الرسم العثمانيأَمْ عِندَهُمْ خَزَآئِنُ رَحْمَةِ رَبِّكَ الْعَزِيزِ الْوَهَّابِ
الـرسـم الإمـلائـياَمۡ عِنۡدَهُمۡ خَزَآٮِٕنُ رَحۡمَةِ رَبِّكَ الۡعَزِيۡزِ الۡوَهَّابِۚ
تفسير ميسر:
أم هم يملكون خزائن فضل ربك العزيز في سلطانه، الوهاب ما يشاء من رزقه وفضله لمن يشاء من خلقه؟
قال مجاهد وقتادة كذب وقال ابن عباس تخرص وقولهم "أأنزل عليه الذكر من بيننا" يعني أنهم يستبعدون تخصيصه بإنزال القرآن عليه من بينهم كلهم كما قال في الآية الأخرى "لولا نزل هذا القرآن على رجل من القريتين عظيم" قال الله تعالى "أهم يقسمون رحمة ربك نحن قسمنا بينهم معيشتهم في الحياة الدنيا ورفعنا بعضهم فوق بعض درجات" ولهذا لما قالوا هذا الذي دل على جهلهم وقلة عقلهم في استبعادهم إنزال القرآن على الرسول من بينهم قال الله تعالى "بل لما يذوقوا عذاب" أي إنما يقولون هذا لأنهم ما ذاقوا إلى حين قولهم ذلك عذاب الله تعالى ونقمته سيعلمون غب ما قالوا وما كذبوا به يوم يدعون إلى نار جهنم دعا ثم قال تعالى مبينا أنه المتصرف في ملكه الفعال لما يشاء الذي يعطي من يشاء ما يشاء ويعز من يشاء فلا يهديه ويهدي من يشاء ويضل من يشاء وينزل الروح من أمره على من يشاء من عباده ويختم على قلب من يشاء فلا يهديه أحد من بعد الله لأن العباد لا يملكون شيئا من الأمر وليس إليهم من التصرف في الملك ولا مثقال ذرة وما يملكون من قطمير ولهذا قال تعالى منكرا عليهم "أم عندهم خزائن رحمة ربك العزيز الوهاب" أي العزيز الذي لا يرام جنابه الوهاب الذي يعطي ما يريد لمن يريد وهذه الآية الكريمة شبيهة بقوله تعالى أم لهم نصيب من الملك فإذا لا يؤتون الناس نقيرا أم يحسدون الناس على ما آتاهم الله من فضله فقد آتينا آل إبراهيم الكتاب والحكمة وآتيناهم ملكا عظيما فمنهم من آمن به ومنهم من صد عنه وكفى بجهنم سعيرا وقوله تعالى " قل لو أنتم تملكون خزائن رحمة ربي إذا لأمسكتم خشية الإنفاق وكان الإنسان قتورا" وذلك بعد الحكاية عن الكفار أنهم أنكروا بعثة الرسول البشري صلى الله عليه وسلم وكما أخبر عز وجل عن قوم صالح عليه السلام حين قالوا "أألقي الذكر عليه من بيننا بل هو كذاب أشر سيعلمون غدا من الكذاب الأشر".
قوله تعالى ; أم عندهم خزائن رحمة ربك العزيز الوهاب قيل ; أم لهم هذا فيمنعوا محمدا - عليه السلام - مما أنعم الله - عز وجل - به عليه من النبوة . و " أم " قد ترد بمعنى التقريع إذا كان الكلام متصلا بكلام قبله ، كقوله تعالى ; الم تنزيل الكتاب لا ريب فيه من رب العالمين أم يقولون افتراه [ ص; 138 ] وقد قيل إن قوله ; أم عندهم خزائن رحمة ربك متصل بقوله ; وعجبوا أن جاءهم منذر منهم فالمعنى أن الله - عز وجل - يرسل من يشاء ; لأن خزائن السماوات والأرض له .
( أَمْ عِنْدَهُمْ خَزَائِنُ رَحْمَةِ رَبِّكَ الْعَزِيزِ الْوَهَّابِ ) يقول تعالى ذكره; أم عند هؤلاء المشركين المنكرين وحي الله إلى محمد خزائن رحمة ربك, يعنى مفاتيح رحمة ربك يا محمد, العزيز في سلطانه, الوهاب لمن يشاء من خلقه, ما يشاء من ملك وسلطان ونبوة, فيمنعوك يا محمد, ما من الله به عليك من الكرامة, وفضَّلك به من الرسالة.
{ أَمْ عِنْدَهُمْ خَزَائِنُ رَحْمَةِ رَبِّكَ الْعَزِيزِ الْوَهَّابِ } فيعطون منها من شاءوا، ويمنعون منها من شاءوا، حيث قالوا: { أَءُنزِلَ عَلَيْهِ الذِّكْرُ مِنْ بَيْنِنَا } أي: هذا فضله تعالى ورحمته، وليس ذلك بأيديهم حتى يتحجروا على اللّه.
(أم) هي المنقطعة بمعنى بل والهمزة
(عندهم) ظرف منصوب متعلّق بمحذوف خبر مقدّم للمبتدأ خزائن
(العزيز) نعت لـ (ربّك) مجرور
(الوهّاب) نعت ثان مجرور.
جملة: «عندهم خزائن..» لا محلّ لها استئنافيّة.
(10)
(أم) مثل الأولى
(لهم) متعلّق بخبر للمبتدأ ملك
(الواو) عاطفة في الموضعين
(ما) اسم موصول في محلّ جرّ معطوف على السموات
(بينهما) ظرف منصوب متعلّق بمحذوف صلة ما
(الفاء) رابطة لجواب شرط مقدّر
(اللام) لام الأمر
(في الأسباب) متعلّق بـ (يرتقوا) .
وجملة: «لهم ملك ... » لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: «ليرتقوا ... » في محلّ جزم جواب شرط مقدّر أي إن زعموا ما يقولون فليرتقوا.
(11)
(جند) خبر لمبتدأ محذوف تقديره هم ،
(ما) زائدة للتحقير ،
(هنالك) اسم إشارة في محلّ نصب ظرف مكان متعلّق بنعت لجند ،
(مهزوم) نعت لجند مرفوع
(من الأحزاب) متعلّق بنعت لجند.
وجملة: «
(هم) جند ... » لا محلّ لها تعليليّة.
- القرآن الكريم - ص٣٨ :٩
Sad38:9