Skip to main content
الرسم العثماني

كَمْ أَهْلَكْنَا مِن قَبْلِهِم مِّن قَرْنٍ فَنَادَوا وَّلَاتَ حِينَ مَنَاصٍ

الـرسـم الإمـلائـي

كَمۡ اَهۡلَـكۡنَا مِنۡ قَبۡلِهِمۡ مِّنۡ قَرۡنٍ فَنَادَوْا وَّلَاتَ حِيۡنَ مَنَاصٍ

تفسير ميسر:

كثيرًا من الأمم أهلكناها قبل هؤلاء المشركين، فاستغاثوا حين جاءهم العذاب ونادوا بالتوبة، وليس الوقت وقت قَبول توبة، ولا وقت فرار وخلاص مما أصابهم.

فقال تعالى "كم أهلكنا من قبلهم من قرن " أي من أمة مكذبة "فنادوا" أي حين جاءهم العذاب استغاثوا وجأروا إلى الله تعالى وليس ذلك بمجد عنهم شيئا كما قال عز وجل "فلما أحسوا بأسنا إذا هم منها يركضون" أي يهربون "لا تركضوا وارجعوا إلى ما أترفتم فيه ومساكنكم لعلكم تسألون" قال أبو داود الطيالسي حدثنا شعبة عن أبي إسحاق التميمي قال; سألت ابن عباس رضي الله تعالى عنهما عن قول الله تبارك وتعالى فنادوا "ولات حين مناص " قال ليس بحين نداء ولا نزو ولا فرار وقال علي بن أبي طلحة عن ابن عباس رضي الله تعالى عنهما ليس بحين مغاث وقال شبيب بن بشر عن عكرمة عن ابن عباس نادوا النداء حين لا ينفعهم وأنشد تذكر ليلى لات حين تذكر وقال محمد بن كعب في قوله تعالى "فنادوا ولات حين مناص " يقول نادوا بالتوحيد حين تولت الدنيا عنهم واستناصوا للتوبة حيت تولت الدنيا عنهم وقال قتادة لما رأوا العذاب أرادوا التوبة في غير حين النداء وقال مجاهد "فنادوا ولات حين مناص " ليس بحين فرار ولا إجابة وقد روي نحو هذا عن عكرمة وسعيد بن جبير وأبي مالك والضحاك وزيد بن أسلم والحسن وقتادة وعن مالك عن زيد بن أسلم "ولات حين مناص " ولا نداء في غير حين النداء وهذه الكلمة وهي لات هي لا التي للنفى زيدت معها التاء كما تزاد في ثم فيقولون ثمت ورب فيقولون ربت وهى مفصولة والوقف عليها ومنهم من حكى عن المصحف الإمام فيما ذكره ابن جرير أنها متصلة بحين ولا تحين مناص والمشهور الأول ثم قرأ الجمهور بنصب حين تقديره وليس الحين حين مناص ومنهم من جوز النصب بها وأنشد تذكر حب ليلى لات حينا واأضحى الشيب قد قطع القرينا ومنهم من جرز الجر بها وأنشد; طلبوا صلحنا ولات أوان فأجبنا أن ليس حين بقاء وأنشد بعضهم أيضا; ولات ساعة مندم بخفض الساعة وأهل اللغة يقولون النوص التأخر والبوص التقدم ولهذا قال تبارك وتعالى "ولات حين مناص" أي ليس الحين حين فرار ولا ذهاب والله سبحانه وتعالى الموفق للصواب.