الرسم العثمانيقُل لَّا تُسْـَٔلُونَ عَمَّآ أَجْرَمْنَا وَلَا نُسْـَٔلُ عَمَّا تَعْمَلُونَ
الـرسـم الإمـلائـيقُلْ لَّا تُسۡـــَٔلُوۡنَ عَمَّاۤ اَجۡرَمۡنَا وَلَا نُسۡــَٔـلُ عَمَّا تَعۡمَلُوۡنَ
تفسير ميسر:
قل; لا تُسألون عن ذنوبنا، ولا نُسأل عن أعمالكم؛ لأننا بريئون منكم ومِن كفركم.
وقوله تعالى " قل لا تسئلون عما أجرمنا ولا نسئل عما تعملون " معناه التبري منهم أي لستم منا ولا نحن منكم بل ندعوكم إلى الله تعالى وإلى توحيده وإفراد العبادة له فإن أجبتم فأنتم منا ونحن منكم وإن كذبتم فنحن برآء منكم وأنتم برآء منا كما قال تعالى " فإن كذبوك فقل لي عملي ولكم عملكم أنتم بريئون مما أعمل وأنا بريء مما تعملون ". وقال عز وجل " قل يا أيها الكافرون لا أعبد ما تعبدون ولا أنتم عابدون ما أعبد ولا أنا عابد ما عبدتم ولا أنتم عابدون ما أعبد لكم دينكـم ولي دين ".
قوله تعالى ; قل لا تسألون عما أجرمنا ولا نسأل عما تعملون .قوله تعالى ; قل لا تسألون عما أجرمنا أي اكتسبنا ، ولا نسأل نحن أيضا عما تعملون أي إنما أقصد بما أدعوكم إليه الخير لكم ، لا أنه ينالني ضرر كفركم ، وهذا كما قال ; لكم دينكم ولي دين والله مجازي الجميع . فهذه آية مهادنة ومتاركة ، وهي منسوخة بالسيف . وقيل ; نزل هذا قبل آية السيف .
القول في تأويل قوله تعالى ; قُلْ لا تُسْأَلُونَ عَمَّا أَجْرَمْنَا وَلا نُسْأَلُ عَمَّا تَعْمَلُونَ (25)يقول تعالى ذكره لنبيه محمد صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّم; قل لهؤلاء المشركين; أحد فريقينا على هدى والآخر على ضلال، لا تسألون أنتم عمَّا أجرمنا نحن من جرم، ولا نسأل نحن عما تعملون أنتم من عمل، قل لهم; يجمع بيننا ربنا يوم القيامة عنده ثم يفتح بيننا بالحق. يقول; ثم يقضي بيننا بالعدل، فيتبين عند ذلك المهتدي منَّا من الضال (وَهُوَ الْفَتَّاحُ الْعَلِيمُ) يقول; والله القاضي العليم بالقضاء بين خلقه، لأنه لا تخفى عنه خافيه، ولا يحتاج إلى شهود تعرفه المحق من المبطل.وبنحو الذي قلنا في ذلك قال أهل التأويل* ذكر من قال ذلك;
{ قُلْ } لهم [ { لَا تُسْأَلُونَ عَمَّا أَجْرَمْنَا وَلَا نُسْأَلُ عَمَّا تَعْمَلُونَ } أي: كل منا ومنكم, له عمله أنتم] { لا تسألون } عن إجرامنا وذنوبنا لو أذنبنا, ونحن لا نسأل عن أعمالكم، فليكن المقصود منا ومنكم طلب الحقائق وسلوك طريق الإنصاف، ودعوا ما كنا نعمل, ولا يكن مانعا لكم من اتباع الحق، فإن أحكام الدنيا تجري على الظواهر, ويتبع فيها الحق, ويجتنب الباطل، وأما الأعمال فلها دار أخرى, يحكم فيها أحكم الحاكمين, ويفصل بين المختصمين, أعدل العادلين.
(لا) نافية، والواو في(تسألون) نائب الفاعلـ (عمّا) متعلّق بـ (تسألون) ، والثاني متعلّق بـ (نسأل) ، ونائب الفاعل لفعلـ (نسأل) ضمير مستتر تقديره نحن.جملة: «قل ... » لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: «لا تسألون ... » في محلّ نصب مقول القول.
وجملة: «أجرمنا ... » لا محلّ لها صلة الموصولـ (ما) الاسميّ أو الحرفيّ.
وجملة: «نسأل ... » في محلّ نصب معطوفة على جملة مقول القول.
وجملة: «تعملون» لا محلّ لها صلة الموصولـ (ما) الثاني وهو كالأول.
- القرآن الكريم - سبإ٣٤ :٢٥
Saba'34:25