الرسم العثمانيوَأَقْسَمُوا بِاللَّهِ جَهْدَ أَيْمٰنِهِمْ لَئِن جَآءَهُمْ نَذِيرٌ لَّيَكُونُنَّ أَهْدٰى مِنْ إِحْدَى الْأُمَمِ ۖ فَلَمَّا جَآءَهُمْ نَذِيرٌ مَّا زَادَهُمْ إِلَّا نُفُورًا
الـرسـم الإمـلائـيوَاَ قۡسَمُوۡا بِاللّٰهِ جَهۡدَ اَيۡمَانِهِمۡ لَٮِٕنۡ جَآءَهُمۡ نَذِيۡرٌ لَّيَكُوۡنُنَّ اَهۡدٰى مِنۡ اِحۡدَى الۡاُمَمِۚ فَلَمَّا جَآءَهُمۡ نَذِيۡرٌ مَّا زَادَهُمۡ اِلَّا نُفُوۡرًا
تفسير ميسر:
وأقسم كفار قريش بالله أشد الأَيْمان; لئن جاءهم رسول من عند الله يخوِّفهم عقاب الله ليكونُنَّ أكثر استقامة واتباعًا للحق من اليهود والنصارى وغيرهم، فلما جاءهم محمد صلى الله عليه وسلم ما زادهم ذلك إلا بُعْدًا عن الحق ونفورًا منه.
يخبر تعالى عن قريش والعرب أنهم أقسموا بالله جهد أيمانهم قبل إرسال الرسول إليهم لئن جاءهم نذير ليكونن أهدى من إحدى الأمم أى من جميع الأمم الذين أرسل إليهم الرسل قاله الضحاك وغيره كقوله تعالى; "أن تقولوا إنما أنزل الكتاب على طائفة من قبلنا وإن كنا عن دراستهم لغافلين أو تقولوا لو أنا أنزل علينا الكتاب لكنا أهدى منهم فقد جاءكم بينة من ربكم وهدى ورحمة فمن أظلم ممن كذب بآيات الله وصدف عنها" وكقوله تعالى; "وإن كانوا ليقولون لو أن عندنا ذكرا من الأولين لكنا عباد الله المخلصين فكفروا به فسوف يعلمون" قال الله تعالى; "فلما جاءهم نذير" وهو محمد صلى الله عليه وسلم بما أنزل معه من الكتاب العظيم وهو القرآن المبين "ما زادهم إلا نفورا" أي ما ازدادوا إلا كفرا إلى كفرهم.
قوله تعالى ; وأقسموا بالله جهد أيمانهم لئن جاءهم نذير هم قريش أقسموا قبل أن يبعث الله رسوله محمدا صلى الله عليه وسلم ، حين بلغهم أن أهل الكتاب كذبوا رسلهم ، فلعنوا من كذب نبيه منهم ، وأقسموا بالله جل اسمه لئن جاءهم نذير أي نبي ليكونن أهدى من إحدى الأمم يعني ممن كذب الرسل من أهل الكتاب . وكانت العرب تتمنى أن يكون منهم رسول كما كانت الرسل من بني إسرائيل ، فلما جاءهم ما تمنوه وهو النذير من أنفسهم ، نفروا عنه ولم يؤمنوا به
القول في تأويل قوله تعالى ; وَأَقْسَمُوا بِاللَّهِ جَهْدَ أَيْمَانِهِمْ لَئِنْ جَاءَهُمْ نَذِيرٌ لَيَكُونُنَّ أَهْدَى مِنْ إِحْدَى الأُمَمِ فَلَمَّا جَاءَهُمْ نَذِيرٌ مَا زَادَهُمْ إِلا نُفُورًا (42)يقول تعالى ذكره; وأقسم هؤلاء المشركون بالله جهد أيمانهم، يقول; أشد الأيمان فبالغوا فيها، لئن جاءهم من الله منذر ينذرهم بأس الله ( لَيَكُونُنَّ أَهْدَى مِنْ إِحْدَى الأمَمِ ) يقول; ليكونن أسلك لطريق الحق وأشد قبولا لما يأتيهم به النذير من عند الله، من إحدى الأمم التي خلت من قبلهم (فَلَمَّا جَاءَهُمْ نَذِيرٌ) &; 20-483 &; يعني بالنذير محمدًا صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّم ، يقول; فلما جاءهم محمد ينذرهم عقاب الله على كفرهم.كما حدثنا بشر، قال; ثنا يزيد، قال; ثنا سعيد، عن قتادة قوله (فَلَمَّا جَاءَهُمْ نَذِيرٌ) وهو محمد صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّم.وقوله (مَا زَادَهُمْ إِلا نُفُورًا) يقول; ما زادهم مجيء النذير من الإيمان بالله واتباع الحق وسلوك هدى الطريق، إلا نفورًا وهربًا.
أي وأقسم هؤلاء، الذين كذبوك يا رسول اللّه، قسما اجتهدوا فيه بالأيمان الغليظة. { لَئِنْ جَاءَهُمْ نَذِيرٌ لَيَكُونُنَّ أَهْدَى مِنْ إِحْدَى الْأُمَمِ } أي: أهدى من اليهود والنصارى [أهل الكتب]، فلم يفوا بتلك الإقسامات والعهود.{ فَلَمَّا جَاءَهُمْ نَذِيرٌ } لم يهتدوا، ولم يصيروا أهدى من إحدى الأمم، بل لم يدوموا على ضلالهم الذي كان، بل { مَا زَادَهُمْ } ذلك { إِلَّا نُفُورًا } وزيادة ضلال وبغي وعناد.
(الواو) استئنافيّة
(بالله) متعلّق بـ (أقسموا) ، والضمير فيه يعود على كفّار مكّة
(جهد) مفعول مطلق نائب عن المصدر فهو نوعه- أو صفته- ،
(اللام) موطّئة للقسم
(إن جاءهم) مثل إن زالتا ،
(اللام) لام القسم
(يكوننّ) مضارع مرفوع وعلامة الرفع ثبوت النون، وقد حذفت لتوالي الأمثال، والواو المحذوفة لالتقاء الساكنين اسم يكونن و (النون) للتوكيد
(أهدى) خبر يكوننّ منصوب وعلامة النصب الفتحة المقدّرة
(من إحدى) متعلّق بـ (أهدى) ،
(الفاء) عاطفة
(لمّا) ظرف بمعن متضمن معنى الشرط متعلّق بـ (زادهم) المنفيّ
(ما) نافية
(إلّا) للحصر
(نفورا) مفعول ثان.
جملة: «أقسموا ... » لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: «إن جاءهم نذير ... » لا محلّ لها استئناف بيانيّ.
وجملة: «يكوننّ أهدى ... » لا محلّ لها جواب القسم ... وجواب الشرط محذوف دلّ عليه جواب القسم.
وجملة: «جاءهم نذير ... » في محلّ جرّ مضاف إليه.
وجملة: «ما زادهم إلّا نفورا..» لا محلّ لها جواب الشرط غير الجازم.(43)
(استكبارا) مفعول لأجله منصوب ،
(في الأرض) متعلّق بـ (استكبارا) ،
(الواو) عاطفة
(مكر) معطوف على
(استكبار) - أو على
(نفورا)
(الواو) واو الحال- أو اعتراضيّة-
(لا) نافية
(إلّا) للحصر
(بأهله) متعلّق بـ (يحيق) ،
(الفاء) عاطفة
(هل) حرف استفهام للنفي(إلّا) مثل الأولى
(سنّة) مفعول به منصوبـ (الفاء) رابطة لجواب شرط مقدّر
(لسنّة) متعلّق بمحذوف مفعول به ثان عمله تجد
(الواو) عاطفة
(لن تجد..
تحويلا) مثل السابقة.
جملة: «لا يحيق المكر ... » في محلّ نصب حال- أو اعتراضيّة لا محلّ لها-.
وجملة: «هل ينظرون» لا محلّ لها معطوفة على جملة الشرط وفعله وجوابه..
وجملة: «لن تجد ... » جواب شرط مقدّر أي مهما تفعل فلن تجد ...وجملة: «لن تجد
(الثانية) » معطوفة على جملة لن تجد
(الأولى) .
(44)
(الهمزة) للاستفهام الإنكاريّ
(الواو) عاطفة
((في الأرض) بـ (يسيروا) ،
(الفاء) عاطفة
(ينظروا) مجزوم معطوف على
(يسيروا) ،
(كيف) اسم استفهام في محلّ نصب خبر كان
(من قبلهم) متعلّق بمحذوف صلة الموصول،
(الواو) حاليّة
(منهم) متعلّق بأشدّ
(قوّة) تمييز منصوبـ (الواو) استئنافيّة
(ما) نافية
(اللام) لام الجحود
(يعجزه) مضارع منصوب بأن مضمرة بعد اللام
(شيء) مجرور لفظا مرفوع محلّا فاعليعجزه
(في السموات) متعلّق بـ (يعجزه) ،
(الواو) عاطفة
(لا) زائدة لتأكيد النفي(في الأرض) متعلّق بما تعلّق به
(في السموات) فهو معطوف عليه
(قديرا) خبر ثان..
جملة: «لم يسيروا ... » لا محلّ لها معطوفة على مقدّر أي أقعدوا في مساكنهم ولم يسيروا.
وجملة: «ينظروا» لا محلّ لها معطوفة على جملة لم يسيروا.
وجملة: «كان عاقبة ... » في محلّ نصب مفعول به لفعل النظر المعلّق بالاستفهام.
وجملة: «كانوا أشدّ ... » في محلّ نصب حال بتقدير قد.
وجملة: «ما كان الله ليعجزه ... » لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: «يعجزه من شيء ... » لا محلّ لها صلة الموصول الحرفيّ
(أن) المضمر.
والمصدر المؤوّلـ (أن يعجزه ... ) في محلّ جرّ باللام متعلّق بمحذوف خبر كان.
وجملة: «إنّه كان عليما» لا محلّ لها استئناف بيانيّ- أو تعليليّة-.
وجملة: «كان عليما ... » في محلّ رفع خبر إنّ.
- القرآن الكريم - فاطر٣٥ :٤٢
Fatir35:42