ثُمَّ اسۡتَوٰى عَلَى الۡعَرۡشِ‌ؕ مَا لَكُمۡ مِّنۡ دُوۡنِهٖ مِنۡ وَّلِىٍّ وَّلَا شَفِيۡعٍ‌ؕ اَفَلَا تَتَذَكَّرُوۡنَ

تفسير ميسر:

الله الذي خلق السموات والأرض وما بينهما في ستة أيام لحكمة يعلمها، وهو قادر أن يخلقها بكلمة "كن" فتكون، ثم استوى سبحانه وتعالى -أي علا وارتفع- على عرشه استواء يليق بجلاله، لا يكيَّف، ولا يشبَّه باستواء المخلوقين. ليس لكم -أيها الناس- من وليٍّ يلي أموركم، أو شفيع يشفع لكم عند الله؛ لتنجوا من عذابه، أفلا تتعظون وتتفكرون -أيها الناس-، فتُفردوا الله بالألوهية وتُخلصوا له العبادة؟

يخبر تعالى أنه الخالق للأشياء فخلق السموات والأرض وما بينهما في ستة أيام ثم استوى على العرش وقد تقدم الكلام على ذلك "ما لكم من دونه من ولي ولا شفيع" أي بل هو المالك لأزمة الأمور الخالق لكل شيء المدبر لكل شيء القادر على كل شيء فلا ولي لخلقه سواه ولا شفيع إلا من بعد إذنه "أفلا تتذكرون" يعني أيها العابدون غيره المتوكلون على من عداه تعالى وتقدس وتنزه أن يكون له نظير أو شريك أو وزير أو نديد أو عديل لا إله إلا هو ولا رب سواه وقد أورد النسائي ههنا حديثا فقال; حدثنا إبراهيم بن يعقوب حدثني محمد بن الصباح حدثنا أبو عبيدة الحداد حدثنا الأخضر بن عجلان عن أبي جريج المكي عن عطاء عن أبي هريرة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم أخذ بيدي فقال "إن الله خلق السموات والأرض وما بينهما في ستة أيام ثم استوى على العرش في اليوم السابع فخلق التربة يوم السبت والجبال يوم الأحد والشجر يوم الاثنين والمكروه يوم الثلاثاء والنور يوم الأربعاء والدواب يوم الخميس وآدم يوم الجمعة في آخر ساعة من النهار بعد العصر وخلق من أديم الأرض أحمرها وأسودها وطيبها وخبيثها من أجل ذلك جعل الله من بني آدم الطيب والخبيث" هكذا أورد هذا الحديث إسنادا ومتنا وقد أخرج مسلم والنسائي أيضا من حديث حجاج ابن محمد الأعور عن ابن جريج عن إسماعيل بن أمية عن أيوب بن خالد عن عبد الله بن رافع عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم بنحو من هذا السياق. وقد علله البخاري في كتاب التاريخ الكبير فقال وقال بعضهم أبو هريرة عن كعب الأحبار وهو أصح وكذا علله غير واحد من الحفاظ والله أعلم.